لعنة “البحر الميت” تطارد الرزاز: أمر ملكي بتشكيل لجنة تحقيق تضم ثلاثة من ذوي الضحايا

ما الذي يعنيه سياسيا وقانونيا وجود أحد أبرز القضاة الجنائيين في الاردن وبصفته العائلة الأبوية عضوا وبـ”أمر ملكي” في لجنة تحقيق “مستقلة” جديدة شكلت في فاجعة البحر الميت؟.

القاضي المخضرم نائل العموش هو والد فتاة غرقت في حادثة البحر الميت وعليه سيقود بفعالية التحقيق المستقل وكأب مكلوم ومصاب.

يفترض ووفقا لأخبار تم تناقلها منتصف ليلة الخميس نقلا عن محطة تتبع القوات المسلحة الاردنية ان القاضي العموش ومعه طبيب معروف ومهندس مسيس سيمثلون “أهالي الضحايا” في لجنة صدرت توجيهات لرئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي بتشكيلها حتى تتولى التحقيق والتحقق.

بوضوح شديد يريد مركز القرار الملكي ان يتواجد أهالي الضحايا في عمق التحقيقات حفاظا على “العدالة” ولكشف الجهات المقصرة.

لافت جدا أن خبر تشكيل اللجنة لم يصدر بصفة رسمية عن الإدارات الرسمية ولم تعلق عليه الحكومة.

لافت أكثر ان التوجيه الملكي بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة جديدة من خارج السلطتين التنفيذية والتشريعية صدر بعد ساعات فقط من أول اجتماع لتسليم وثيقة للجنة تحقيق وزارية ومن الإعلان بالمقابل عن ولادة لجنة تقصي حقائق برلمانية برئاسة المحامي النائب عبد المنعم العودات.

تلك إشارة لا يمكنها ان تكون إلا “مسيسة” وتعكس “عدم رضا” القصر الملكي عن مسار تراكم اللجان التي تحقق في الحادثة المفجعة التي تهدد عمليا بسبب كلفتها العاطفية على الرأي العام مسار نمو تشريعات مهمة من بينها قانوني الضريبة والجرائم الإلكترونية.

يبدو ان التقييم الملكي كشف مبكرا عن سقف توقعات منخفض بنتائج التقصي عند لجنتي رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ومجلس النواب.

وبالتالي أصبح الثلاثي الأكثر خبرة في الطب والهندسة وقوانين الجنائيات من مجموعة “ذوي الضحايا” لهم الكلمة الحاسمة في التحقيق والمتابعة وبصفة مستقلة أكثر والأهم بـ”غطاء ملكي”.

سياسيا كانت خطوة تماما في الاتجاه المضاد لمسار حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز الذي يخطط للاحتفاظ بطاقمه الوزاري في مواجهة تلويح برلماني بحجب الثقة عن اثنين على الأقل منهم هما وزير التربية ووزيرة السياحة.

بمعنى آخر “لعنة البحر الميت” تلاحق وتطارد حكومة الرزاز سياسيا بالرغم من تراكم عدد لجان التحقيق “أربع لجان” بصيغة تحاول تخفيف الاحتقان واحتواء ردود فعل الشارع العنيفة إزاء الحادثة وتوابعها.

وهي لعنة سياسية ايضا لأن ما حصل “سابقة” برزت على هامش لقاء بين الملك والملكة رانيا العبدالله مع أهالي جميع الضحايا البالغ عددهم 21 ضحية أغلبهم من الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *