إذا أردت موضوعاً للحديث مع بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، وأغنى رجل في العالم، إذا سمح لك الحظ بذلك فما عليك إلا النقاش حول دورات المياه و”البراز” والفضلات البشرية، فالرجل اختار البحث في مجال تكنولوجيا دورات المياه ونظام الصرف الصحي، وأنفقت مؤسسته الخيرية أكثر من 200 مليون دولار من أجل اختراع 20 منتجاً على الأقل ذا تقنية عالية متطورة تهدف إلى القضاء على البكتيريا الضارة والوقاية من الأمراض.
ووصل عشقه في هذا المجال الغريب إلى حد إمساكه بإناء زجاجي به براز أمام جمهور معرض تكنولوجيا دورات المياه والمراحيض في بكين، ليقول مازحاً: “ما كنت لأتخيل منذ عشرة أعوام أن أعرف كل كل هذا القدر من المعلومات عن البراز، وما كنت لأتخيل مليندا ستقول لي، توقف عن الحديث عن دورات المياه على مائدة الطعام”.
وكشف غيتس وهو يتأمل علبة البراز على المنصة قربه: “قد تحوي 200 مليار من الفيروسات و20 مليار من بكتيريا شيغيلا و100 ألف بيضة دودة”.
وقال غيتس: “ليس الأمر حاليا ما إذا كنا نستطيع إحداث ثورة في تكنولوجيا دورات المياه ونظام الصرف الصحي، السؤال هو ما مدى السرعة التي يمكن بها نشر هذه التكنولوجيا لمعالجة الفضلات قبل وصولها لشبكة الصرف”.
وكان مؤسس مايكروسوفت يتحدث في معرض صيني لتقنيات دورات المياه، ولم يكن اختيار بكين بعيدا عن اهتمامات غيتس، إذ أعلن رئيس الصين، شي جينبينغ، ما أسماه بثورة دورات المياه، وجعلها من أولويات السياسات في البلاد.