في مقابلة طلبت القاهرة عدم بثها.. السيسي يؤكد أن التعاون الأمني مع إسرائيل أقوى من أي وقت مضى- (فيديو)

بثت شبكة “سي بي إس” الأمريكية، مساء الأحد، المقابلة التي أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن برنامج “60 دقيقة”، والتي كانت القاهرة طلبت عدم بثها، وفقا لما ذكرته القناة.

واعترف السيسي خلال المقابلة بوجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في سيناء، إذ رد على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو “الأوثق والأعمق” مع إسرائيل، بالقول: “صحيح. هناك تنسيق جيد”.

وقال إن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين.

ويعد اعتراف السيسي بشكل رسمي بهذا النوع من التعاون مع الجانب الإسرائيلي اعترافا نادرا، إذ نفى الجيش المصري، في العام الماضي، تقارير إعلامية عن تعاونه مع إسرائيل ضد مقاتلين في شمال سيناء من تنظيم “الدولة”.

وتخوض قوات الأمن المصرية معارك مع مسلحين في سيناء منذ عام 2013. وعندما سئل السيسي عن سبب عدم تمكنه من القضاء عليهم، رد بسؤال المحاور: “ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وصرفت تريليون دولار؟”.

الانقلاب
ولدى سؤال الصحافي الأمريكي سكوت بيلي للسيسي عن إطاحته بالرئيس محمد مرسي عام 2013، عندما كان وزيرا للدفاع، قال إن “القضية كلها أن الشعب المصري رفض هذا الشكل من الحكم الديني المتشدد، ومن حق الشعب أن يرفض تغيير هويته بهذا الشكل”.

وحول ما إذا كان يعتبر البعض “خارجين عن القانون” فقط لأنهم يعارضونه سياسيا، قال السيسي: “لا لا لا نحن فقط نتعامل مع متشددين إسلاميين، نحن نرحب بهم للعيش بيننا ولكن لا نريدهم أن يحملوا السلاح ويخربوا الاقتصاد المصري”.

وقال المحاور للسيسي إنه تحدث مع عدد من المصريين وهم يرفضون وصفه بالرئيس ويقولون إنه “ديكتاتور عسكري”، فرد السيسي “لا أعرف مع من تحدثت تحديدا، لكن 30 مليون مصري خرجوا للشوارع رفضا للحكم الذي كان موجودا ونحن بالتالي كان يتوجب علينا الاستجابة لمطلبهم”، وأضاف: “للحفاظ على الأمن والاستقرار كانت المرحلة تتطلب إجراءات أمنية”.

وتطرق المحاور إلى حادثة فض اعتصام رابعة ومسؤولية السلطات المصرية عن مقتل نحو 800 شخص خلالها، فقال السيسي: “دعني أسألك سؤالا؟ هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تحصل على معلوماتك؟ كان هناك الآلاف من المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يوما. حاولنا كل وسيلة سلمية لتفريقهم”.

ثم سأل بيلي عما إذا كانت استجابة قوات الأمن “ضرورية” لسلام واستقرار مصر، مستشهدا بتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن اعتصام رابعة الذي قال إن “استخدام ناقلات الجند المدرعة والجرافات والقوات البرية والقناصة والشرطة والجيش في مهاجمة الاعتصام أدى إلى مقتل المئات بالرصاص في رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم”. فرد السيسي قائلا إن بيان المنظمة ليس صحيحا. وأضاف: “كان هناك أفراد من الشرطة وكانوا يحاولون فتح ممرات سلمية لكي يذهب الناس بأمان إلى منازلهم”.

كما رفض السيسي تقارير منظمات حقوقية دولية تشير إلى أن مصر سجنت ما يصل إلى 60 ألف ناشط سياسي. وقال: “لا أعرف من أين جاءوا بهذا العدد صراحة.. ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر”. وأضاف أنه عندما تحاول مجموعة تمثل فئة قليلة فرض فكرها المتطرف “فعلينا أن نتدخل مهما كان عددهم”.

وتخللت الحلقة لقاءات أخرى مع عدد من الشخصيات بينها المعتقل السابق في مصر محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وأحد القياديين في جماعة الإخوان المسلمين.

وذكر الصحافي بيلي في مقدمة الحلقة أنه أراد أن “يوجه الأسئلة التي لا تُوجه للسيسي في مصر”، مشيرا إلى أن الرئيس المصري لا يجري الكثير من المقابلات الصحافية، وأن الشبكة الأمريكية فوجئت بحديثه إليها. وأضاف أن السيسي، على ما يبدو، فوجئ بالأسئلة، وهو ما يفسر طلب الحكومة المصرية من المحطة عدم بث المقابلة.

وكانت المقابلة أجريت في فندق “بالاس” في نيويورك قبل شهور. ونشرت المحطة الأمريكية على موقعها الإلكتروني تقريرا يتضمن إجابات من حديث الرئيس المصري في الحوار مع الصحافي سكوت بيلي. فيما يلي نصه:

بيلي: هل لديك فكرة جيدة عن عدد السجناء السياسيين الذين تحتجزهم؟
السيسي: ليس لدينا سجناء سياسيون ولا سجناء رأي. نحن نحاول الوقوف ضد المتطرفين الذين يفرضون أيديولوجيتهم على الناس. الآن هم يخضعون لمحاكمة عادلة. وقد يستغرق الأمر سنوات، لكن علينا اتباع القانون.

بيلي: السيد الرئيس، منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن هناك 60 ألف سجين سياسي تحتجزهم اليوم ونحن نجلس هنا.
السيسي: لا أعرف من أين حصلوا على هذا الرقم. قلت لا يوجد سجناء سياسيون في مصر. كلما كانت هناك أقلية تحاول فرض عقيدتها المتطرفة. علينا أن نتدخل بغض النظر عن أرقامهم.

الشعب المصري يرفض مثل هذه الحكومة الدينية الصارمة. من حق الشعب المصري أن يختار شكل الحكومة الذي يعجبهم.

بيلي: هم أيضا المعارضة السياسية الرئيسية لك. هل هذا هو السبب في حظرهم؟
السيسي: لا لا لا. نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتطرفين الذين يحملون السلاح. نحن نرحب بهم للعيش بين الناس لكننا لا نريدهم حمل السلاح وتدمير الاقتصاد المصري.

بيلي: السيد الرئيس، لقد تحدثت إلى عدد من مواطنيك الذين يرفضون الاتصال بك يا سيادة الرئيس لأنهم يقولون إنك دكتاتور عسكري.
السيسي: لا أعرف مع من تحدثت. لكن هناك 30 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم في ذلك الوقت. كان لا بد من الاستجابة لإرادتهم. ثانيا، إن صون السلام بعد هذه الفترة يتطلب بعض التدابير لاستعادة الأمن.

بيلي: هل أعطيت أمرا؟
السيسي: اسمح لي أن أسألك. هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تحصل على معلوماتك؟ كان هناك آلاف المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يومًا. حاولنا بكل الوسائل السلمية تفريقهم.

بيلي: أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريراً، ربما تكون قد رأيته، تصف رابعة. وتقول، واقتبس: “باستخدام ناقلات الجند المدرعة والجرافات والقوات البرية والقناصة، هاجم رجال الشرطة والجيش معسكر الاعتصام مع مئات قتلوا بإطلاق الرصاص على رؤوسهم ورقابهم”. هل كان ذلك ضروريًا لسلام واستقرار مصر؟
السيسي: أنت تطلق على تقرير هيومن رايتس ووتش أنه بيان سليم. وهذا غير صحيح. كان هناك أفراد من الشرطة وكانوا يحاولون فتح ممرات سلمية لكي يذهب الناس بأمان إلى منازلهم.

بيلي: أنت رجل عسكري. لقد تلقيت تعليمًا من الجيش الأمريكي. هل هذا يبدو وكأنه قوة تناسبية؟
السيسي: لا أعرف كيف كان لديهم 15 أو 16 سلاحاً نارياً. أود أن أخبر الشعب الأمريكي بأن الوضع على الأرض كان يمكن أن يدمر الدولة المصرية ويسبب عدم استقرار هائلا، أكثر مما يمكن تصوره. كلما كانت هناك مواجهة مسلحة مع عدد كبير من الناس، من الصعب السيطرة على الوضع وتحديد من الذي قتلهم.

التعاون مع إسرائيل
بيلي: هل يمكنك القول بأن هذا هو أعمق وأقرب تعاون قمت به مع إسرائيل؟
السيسي: هذا صحيح. في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجو إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي. ولهذا السبب لدينا مجموعة واسعة من التنسيق مع الإسرائيليين.

بيلي: يقدر أن هناك حوالي 1000 إرهابي في سيناء. مع أكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية كل عام، لماذا لم تقم بدحرهم؟
السيسي: ولماذا لم تقم الولايات المتحدة بدحر الإرهابيين في أفغانستان بعد 17 سنة وإنفاق تريليون دولار؟

بيلي: لماذا يجب أن يستمر الشعب الأمريكي في الاستثمار في حكومتك؟
السيسي: إنهم يستثمرون في الأمن والاستقرار في المنطقة. الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الأمن في جميع أنحاء العالم.

بيلي: السيد الرئيس، الذين ينتقدونك في الكونغرس الأمريكي، وفي الأمم المتحدة، يقولون إنكم تحتجزون عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. إن مئات الأشخاص، العُزَّل، قُتلوا في شوارع القاهرة. يدعون أن لديك دما على يديك. كيف تشرح كل هذا؟
السيسي: نحن نتعامل مع الأصوليين والمتطرفين الذين تسببوا في الأضرار وقتلوا الناس خلال السنوات الأخيرة. لا أستطيع أن أطلب من المصريين أن ينسوا حقوقهم أو الشرطة والمدنيين الذين ماتوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *