شعبان:” عرب الجاهلية كانوا شركاء في ضياع القدس

– أحذروا الشعارات الكاذبة والخداعة فقد أسقطت الكثير من عواصمنا
– عرب الجاهلية كانوا شركاء في ضياع القدس
– يوم تحول المستعمر البريطاني إلى ” الإسلام” وأصبح المحتل الفرنسي “قرشيا عربيا”
– الخيانة الرسمية ،والتضليل الإعلامي، والأمية السياسية، والسطحية في قراءة مجريات الأحداث حولت الاعداء إلى أولياء والأولياء إلى أعداء

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة لهذا الاسبوع من على منبر مسجد التوبة في طرابلس ، فرأى فضيلته أن علينا ان نتيقن دائما أن إرادة الله نافذة لا محالة ، فلقد أراد فرعون أن يقتل موسى عليه السلام ، فرباه الله في بيته ، وعندما علا واستكبر وقال فرعون في ايوانه أنا ربكم الاعلى كانت سيدة نساء العالمين داخل قصره وايوانه تقول “سبحان ربي الأعلى”
حاول أن يحرم موسى من أمه فجعل الله له أمين وخدما عملوا على تربيته حتى يبلغ رسالة ربه ،إرادة الله سبحانه نافذة ووعده متحقق وهو القائل:”وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)
واضاف فضيلته اليوم تتكرر صورة الاستعلاء الفرعوني من جديد فهو يستعبد الناس ويقتلهم ويسلبهم ثرواتهم ويخوض حروبا متدحرجة تصيبنا أمة بعد أمة وبلداً بعد بلد.
حرب الاستكبار المعاصرة على بلادنا ابتدأت منذ 100 سنة، ضد السلطنة العثمانية ونظّر لها الكثير من أعداء الداخل ممن يجيدون التزييف والتضليل وصناعة الذرائع فرفعوا شعارا دينيا عنوانه تطهير الجزيرة العربية من “الشرك وأهله” وإعادتها إلى التوحيد الخالص ويقصدون بذلك العثمانيين ورفعوا شعارا سياسيا عنوانه ” الإئمة من قريش ” فيجب أن يحكم العربيُ العربيَّ ليسقطوا الشرعية عن السلطان العثماني التركي عبد الحميد لأنه عثماني تركي وليس بعربي، وثار العرب يومها ضد أنفسهم وذاتهم ودينهم ودحروا العثمانيين بالثورة العربية الكبرى
وجاء يومها الموحدون “الانكليزي” والقرشيون والعرب الأقحاح”الفرنسيون” ليحكموا آنذاك، وأسقطنا بيدنا السلطنة العثمانية بكذبة وخدعة وأوقعنا بلادنا تحت وطأة الاحتلال والاستعمار لعشرات السنوات وكان عرب الجاهلية يومها الشريك الأساسي في تدنيس أرضنا ومقدساتنا، كما كانوا سببا في ضياع مسرى رسول الله بسبب الخيانة الرسمية والغباء والأمية والسطحية في قراءة مجريات الأحداث والتحليل الخاطئ للكثير من الشرائح الشعبية.
واستمر رفع العناوين الكاذبة الخداعة لاسقاط عواصمنا وافتعلت حرب أفغانستان بحجة الرد على تدمير الأبراج في الولايات المتحدة والكل يعلم أن ما حصل صناعة أمريكية صهيونية بامتياز، لكن المخيف أن عرب الردة شرعوا أرضنا وبحارنا ومطاراتنا وكانت المنطلق لاحتلال أرضنا في أفغانستان
ثم كانت فرية جديدة في العراق فغزو ذلك البلد العربي واحتلاله كان بفرية امتلاكه أسلحة دمار شامل ليُكتشف في النهاية أنه لا أسلحة دمار شامل ولا من يحزنون ، والاكثر إيلاما أن خونة العرب فتحوا صحراءهم بطولها وعرضها لتكون بوابة لدخول المحتل على أخيهم العربي.
لكن الطامة الكبرى أن لا نناقش كل تلك العمالة والتواطؤ والغباء والاستغباء الذي كان سببا وعونا للاحتلال والبحث الجدي في تصحيح المسار عبر المقاومة لطرد المحتلين من افغانستان والعراق والقدس وفلسطين ، إنما انزلقنا في حروب جانبية بديلة أرادها المحتلون بخلفيات صراع عرقية ومذهبية وطائفية .
وتابع المرجفون من أمتنا في حرب غزة سياسة الاضعاف والتوهين فرفعوا شعار “العين لا تقاوم المخزر” ، “ولا مقام لكم فارجعوا” وعلى المقاومات في فلسطين ولبنان والمنطقة أن تخضع وأن تنكفئ ، وفيما الكثير من شعوبنا العربية المطوعة النائمة مضيعة ومضللة ومشبعة بثقافة الانقسام العرقي والمذهبي والقطري تراقب لمن الغلبة ، لتبني اصطفافها مع الغالب ولو كان عدو أمتها على قاعدة المثل العامي القائل :” من يأخذرأمنا نسميه عمنا ” ؟ …
واختلفنا في ما بيننا ونحن الفقراء ، لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ومصريين وسودانيين وكل يحمل المسؤولية للآخر وما درى كل هؤلاء أن سبب نكبتنا هو فرعون العصر الذي سلبنا إرادتنا وحياتنا وثرواتنا جميعا دون تمييز بين بلد وآخر بين عرق وآخر وبين دين ومذهب وآخر.
وفي الوقت الذي كانت تقف أنظمتنا متمنية انهيار وسقوط كل تلك المقاومات في لبنان وفلسطين وتصمهم بالمغامرين والعبثيين والكثير من شعوبنا مروضة ومضللة ،كانت هناك شعوب مستضعفة في أقصى الأرض في أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية تتظاهر رفضا لاحتلال العراق والحرب عل غزة وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية ، وهي شعوب مستضعفة وليست مسلمة ويومها قطعت فنزويلا العلاقة مع إسرائيل بسبب حربها على غزة فماذا يعني لنا ذلك ؟؟!!.
ما يجري اليوم استمرار للكرة المتدحرجة فتقوم امريكا التي لا تحترم سيادة أي دولة فتنتهك كل سيادات الدول لتحتل بلدا هنا وتخلع نظاما هناك وتسلب ثروات هنا وتحاصر شعبا هناك ،وتأكل صنم الديمقراطية الذي صنعته بيديها تماما كما كانت تفعل الجاهلية العربية
فلا تحترم خيارا شعبيا فتصنع انقلابا في فنزويلا لتحولها إلى مستعمرة أمريكية ومسؤوليتنا اليوم رد الجميل ، فكما وقفت كوبا وفنزويلا مع قضايانا ورفضت الاعتداء على غزة في موقف أخلاقي شريف لم يقفه الرؤساء العرب وقطعوا العلاقة مع الصهاينة ويومها نستذكر كيف رفعت صور للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وكتب تحتها “بطل القومية العربية” يجب اليوم أن نقف إلى جانب فنزويلا وتلك الدول لنرفض التدخل الامريكي السافر في بلادهم وانتهاك سيادتهم .
يجب أن نشكل معسكرا للمستضعفين من كل المتضررين من العدوانية الأمريكية في كل دول العالم وشعوبه، فإنك تكاد لا تجد بلدا إلا ويشكو من اللصوصية والقرصنة الأمريكية التي تطال النفط والغاز والمال وسائر الثروات.
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” المسلم اخو المسلم احب ام كره ” والله تعالى يقول ” الحمد لله رب العالمين ”
لا بد من صناعة معسكر يجمع المستضعفين ” ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ” ابحثوا عن المشتركات لوأد حروب الاختلاف والتشرذم والانقسام، لأنه سيأتي الدور عليك وعلى أخيك وعلى الجميع، فمشروع الكفر العالمي مشروع فرعون لا يفرق بيننا بين لون ولغة وقبيلة، ولا بين عرق ومذهب وطائفة، الهدف أن يستعبد الجميع ويعيش المستعمر في بحبوحة، ولا ضير أن يموت كل سكان المعمورة، فلا ترضى بعد اليوم من أحد أن يصنف الناس ويناصبهم العداء على خلفية الاختلاف في اللون أو العرق أو القوم يجب أن تحدد مكانك وموقعك على خلفية الوقوف مع المستضعفين في مواجهة المحتلين والمستكبرين وليكن هدفنا الجهادي الأول تحرير فلسطين وإزالة البؤرة الاستعمارية “إسرائيل” فذلك وعد قرآني ، وخلاص إنساني ، ورخاء اقتصادي ، وعودة للعلاقات الانسانية فيما بين شعوب أمتنا إلى الطبيعية من جديد إن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *