كشفت وكالة “أسوشيتدبرس” أن قراصنة سعوديين انتحلوا شخصيات صحفيين بهدف اصطياد المُعارض المقيم في واشنطن علي الأحمد.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن القراصنة تواصلوا بالبريد الإلكتروني مع الأحمد، في إحدى محاولات اصطياده، منتحلين شخصية سكرتيرة رئيس التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، في فبراير/شباط الماضي، لطلب مقابلة تلفزيونية معه بشأن السعودية.
وحملت رسائل القراصنة اسم “تانيا ستالين”، وهو الاسم الذي تواصل مع “الأحمد” على مدى عدة أيام، عارضا عليه قائمة بموضوعات النقاش المقترحة، وترتيبات اللقاء المزمع معه.
“الأحمد” انتبه إلى الخدعة منذ البداية، إذ أثارت السكرتيرة المزعومة وعملها قلقه، فلا هذا المسمى الوظيفي هو المسؤول عن تنسيق اللقاءات مع المصادر الصحفية، ولا اسم عائلتها الغريب “ستالين” مألوفا، وهو ما استوثق منه المعارض السعودي بسؤال زوجته الروسية.
المعارض السعودي اتهم سلطات المملكة بالوقوف وراء تلك المحاولات، مؤكّدًا تلقّيه عشرات الرسائل المشبوهة خلال السنوات الماضية.
وأكدت “أسوشيتدبرس” أن قلق “الأحمد” كان في محله، مشيرة إلى أن شبكة BBC أكدت أنه لا علم لديها بموظفة تدعى “تانيا ستالين”، وأن سكرتيرة رئيس التحرير مسمى وظيفي غير موجود بهيئة الإذاعة البريطانية أصلا.
وفي المقابل، لم ترد السفارة السعودية بواشنطن على أسئلة وكالة الأسوشييتد برس حول الموضوع.
وكشف المعارض السعودي أن القراصنة أرسلوا له في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، رابطا إلكترونيا خبيثا باسم الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف أنه تلقى رسالة يوم 31 مايو/أيار الماضي، كانت تبدو وكأنها جاءت من خدمة التصوير الفوتوغرافي الاحترافي لمشاركته في جلسة نقاشية شارك فيها بمعهد “أميركان إنتربرايز” في واشنطن.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى اعتماد القراصنة تكتيكات مختلفة ومنوعة لمحاولة اختراق البريد الإلكتروني لـ “الأحمد”، منها إنشاء حساب زائف على موقع “لينكد إن” استغلوا فيه صورة الصحفية سعاد مخنت التي تعمل بصحيفة واشنطن بوست.
وأضافت أن المعارض السعودي تلقى نحو 40 رسالة خبيثة، تطالبه إحداها بتثبيت “تحديث أمني مجاني”، عبارة عن رسائل تصيّد عام من النوع الذي يستخدمه المجرمون والجواسيس في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار، قال الخبير التكنولوجي “جون سكوت”، الذي عالج رسائل “الأحمد”، أن المعارض السعودي “تعرض لعملية مصمّمة للوصول إلى حساباته واتصالاته الخاصة”، مضيفا إن “هذا الاستهداف كان مرتبطا بشكل وثيق بأنشطته السياسية”.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن المسؤولة عن مكتب الصحافة والتكنولوجيا في منظمة مراسلون بلاحدود في باريس “إيلودي فيالي” قولها: “من الخطورة للغاية استخدام هذا النوع من التكتيكات (..) الأثر المريع لها هو أن الناس سيمتنعون عن التحدث إلى الصحفيين و في النهاية هذا يقوض حرية الحصول على المعلومات”.
و”الأحمد” هو أحد معارضي النظام الحاكم في السعودية، ويظهر باستمرار في القنوات العربية والغربية للحديث عن الانتهاكات التي تحدث داخل المملكة على يد السلطات.