استسلام 150 من مقاتلي «داعش» للتحالف… وجيوب مقاومة شرق الفرات

تزامناً مع زيارة المستشار الأمريكي للتحالف الدولي في سوريا، وليام روباك، إلى ريف دير الزور، ووسط تغير واضح في الموقف الأمريكي لجهة وجوده في سوريا، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية أمس الثلاثاء، السيطرة على بلدة «السوسة»، إحدى آخر بلدتين خاضعتين لسيطرة تنظيم «الدولة» في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا، في أعقاب اشتباكات عنيفة في المدينة ومحيطها، وتغطية جوية لطيران التحالف الدولي الذي نفذ غارات عدة على مواقع الاشتباك وتحصينات التنظيم المحاصر في بلدة الباغوز، ومساحات صغيرة من البادية في ريفي دير الزور وحمص، وسط حركة نزوح كثيفة لمئات المدنيين الفارين من العمليات العسكرية المستمرة منذ ثمانية أيام في بلدة السوسة إلى مناطق سيطرة قسد، فيما أسفرت المعارك عن مفاوضات قضت بتسليم 150 عنصراً من تنظيم «الدولة» أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة في اللاذقية معقل الأسد

وقال الباحث السياسي فراس علاوي لـ«القدس العربي» إن المستشار الأمريكي عقد اجتماعين منفصلين مع عشائر المنطقة وقيادات «قسد»، حيث زار مع الوفد المرافق له منطقة العزبة في ريف دير الزور، والتقى عددا من شيوخ ووجهاء عشائر منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة التحالف وميليشيا قسد، وهم من عشائر البكارة والمناصرة والعبيدات، كذلك عقدَ في ناحية الكسرة في ريف دير الزور الغربي اجتماعاً آخر التقى خلاله أعضاء مجلسي دير الزور المدني والعسكري. وأكد المستشار الأمريكي في الاجتماعين على استمرار الدعم الأمريكي من أجل القضاء على «التنظيمات الإرهابية والمتمثلة بتنظيم داعش والقضاء على خلاياه النائمة، كما أكد على استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمجلسي ديرالزور المدني والعسكري وإعادة تأهيل بنى المنطقة التحتية، حتى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا».
وحسب المتحدث فإن زيارة روباك إلى ريف دير الزور جاءت لتطمين المكون العربي بصورة خاصة وتهدئة مخاوفهم من مفاعيل الانسحاب الأمريكي من المنطقة، مضيفاً «أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن المنطقة خاصة بعد ترويج النظام السوري أنه البديل المحتمل، وفي ظل تزايد الحديث عن توافقات بين قوات سوريا الديمقراطية ونظام الأسد».
من جهة أخرى ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الذي شهدته مدينة اللاذقية على الساحل السوري بعد ظهر أمس الثلاثاء، إلى ما لا يقل عن 15 شخصًا. وقال مصدر طبي في اللاذقية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب أكثر من 13 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، جراء انفجار سيارة مفخخة في ساحة الحمام وسط مدينة اللاذقية. وأكد المصدر أن «سائق السيارة تفحمت جثته بشكل كامل، وتقوم الجهات المختصة بالتعرف عليه، بينما يتم التعرف على القتلى من المدنيين».
وقال مصدر أمني في مدينة اللاذقية لـ(د.ب.أ) إن «تفجير سيارة تم بعبوة ناسفة على الأغلب وضعت فوق خزان بنزين السيارة، وإن الجهات الأمنية تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة ثانية قبل تفجيرها في المكان نفسه، وربما كان التفجير الأول هو مقدمة لتفجير أكبر كان يعد له مخططو هذا العمل الإرهابي». وقال سكان في مدينة اللاذقية لـ(د.ب.أ) «السيارة المفخخة انفجرت في أكثر أحياء مدينة اللاذقية ازدحاماً وقرب مدرسة أطفال»، في حين قالت مصادر النظام السوري إن قواته نجحت في تفكيك عبوة متفجرة أخرى قبيل انفجارها. وكالة «سانا» الرسمية، نقلت من جانبها عن مصدر طبي في مدينة اللاذقية أن الانفجار أوقع قتيلاً واحداً و14 مصاباً، في حين لم تتبن أي جهة العملية، وفي الطرف المقابل، اعتبر المعارضون للنظام السوري، تفجير اللاذقية رسالة من قبل حكومة دمشق للمؤيدين بعد الانتقاد اللاذع للخدمات المعيشية السيئة، وأن التفجيرات هدفها لفت الأنظار إلى المأزق الاقتصادي الذي يصعب على النظام تفاديه. وأشارت «سانا» إلى أن القتيل في تفجير اللاذقية سائق السيارة التي كانت تحمل العبوة الناسفة. كما تسبب الانفجار في شمال شرقي مدينة اللاذقية – وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان- بوقوع أضرار مادية، واندلاع النيران. ويأتي هذا الانفجار بالتزامن مع الاستياء الذي تشهده مناطق سيطرة قوات النظام حول أزمات معيشية خانقة .
من ناحية أخرى من جهة أخرى ارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي ضد دمشق وجنوبها إلى 21 قتيلاً، معظمهم من «الإيرانيين»، حسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء. وأوضح المرصد أن «هناك 15 من المقاتلين الأجانب قتلوا من ضمنهم 12 من القوات الإيرانية»، دون أن يتمكن من تحديد جنسية الضحايا الثلاث، مشيراً إلى «مقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *