قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية، إن الخشية من إيران دفعت إلى تنامي التقارب بين إسرائيل ودول خليجية على رأسها السعودية، الأمر الذي بررته السفيرة الإسرائيلية في باريس أليزا بن نون، بأن “هناك تقارب مصالح واضح بين الرياض و تل أبيب بسبب التهديد الإيراني للمنطقة ، بما فيها إسرائيل”.
واعتبرت المجلة الفرنسية، أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول قتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، تعكس مدى التقارب في السنوات الأخيرة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية؛ الأمر الذي كان جلياً في تصريح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي وصف ما حصل لخاشقجي بـ”المروع”، لكنه شدد على أنه “من المهم من أجل استقرار المنطقة والعالم، أن تبقى السعودية مستقرة، لأن إيران هي من يمثل الخطر الكبير”، ما يظهر حرص نتنياهو على الإبقاء على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السلطة، ما دفعه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للدفاع عنه أمام الإدارة الأمريكية للدفاع عنه باعتباره “شريكاً استراتيجياً”، وفق ما كشفت عنه “واشنطن بوست” في وقت سابق.
ونوهت “لوبوان” إلى أن دولاً خليجية لم تعد تخفي التقارب الدبلوماسي مع إسرائيل، مشيرة الى إشادة وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الخليفة، بتصريحات نتنياهو حول جريمة اغتيال خاشقجي؛ حيث كتب على “تويتر”: “رغم الخلافات القائمة، إلا أنه لدى السيد بنيامين نتنياهو موقف واضح لأهمية استقرار المنطقة ودور المملكة السعودية في تثبيت ذلك الاستقرار”.
وأضافت المجلة، “إذا كانت جريمة اغتيال خاشقجي المروعة والغضب الدولي الذي أثارته، يبدوان وكأنهما أحرجا القادة الإسرائيليين، إلا أنهم استغلوها عبر القيام بعملية تواصل هائلة في الشهر الماضي؛ توضح بشكل لا لُبس فيه تقاربهم مع دول خليجية. فقد وصف رئيس الوزاء الاسرائيلي الزيارة الرسمية التي قام بها إلى سلطنة عمان قبل نحو أسبوعين بـ(الاستثنائية والتاريخية). وتُعد هذه الزيارة الأولى على هذا المستوى منذ 22 عاماً، أي قبل أن تغلق السلطنة التمثيل التجاري الاسرائيلي لديها بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000.”
وبالتزامن مع تلك الزيارة، كانت وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلية، تزور العاصمة الإماراتية أبوظبي، لمرافقة وفد رياضي شارك في مسابقة الجودو العالمية وذلك بعد سماح المضيفين للمرة الأولى بظهور الإسرائيليين مع رموزهم وإنشادهم النشيد الصهيوني “هتكفاه”. كما قامت الوزيرة التي تم استقبالها رسمياً، بزيارة مسجد الشيخ زايد.
Yuval Rotem ??
✔
@Yuval_Rotem
Israel’s National Anthem ‘Hatikvah’ ??? proudly playing in #AbuDhabi, after a tremendous achievement? by Israeli Judoka Sagi Muki, setting an important milestone in the history of Israeli sports.
7:28 PM – Oct 28, 2018
782
304 people are talking about this
Twitter Ads info and privacy
و منذ ذلك الحين ، يبدو أن المحظور أو “التابو” الإسرائيلي في منطقة الخليج العربي قد انهار، حيث تضاعفت زيارات المسؤولين الاسرائيليين إلى الدول العربية. حيث شارك وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرة الاسبوع الماضي، في مؤتمر دولي للاتصالات بدبي بدعوة من نظيره الإماراتي. وهذا الأسبوع، من المقرر أن يتوجه وزير النقل الإسرائيلي إلى عُمان لحضور مؤتمر دولي حول النقل ، حيث سيعرض مشروع خط السكك الحديدية بين حيفا والخليج.
عرض الصورة على تويتر
عرض الصورة على تويتر
إسرائيل بالعربية
✔
@IsraelArabic
نحو غد مشرق? في مستهل عهد جديد مع #إسرائيل يسوده التعاون خدمة لمصالح شعوبنا في المنطقة للوقوف بوجه #الإرهاب ومحاولات إيران زعزعة الإستقرار في المنطقة. #إسرائيل?? #عمان?? وعالم رياضة مفتوح بوجه الجميع بدون تمييز
١٢:١٩ م – ٦ نوفمبر ٢٠١٨
٨٦
٨٥ من الأشخاص يتحدثون عن ذلك
المعلومات والخصوصية لإعلانات تويتر
وأشارت “لوبوان” إلى أن إسرائيل معترف بها رسميا فقط من قبل مصر التي وقعت معها معاهدة سلام في عام 1979؛ ثم الأردن منذ عام 1994. أما بالنسبة للبلدان العربية الأخرى، خاصة الخليجية منها ، كان أي اعتراف بالدولة اليهودية مرتبطاً بتسوية مسبقة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ففي عام 2002 ، قدمت المملكة العربية السعودية مبادرة تفيد بأن الدول العربية مستعدة للدخول في علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 (وبالتالي بدون المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان المحتل).
لكن الأولويات تغيرت على ما يبدو، مع تزايد نفوذ إيران في المنطقة والذي يقلق إسرائيل أكثر من الدول الخليجية. ويبقى معرفة ما إذا كانت باستطاعة قادة هذه الدول العربية إقناع الرأي العام في بلدانهم، بشرعية هذا التحول الدبلوماسي، بعد أن حشدوه على مدار عقود ضد الدولة اليهودية، لتبرير حكمهم الاستبدادي، حسب المجلة الفرنسية.
“لوبوان”، أوضحت أيضا، أن هذا التقارب الحاصل مع دول خليجية، يشكل فرصة حقيقة لإسرائيل لتخرج من عزلتها الإقليمية وتقوي جبتها ضد إيران، وأكثر من ذلك يبعد هذا التقارب أي احتمال لقيام دولة فلسطينية. فقد قال بنيامين نتنياهو في فاتح تشرين الثاني / نوفمبر، قبل يوم من الكشف عن زيارته لعمان ، “لقد اعتقدنا دوما أننا سنفتح أبواب السلام الأوسع مع العالم العربي إذا حلنا المشكلة الفلسطينية. لكن، ربما يكون من الأصح أنه الانفتاح أمام العالم العربي وتطبيع العلاقات معه، سيسمح بفتح الباب في نهاية المطاف للمصالحة والسلام مع الفلسطينيين”.
وجهة نظر نتنياهو هذه، يرفضها تماماً عدد من القادة الفلسطينيين، الذين يخشون أن يشكل هذا التقارب بين إسرائيل ودول خليجية “بداية التطبيع العام ونهاية مبادرة السلام العربية”.