تحولت محافظة عدن، جنوبي اليمن، إلى سجن كبير للقوات الإماراتية إذ إن الأخيرة عبثت بأمنها عبر تجنيدها لميليشيا محلية تابعة لها، وفتحها لسجون ومعتقلات سرية وعلنية للزج فيها بالمعارضين لها ولسياساتها القمعية، وتصاعدت أصوات أمهات وزوجات المعتقلين هناك للمطالبة باطلاق سراح المسجونين، ولكن دون جدوى أو صدى لأصواتهن.
وحسب ما قال العديد من المقيمين في عدن لـ«القدس العربي» فإن «الوضع الأمني أصبح لا يطاق، فلتان أمني وقمع واغتيالات بشكل عبثي، وكل شخص أصبح يشعر أن دوره قد يأتي في أي لحظة».
«السجن الكبير»
واختزلوا الوضع في مدينة عدن بتوصيفه بـ«السجن الكبير»، لكثرة حالات الاعتقالات وانتشار المعتقلات السرية التابعة للقوات الإماراتية في أكثر من منطقة، والتي تقع خارج نطاق سلطة الحكومة اليمنية أو على الأقل لا تستطيع السلطات الحكومية التدخل في شؤونها.
والقائد العسكري للقوات الإماراتية في عدن أصبح بمثابة (المندوب السامي) لأبوظبي إذ أصبحت المحافظة ترزح تحت نفوذه وتعاني من تسلطه المعزز بقوة السلاح.
الشكان هناك أوضحوا أن عدن ت»حولت من مدينة الأمن والأمان الى مدينة القمع والاضطهاد والمعاناة الأمنية الدائمة لأبناءها الفاعلين، والذين اضطر الكثير منهم الى مغادرتها إلى محافظات أخرى، أو الى خارج اليمن، هربا من قمع السجان الإماراتي الذي يستخدم في معتقلاته بعدن أحدث آلات القمع والتعذيب، لدرجة التصفية الجسدية للمعتقلين والتي تحدثت عنها تقارير حقوقية عديدة خلال الفترة الماضية».
ونظمت رابطة أمهات المختطفين، أمس الجمعة، وقفة احتجاجية في عدن للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط في المجال الانساني زكريا قاسم، المعتقل في سجون الامارات منذ كانون ثاني/ يناير من العام الماضي. وقد ترددت أنباء غير مؤكدة أمس عن وفاته تحت التعذيب في معتقل سري للقوات التابعة للإمارات.