ناشط ومفكر يهودي: «الهولوكوست» أصبح «دينا جديدا» لتبرير احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان

قال كاتب يهودي مغربي وناشط ضد الصهيونية، إن العلاقة بين المغرب ودولة الاحتلال الصهيوني بدأت منذ عام 1961، حين أقدم جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» على إغراق سفينة على متنها يهود مغاربة بشكل متعمد، من أجل دفع الحسن الثاني للسماح لليهود بالهجرة إلى إسرائيل.

وكشف الناشط جاكوب كوهين في محاضرة نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بعنوان « الهولوكوست… والأجندة الصهيونية»، مساء يوم الجمعة في مقر نادي المحامين في الرباط، أن البداية الأولى للعلاقات المغربية الإسرائيلية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وأن إغراق الموساد للسفينة دفع الراحل الحسن الثاني إلى فتح الأبواب في وجه اليهود من أجل السفر إلى مصر، وأن تلك الواقعة جعلت «الموساد» يضع أقدامه تلقائيا في المغرب، لتنطلق على إثرها العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين البلدين.

قال إن علاقة المغرب بإسرائيل بدأت بإغراق «الموساد» سفينة يهود مغاربة عام 1969

واعتبر الناشط المناهض للصهيونية المقيم في فرنسا، أن المحرقة اليهودية «الهولوكوست»، أصبحت اليوم «دينا جديدا» اخترعه الصهاينة للتأثير على باقي الشعوب، لتبرير احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان. وأضاف أن ما يعرف بـ«برنامج علاء الدين» يدخل الحديث عن الهولوكوست إلى المغرب، وأن «الصهاينة لا يتحدّثون إلا عن السلام ومثالية هذا الحلم، وحتى الحق في حل الدولتين دون إدانة للاحتلال، كما يظهر منشور برنامج علاء الدين».
وانتقد جاكوب كوهين، الكاتب المغربي الذي تعرض أكثر من مرة لاعتداءات جسدية على يد صهاينة في فرنسا «التضليل الشامل الصهيوني الذي جعل الاعتذار يسبق الحديث عن الهولوكوست، كما لو أن الناس أصبحوا خائفين من معالجة هذا الموضوع، الذي يجب أن يكون موضوعا تاريخيا مثل باقي المواضيع».
وتحدّث عن «العبقرية الشريرة للصهيونية»، وما تقود إليه من فصل عنصري وبروباغندا واستغلال وتضليل، وأكد ان «تحديد عدد الضحايا اليهود من طرف محكمة المنتصرين كان بشكل اعتباطي»، لخدمة الحاجة إلى إعطاء إسرائيل صورة أخرى بعد الستينيات عبر الهولوكوست، بعدما ظهرت في صورة استعمارية واستغلالية بدّدت بروباغندا «نريد أرضا صغيرة حتى لا نبقى كما كنّا في الماضي، ونخاف من الإبادة»، التي كانت رائجة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وقال «يحاول اللوبي الصهيوني من خلال حديثه عن المحرقة من التأثير على الرأي العام العالمي وإظهار اليهود ضحايا عذبوا وتألموا كثيرا، ولا يوجد شعب آخر تألم أكثر منه، لتصبح بذلك الهولوكوست “إرهاب فكري” تفرضه إسرائيل على باقي الدول”.
ولفت المفكر اليهودي إلى أن إسرائيل تبرر احتلالها للأراضي الفلسطينية ومنطقة الجولان «بحاجتها للأمن وتجنب هولوكوست جديدة»، وتحاول إقناع الدبلوماسيين الأجانب بذلك، بالرغم من توفرها على عتاد عسكري قوي يفوق بكثير ما لدى دول المنطقة. وكشف عن أن «اللوبي اليهودي ضغط كثيرا لعدم وصف الهنود الحمر في القارة الأمريكية أو الأفارقة الذين تعرضوا للاضطهاد بضحايا الهولوكوست، وجعل هذا المصطلح حكرا على اليهود فقط».
وصف جاكوب كوهين، الكاتب والمفكر اليهودي المغربي المناهض للصهيونية، إسرائيل بدولة الخوف والحرب التي لا تريد سلاما مع العرب، وأن الصهاينة لا يقبلون بشيء اسمه السلام.
ووصف كوهين الإسرائيليين بكونهم رهائن لخوض «الحرب التي لا خيار غيرها» كما يقال لهم. كما نعت الكيان بكونه «دولة خوف وعنف وإعداد للحرب تحت تهديد هولوكوست جديد»، وأن «أول ضحايا هذا هم الإسرائيليون».
ونفى الكاتب المغربي القاطن في فرنسا أن تكون إسرائيل تريد سلاما؛ مفسّرا ذلك بأن العقلية الصهيونية الإسرائيلية مسيجة، ولا يمكن لنظامها الإيديولوجي أن يختار السلام، مضيفا أن دعايتها الداخلية هدفها أن لا تكون للإسرائيليين ثقة إلا في أنفسهم.
ووصف كوهين «شُوَاهْ Shoah»، التي تعني المصيبة بالعبرية، والتي صارت تدل على الهولوكوست، بأنها «أصبحت دينا جديدا بعقائد تقبل ولا تُساءَل: مثل ستة ملايين وكفى، وقدّيسين، وكتاب، ومعابد، وكاتدرائيات، وما يعتبر هرطقات…»، مستشكلا نزع حق البحث في الهولوكوست كحدث تاريخي من المؤرّخين إلا إذا ردّدوا الرواية المبتغاة، ومنع ذلك قانونا بفرنسا عن طريق «قانون غيسو»، ووصف من يريدون مساءلة الهولوكوست بشكل عقلاني بـ«منكري المحرقة».
وتحدث الكاتب المغربي عن «الإرهاب الفكري، والضغط الأخلاقي والمعنوي من أجل تسمية الهولوكوست بالمأساة الإنسانية، وجعل هذا اللفظ خاصا باليهود دون غيرهم». كما تحدّث عن مفهوم معاداة السامية، الذي أصبح يشمل معاداة الصهيونية والدولة الإسرائيلية، «أن توجهات الدول الأوروبية تسير في هذا السياق حتى يصبح كل انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية».
ولفت المفكر اليهودي إلى أن إسرائيل تبرر احتلالها للأراضي الفلسطينية ومنطقة الجولان «بحاجتها للأمن وتجنب هولوكوست جديدة»، وتحاول إقناع الدبلوماسيين الأجانب بذلك، بالرغم من توفرها على عتاد عسكري قوي يفوق بكثير ما لدى دول المنطقة. وكشف عن أن «اللوبي اليهودي ضغط كثيرا لعدم وصف الهنود الحمر في القارة الأمريكية أو الأفارقة الذين تعرضوا للاضطهاد بضحايا الهولوكوست، وجعل هذا المصطلح حكرا على اليهود فقط».
وذكّر جاكوب كوهين بمنع مؤسسة العالم العربي في فرنسا من تنظيم محاضرة حول «إسرائيل أو نهاية الحلم الإسرائيلي» عبر مراسلة وزير الثقافة الفرنسي، بدعوى أنها تسبب كراهية لإسرائيل واليهودية، وجعلِ حركة «كونيل»، التي ابتكرها الكوميدي الفرنسي ديودوني، معادية للسامية، مع تغريم من يحاكونها، وشيطنة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، والمهاجم الفرنسي نكيولا أنيلكا مهاجم وست بورميتش ألبيون الإنكليزي الذي تعرض لموجة تحريض ضده بعد تقليده لتحية وصفت بالمعادية للسامية ابتكرها «صديقه» الممثل الكوميدي الفرنسي ديودوني، إذ اعتبرها البعض رمزا للكراهية، بينما رأى فيها آخرون مجرد تحية للتنديد بالصهيونية، مؤكدا على ضرورة مقاومة ذلك.
وأشار كوهين إلى قيام إسرائيل بحملات ضد على كل من يخالفها الرأي في أوروبا وينتقد احتلالها للأراضي الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *