لم يعد التدخين ظاهرة غريبة في أيّ مجتمع من العالم، لكنّ اللافت تدخين الأطفال والمراهقين. الأمر يبدأ بالتجربة لاختبار الطعم، ثم ينتقل إلى مرحلة العادة حيث يصبح لا شعوريًا، وفي المرحلة الثالثة يتكيّف جسم المراهق مع مادة التبغ ويصبح بحاجة لزيادة الجرعات، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الإدمان والخضوع.
ولأن الأطفال والمراهقين أمانة في المجتمع، وهم في المرحلة التي يكتسب فيها الانسان عادات وأعمالا حسنة أو سيئة تترسخ في نفسه، أقامت الهيئة الصحية الاسلامية بالتعاون مع اتحاد شباب العهد حفل تفعيل قانون منع بيع المنتجات التبغية للمراهقين، برعاية وزير الشباب والرياضة محمد فنيش تحت شعار “#هيدا_ابنك_ ماتبيعو”، لأن شركات التبغ تبحث عن زبائن فقط.
وفي الحفل، أكد فنيش أن على الأهل دورا مهما بمراقبة أولادهم وتربيتهم والوقوف على مشاكلهم لمنعهم من اللجوء الى التدخين، مشيرًا الى دور وسائل الاعلام السلبي التي تبث المواد الدعائية التي تروّج للتدخين في أوساط المجتمع.
وشدد على ضرورة تطبيق قانون الحد من التدخين وتنظيم صنع ودعاية منتجات التبغ، بالاضافة الى تطبيق القرارات المتعلقة بمنع التدخين في الأماكن العامّة.
وعلى هامش الحفل، أكد المدير العام للهيئة الصحية الاسلامية عباس حب الله لموقع “العهد” الاخباري أن التحدي الذي نواجهه ليس بالسهل، فالفئة المستهدفة هي المراهقين.
وأوضح أن معظم المدخنين بدأوا في عمر صغير، اذ اثبتت دراسة أجرتها الهيئة الصحية الاسلامية أن 9 مدخنين من أصل 10 بدأوا التدخين قبل الـ 18 من العمر.
وشدد حب الله على ضرورة القيام باجراءات تمنع توفير المنتجات التبغية وبيعها للمراهقين بسهولة، وعلى أهمية تطبيق القانون رقم 174 في المادة الرابعة منه وهي تزويد القاصرين بأي منتج من المنتجات التبغية وتقديمها لهم بأي وسيلة كانت كالبيع أو التوزيع المجاني.
وأكد أن تطبيق القانون يحد بشكل كبير من أعداد المراهقين المدخنين وبالتالي خفض أعداد المدخنين في المجتمع ككل.
وأشار حب الله لـ “العهد” الى أن الحفل جاء في سياق برنامج متكامل تقوم به الهيئة الصحية منذ 20 عامًا، وتقوم بموجبه بدراسات ميدانية وانشاء عيادات للاقلاع عن التدخين ورفع الوعي خصوصًا في المدارس للحد من هذه الآفة.