منذ 400 عام تقريبا اعلن النظام العالمي الجديد والذي تتراسه الصهيونيه وتطبق بنوده القوى العسكرية الامريكية ويخدمه تقريبا ثلثي شعوب العالم ومن بينهم عرب ومسلمين.
اول تشريعاته هو إسقاط الكنيسة ونزع كافة صلاحياتها الممتدة تقريبا على 80 بالمائة من اوروبا بكافة المجالات وحصرها بالفاتيكان.
وبالفعل بعد ان تم تحجيم الكنيسة واقصاؤها عن التدخل بالسياسة ووضعت دساتير فصل الدين عن الدولة، تقدم النظام العميق بمشروع جهنمي لا يتصوره حتى ابليس.
وكان هذا المشروع يقوم على ثلاثة شروط أساسية تشكل سجنا كبيرا للقيم الدينية مع التوقع ان تنهي هذه الخطة الدين مع مرور الوقت او تحويلة من قدرة روحية فاعلة قادرة على التغيير إلى مجرد انعكاس وجداني لا يختلف كثيرا عن الفلسفات الروحية وتأثيرها بالنفس البشرية.
وكي أصور لكم الوضع سأكتب لكم سيناريو يصور فيه هذا النقاش الذي دار بين واضعي هذا النظام.
قال احدهم: لقد نجحنا باقتلاع الكنيسة وتم منعها من التدخل في إدارة شئون البلادة والحكم، وهي أصبحت عاجزة على التأثير بمجريات الامور وخاصة في ظل الصراع على السلطة فالكنيسة التي كان لها القدرة على تنصيب إمبراطور هي اليوم بظل نظام العولمة عاجزة عن تنصيب عضو في مجلس الشيوخ او البرلمان، ولكن هذا الأمر لا يريح لأنه بالرغم ما حققناه من نجاح انظروا إلى الشعوب التي تطوف حول الفاتيكان وتقيم القداديس بالرغم ما قمنا به ويمكن في أي لحظة ان تحرك الفاتيكان هذه الشعوب وتعود من جديد إلى السلطة، لذلك أخشى مع الوقت ان ينهار كل ما بنيناه.
فأجاب الآخر : يا اخي وهل تعتقد أن هذا النظام المعقد الذي بنيناه بكثير من الحكمة والدهاء هو سطحي إلى هذه الدرجة، لا عليك، نحن وضعنا حول الفاتيكان أصعب القيود التي تمنعها من التحرر منها.
1- هل تعلم بأننا نحن الذين حولنا ايطاليا إلى موطن المافيات ونعمل ليلا نهارا على تسخير الاعلام لها والتكلم عنها، وجل همنا من هذه الفوضى هو الاعلان عن عجز الكنيسة وقدرتها على الإصلاح في بيئتها،ومع كل انتشار أكبر للمافيا يكون على حساب الإيمان برجال الكنيسة.
2- هل تصدق بأن الديكتاتور موسوليني ليس إلا موظف تافه صغير جدا اوحينا الى الملك فيكتور عمانوئيل الثالث، ان يمنحه فرصة ليقوم بتحقيق ديكتاتوريته وعنصريته التي كان يطالب بها علنا، لا يمكنك يا اخي ان تتخيل كل ذاك الرعب الذي وصل إلى الكنيسة عند احتلال روما من قبل الشعب الإيطالي الغاضب.
يا اخي لقد شاهد الجميع عجز رجال الدين بالفاتيكان عن وقف اعدام رجل بريء هو وزوجته، وعندما يصبح صوت الله خفيفا أمام صوت الديكتاتور يعني أما الله غير موجود او هذه الكنيسة عاجزة عن تطبيق تعاليم الله وفي الحالتين تكون الكنيسة خسرت، وهكذا يبدأ الناس بالابتعاد عن الدين الذي لا يحقق عدالته او لا يتتدخل لانقاذهم أثناء محنتهم، فالاديان تقوم على المعجزات.
3- هل تعلم أننا رصدنا أموالا طائلة لاشاعة الرذيلة والفاحشة في ايطاليا، لقد خلقنا عشرات الشركات الوهمية التي تدفع لكل ممثلة افلام إباحية من الجنسية الايطالية عشرة أضعاف ما تتقاضيه اي ممثلة في اي دولة ثانية او من جنسية ثانية بل ان كل فيلم إباحي يصدر من ايطاليا يتم دفع ثمنه قبل عرضه او بيعه، وكل هدفنا من هذه الأفلام الإباحية وانتشار الشذوذ الجنسي هو فقط لتعميق عزلة الكنيسة أكثر، مما يدفع النخب الفكرية ودعاة العلمانية والإلحاد إلى القول ان كانت الكنيسة لا تمتلك حلولا لوقف كل هذه الانحرافات الأخلاقية ضمن محيط بيئتها فكيف يمكن لهذا الدين ان ينقذ العالم.
واليوم تطبق هذه الإستراتيجية بحذافيرها في ارض الحرمين الشريفين، فنحن نشاهد ديكتاتوريته شبيهة بديكتاتورية موسوليني من خلال الاعتقالات والاعدامات ومطاردة كل من يعترض وأن كان من باب النصيحة.
بالإضافة إلى دخول عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن عادات البداوة والعشائر العربية وما ينسجم مع الشعائر الاسلامية، فاليوم يمكنك ان تشاهد على القنوات الرسمية صور توضع فوق علم المملكة الذي
يحمل عبارة التوحيد بسابقة لم يكن يمكن حتى تصورها قبل هذه الفترة.
وها قد تحول محيط مكة والمدينة إلى مراقص وحفالات غنائية مليئة بالتعري والمجون بعد ان تغيرت معالم مكة بالمطلق ولم يبق منها إلا الكعبة الشريفة.
وبدات الدعوة الى الاديان تنتشر من جديد فاقيمت المعابد الهندوسية وغيرها، وأنا في الحقيقة لا أتكلم عن انتشار الأديان ولكن الاية واضحة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا)، وكلمة نجس جاءت أنهم لا يغتسلون من الجنابة، فكيف سمح لليهودي بن تيسون بدخول مكة.
كما ان النظر الى الحرمين على انه مثل بقية المدن وهو فقط للتكسب والتجارة او شبيه اي وزارة تدر على خزينة الدولة الأموال. هو إسقاط للإسلام ككل،
نعم التاريخ يعيد نفسه ولكن هل يرسل الله معجزة تنقذ مكة.