تظاهرة احتجاج شعبية على إزالة الدولة العبرية نصبا تذكاريا لغسان كنفاني في عكا

«46 عاما مرت على استشهاده ولا يزال القائد والكاتب والروائي والقاص الفلسطيني غسان كنفاني يرعب حكومات الاحتلال» في مماته كما في حياته. بهذا التأكيد استهلت اللجنة الشعبية في مدينة عكا داخل أراضي 48 دعوتها لفلسطينيي الداخل للتظاهر اليوم الجمعة، للتنديد بقرار السلطات الإسرائيلية إزالة النصب التذكاري لغسان كنفاني الذي بني داخل مقبرة النبي صالح في المدينة.

وجاء في الدعوة وهي بعنوان» لك شيء في هذا العالم… فقم «، أن اللجنة الشعبية في عكا تدعو القوى والهيئات الوطنية للمشاركة في المظاهرة بعد ظهر اليوم الجمعة لاستنكار ما فعلته حكومة الاحتلال الفاسدة والفاشية بامتياز». وخلصت للقول «إن الأرض أرضنا وغسان أديبنا والإرهاب حكومتكم وأنتم إلى زوال».
وكان وزير الداخلية من حزب شاس الديني الأرثوذوكسي آرييه درعي، قد أصدر أمرا لمن تبقى من عائلة الأديب الفلسطيني غسان كنفاني في الوطن بإزالة النصب التذكاري الذي جرى تشييده في مدخل مقبرة النبي صالح في مدينة عكا يوم الأحد الماضي تخليدا لذكرى الكاتب المناضل الشهيد. وكان درعي قد دعا الوقف الإسلامي وذوي كنفاني إلى هدم الضريح التذكاري، زاعما أنه كان ينتمي لمنظمة «إرهابية»، قاصدا «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وأوضح سكرتير اللجنة الشعبية لنصرة سوريا في البلاد، وصفي عبد الغني، لـ «القدس العربي» أن اللجنة الشعبية تعمل على التحضير للمظاهرة لإدانة واستنكار قرار الحكومة الإسرائيلية بهدم الضريح وقرار وزير الداخلية اعتبار كنفاني «إرهابيا»، لافتا إلى أن عائلة غسان كنفاني قد هجرت من عكا في نكبة فلسطين عام 1948.
يذكر ان كنفاني ولد في عكا في التاسع من نيسان/ابريل عام 1936، وعاش في يافا حتى أيار/ مايو 1948 حين أجبر مع أسرته على اللجوء في بادئ الأمر إلى لبنان قبل ان يستقر بهم المقام في سوريا. عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت، وبعد ذلك في بيروت منذ 1960. وفي يوليو/ تموز 1972 استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين.
وأقيم النصب التذكاري لكنفاني من قبل مجموعة من النشطاء المحليين في إحدى زوايا المقبرة الإسلامية تخليدا لاسمه وإبداعاته، لكن لجنة الأوقاف في المدينة، المسؤولة عن المقبرة، تلقت أمرا من درعي بإزالة النصب.
وأشاروا في اللجنة إلى أنهم تلقوا توجيها مباشرا من قسم الأديان في وزارة الداخلية، يتضمن رسالة واضحة أنه إذا لم تتم إزالة النصب فسيجر ذلك عقوبات ومنع الميزانيات.
وقال رئيس لجنة أمناء الوقف، سليم نجمي، إنه تلقى توجيها واضحا من أبناء عائلة كنفاني الذين لا يزالون في عكا، بإزالة النصب وعدم الدخول في مواجهة مع السلطات والتسبب بتوتر في المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *