الجيش الإسرائيلي يخضع للإرهاب اليهودي

«عيون الجنود كانت مليئة بالخوف، الخوف نفسه الذي أشاهده فيهم قرب البؤر الاستيطانية في شمال الغور، وليس هنا في منطقة العوجا (شمال مدينة أريحا، في ظل بؤرة استيطانية قيد الشرعنة باسم عينوت كيدم).
«عندما يكون المستوطنون الذين يعطون الأوامر بعيدين، فإن الجنود يسمحون للرعاة بالرعي. وعندما يقترب المستوطنون ـ أحياناً على حصان وأحياناً في سيارة تسرع نحو القطيع ـ فإن الجنود يبعدون الأغنام بأنفسهم». المتحدث هو غاي هيرشفيلد، نشيط يساري يذهب إلى الغرب المتوحش بشكل دائم مع شجعان آخرين، يحاولون وقف الإرهاب. والرعب في عيون الجنود الذين يشعرون بعدم الرضى، لكنهم يدركون أن عليهم الخضوع لأوامر رئيس المستوطنين، لأن قادتهم أيضاً يفعلون ذلك.
الصدمة الكبيرة من عدد من طلاب المدرسة الدينية وعرضهم كمجسدين للإرهاب اليهودي، هو حرف للأنظار. ليس هناك خلاف على أن الشباب متهمون بعمل مثير للاشمئزاز ـ قتل عائشة الرابي. يسهل أن تصدم من قتل امرأة تقود سيارتها بحسن نية، وحتى هذا أكثر من تدنيس السبت الذي كان مقترناً بالعمل. ولكن قتل الفلسطينيين ليس هو هدف الإرهاب اليهودي، حتى لو كانوا في مستنبتاته لا يبكون على دم فلسطيني مسفوك. الإرهاب اليهودي، أي نشاطات فرض الرعب التي تتم من قبل رسل الله على الأرض، يسعى إلى السيطرة على الفضاء الفلسطيني المتبقي. وهنا يلتقي مع الإرهاب الرسمي الإسرائيلي.
في يوم الجمعة 4 كانون الثاني شرحت مجندة لهيرشفيلد لماذا يجب على الرعاة من عائلة كعابنة من قرية العوجا مغادرة المنطقة، التي رعا فيها أجدادهم حتى قبل قيام دولة إسرائيل. وقد قالت «يوجد هنا أمر، وهو يزعجه وجودكم هنا (القصد هو صاحب البؤرة الاستيطانية عومر عتيديا). هذا يزعجهم جميعاً. يزعج الأشخاص الذين في المزرعة، هذه منطقة عسكرية مغلقة».
البؤرة الاستيطانية أقيمت في 2004 مكان موقع عسكري تم أخلاؤه. تنكيل عنيف بسكانها حقق الغاية: الرعاة الذين يعيشون في القرية منذ الانتداب البريطاني امتنعوا عن الخروج إلى المراعي، ودفعوا مبالغ كبيرة لشراء الأعلاف. ولكن قبل سنتين تقريباً سئموا من ذلك، وقرروا الرعي مرة أخرى في المنطقة المفتوحة بمساعدة ومرافقة نشطاء إسرائيليين. هذا لم يمر بسهولة، هناك دائماً قادة خضعوا للقائد الأعلى للبؤرة الاستيطانية. ومع ذلك تم تحقيق اتفاق مبدئي وأغنام الكعابنة عادت إلى المرعى. والآن، عند سقوط الأمطار في هذه السنة، يطرد الجيش الإسرائيلي من مراعي اليهود بتصميم الرعاة الفلسطينيين ومواشيهم. «في الساعة الثامنة صباحاً نخرج إلى المرعى»، قال محمود كعابنة للصحيفة، «وعلى الفور يظهر الجنود ومعهم شخص من البؤرة الاستيطانية ويقومون بطردنا».
طلبت من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن هذا الأمر، مثل من الذي وقع الأمر، وإذا كان يؤكد أقوال المجندة أعلاه. وسألت إذا كان الجيش الإسرائيلي يرى أن ليس للفلسطينيين الحق في رعي أغنامهم في المنطقة التي هم فيها خلال عشرات السنين، وما هو الرد على الانطباع السائد بأن الجنود يخافون من رجال البؤرة الاستيطانية. كالعادة المتحدث بلسان الجيش لم يرد على الأسئلة، لكنه صادق على أن الجيش يخضع للإرهاب اليهودي. «في 11 كانون الثاني اقترب عدد من الأشخاص من منطقة مجاورة لعينوت كيدم. وفقاً لتقدير الوضع الأمني ومنع احتكاك عنيف في المكان تم إصدار أمر بأن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. الطريقة التي يتم فيها تنفيذ الأمر على الأرض سيتم فحصها. الجهات الأمنية ستواصل العمل على الحفاظ على النظام العام والأمن في المنطقة».
«احتكاك» هو مفهوم شرعنة للتخويف الذي يبادر إليه المستوطنون. ما يحدث هنا يصف ما حدث ويحدث في أرجاء الضفة الغربية: برعاية الجيش يدفع الإرهاب اليهودي الخاص الفلسطينيين عن أراضيهم التي قاموا بفلاحتها والرعي والتجول فيها. نجاحه كبير، لأن هذا هو هدف الدولة، وقليلون هم الأشخاص المصدومون من الإرهاب العقاري الإسرائيلي. وأقل هم الأشخاص الذين يحاولون صده.

عميره هاس
هآرتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *