فلسطينية تؤسس أول نادٍ لـ”يوغا الضحك” في البلاد

استطاعت الفلسطينية منال دنديس، تأسيس أول نادٍ لـ “يوغا الضحك” في فلسطين، في محاولة منها لرسم البسمة وسط مجتمع يرضخ تحت الاحتلال الإسرائيلي وضغوط مجتمعية واقتصادية.

وعبر “النادي” الذي اتخذ من جامعة بولتكنيك فلسطين (خاصة)، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة مقرا له، تمارس “دنديس” رياضة “يوغا الضحك”، وتعلمها لنحو 10 طلاب وعدد من المتدربين.

وتشير دنديس (35 عاما) إلى أن الشخص الممارس، بحاجة للضحك من 10- 15 دقيقة بشكل متواصل في بيئة آمنة (قاعة مغلقة)، مرفقة بتمارين رياضية.

وتقول إن ممارسة تلك اليوغا، بحاجة لتمارين رياضية بسيطة، وضبط النفس بشكل جيد، بحيث يدخل الجسد أكبر كمية من الأكسجين، ثم الضحك دون سبب.

وتضيف المدربة: “بحسب الدراسات، فإن الجسد لا يميّز بين الضحك الحقيقي والمصطنع، وعادة ما يصاب الشخص بعدوى الضحك، دون معرفة سبب الضحك”.

والضحك يزيد من نسبة هرمونات “الأندروفين” التي يفرزها الجهاز العصبي للتحكم في سيطرة الدماغ على الإجهاد، وإفرازه يساعد على الشعور بالراحة والسعادة والتحسن، بحسب “دنديس”.

واختيرت المدربة الفلسطينية من قبل منظمة الضحك الدولية (مقرها في الهند)، كسفيرة في منطقة الشرق الأوسط، وأول معلمة “يوغا ضحك” في فلسطين.

والهند، الموطن الأصلي لـ”يوغا الضحك”، وابتكره الطبيب الهندي مادان كاتاريا، من خلال مجموعة من الأبحاث التي أعدّها عام 1995 حول تأثير الضحك على المرضى من ناحية تسريع شفائهم.

والمدربة حاصلة على درجة الدكتوراه في الموارد البشرية، وعملت في برامج دولية لتمكين النساء في مناطق النزاع، في الأردن والعراق وفلسطين.

وتستهدف تلك الرياضة، كافة شرائح المجتمع، من نساء وأطفال وكبار السن، وطلبة وموظفين، وضحايا عنف الاحتلال، وذوي احتياجات خاصة (صم، ومصابين بمتلازمة داون)، حسب قول المدربة.

وتضيف: “الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا صعبة، الاحتلال مسببها الرئيسي، وهناك حاجة حقيقية لممارسة يوغا الضحك”.

وتكمل: “نمارس الضحك في نوادٍ خاصة، كما النوادي الرياضية، ثم نعود لحياتنا الطبيعية”.

تذكر “دنديس” أنها استطاعت مساعدة مرضى من تحسين ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على الشفاء، مشيرةً إلى أن أحد مرضاها أُصيب بعمى مؤقت نتيجة صدمة نفسية، لكنه استعاد بصره عبر تمارين يوغا الضحك.

والمدربة على تواصل مع عدد من الأطباء، للمساعدة في تسريع شفاء بعض المرضى عبر “يوغا الضحك”، كما تقول.

كما أنشأت نادي “يوغا ضحك” إلكتروني “أون لاين”، عبر برنامج “سكايب”، باسم “ضحكة فلسطين”، بالإضافة إلى تأليفها أربعة كتب، خاصة بهذه اليوغا.

من جهتها تقول المتدربة أسمهان إدريس (27عاما)، إنها كانت تعاني من ظروف قاسية، حيث اعتقلت لدى سلطات الاحتلال، وتسكن مع عائلتها في البلدة القديمة من الخليل المحاصرة بالمستوطنين وجنود الجيش.

وتضيف: “كنت أبكي كثيرا، وأتعرض لضغوط نفسية واقتصادية جراء الاحتلال الإسرائيلي، لكنني أصبحت متفائلة وأتحدى كل ما يواجهني من مصاعب بعد أن مارست عددا من جلسات اليوغا”.

وتشير أنها تنقل لعائلتها تمارين تعلمتها في نادي “يوغا الضحك”، وتضيف: “حياتي تغيرت، وأشعر بطاقة إيجابية تفيض بها روحي”.

وتسيطر السلطات الإسرائيلية على البلدة القديمة من مدينة الخليل، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي.

أما الفتاة إسراء شوكة، الحاصلة على بكالوريوس في تخصص علم الاجتماع، من جامعة بيت لحم (جنوب)، فتقول إنها وجدت بتعلم “يوغا الضحك” ضالّتها.

وخضعت “شوكة”، لدورة تدريبية على يد “دنديس”، وتأمل بالبدء بتطبيق ما تعلمته، لرسم البسمة على شفاه الناس، وتفريغ طاقاتهم السلبية، كما تقول. (الاناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *