قال زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن الكثير من الأنظمةِ تتخذُ منْ خلافاتِنا مبررًا واهيًا للاعترافِ بـ”إسرائيلَ”، والتطبيعِ معَها، تحتَ دعاوَى باطلةٍ، بأنَّ ما يقبلُ بهِ الشعبُ الفلسطينيُّ نقبلُ بهِ، وتحتَ مبرراتٍ، بأنَّ هذا الانفتاحَ على العدوِّ يخدمُ السلامَ، ويخدمُ الشعبَ الفلسطينيَّ.
وأضاف النخالة خلال كلمة له في مهرجان “الانطلاقة والشهداء” الذي تنظمه حركة الجهاد الإسلامي في مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة “نحنُ لا نستطيعُ على المستوى الرسميِّ الفلسطينيِّ أنْ نعترضَ، لأنَّنا نحنُ الذينَ سبقناهُم بالاعترافِ، ونحنُ الذينَ سبقناهُم للتطبيعِ”.
وتابع :”إنَّ التاريخَ لنْ يرحمَ أحدًا، وإنَّ شعبَنا والشعوبَ العربيةَ لنْ تجاملَ أحدًا، مهما طالَ الزمنُ، ومهما ازدادَتِ التَّحدياتُ وعلى الجميعِ أنْ يتحملَ مسؤوليةَ أفعالِهِ”.
وأوضح أنَّ المبادئَ والأهدافَ التي انطلَقْت مِنْ أجلِها حركة الجهاد الاسلامي ما زالَتْ هيَ التي نستهدي بها في مواجهة الاحتلالِ”.
وقال :”ليسَ خافيًا عليكُمْ ما تتعرضُ لهُ قضيّتُنا منْ تحدياتٍ، وما يحيطُ بها مِنْ مشاريعَ مِنْ أجلِ إنهائِها لصالحِ المشروعِ الصهيونيِّ، ولتصبحَ فلسطينُ كلُّ فلسطينَ دولةً لإسرائيل”، مضيفا” الضفةُ الغربيةُ الباسلةُ هيَ هدفٌ أساسٌ ومركزيٌّ لإسرائيلَ منْ أجلِ تهويدِها بالاستيطانِ الذي ينتشرُ كالسّرطانِ على امتدادِ الضفة”.
وتابع :” فالعدوُّ لمْ يتركْ خيارًا لأحدٍ، فالقتلُ والحربُ والاستيلاءُ على الأرضِ كلُّها تطاردُ الشعبَ الفلسطينيَّ، وفي كلِّ مكانٍ حتّى الذينَ قبلُوا بالتفاوضِ، وقدّمُوا الاعترافَ، لمْ يجدُوا مكانًا لهم، لا في الجغرافيا، ولا في الهويةِ.. و”إسرائيل” تحاولُ أنْ تجعلَهم أدواتٍ في سبيلِ تحقيقِ أهدافِها”.
وأكد النخالة على أنَّ وحدةَ الشعبِ الفلسطينيِّ على قاعدةِ المقاومةِ ومواجهةِ الاحتلالِ، أولويةٌ لنا، رغمَ كلِّ المعيقاتِ، ورغمَ افتعالِ الخلافاتِ، وقال :” لا نريدُ ولا نسعى أنْ تكونَ المقاومةُ عنوانًا للتنافسِ الحزبيِّ، بلْ نريدُها عنوانًا لكلِّ الشعبِ الفلسطينيِّ، بكافةِ مكوناتِهِ، تدافعُ عنْهُ، وترسمُ ملامحَ مستقبلِهِ بعيدًا عن الاحتلالِ وأدواتِهِ”.
وأضاف “ومخطئٌ مَنْ يعتقدُ أنَّ تنظيمًا بعينِهِ يستطيعُ أنْ يتحملَ مسؤوليةَ إدارةِ الصراعِ معَ هذا العدوِّ، ونحنُ نتحدثُ عنْ وحدةِ الأمةِ في مواجهةِ المشروعِ الصهيونيِّ.. والأجدرُ بنا أنْ نؤكدَ على ضرورةِ وأهميةِ وحدةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، بكلِّ قواهُ؛ السياسيةِ والعسكريةِ والاجتماعيةِ، حتى نستطيعَ أنْ نوحدَ الأمةَ خلفَنا”.
وتابع :”نحنُ هنا نطالبُ ونؤكدُ على ضرورةِ أنْ تتقدمَ الضفةُ الباسلةُ لتقودَ مسيرةَ حريتِنا، ومسيرةَ مواجهةِ الاحتلالِ ونحنُ لسنا بعيدينَ عنِ انتفاضةِ عامِ 2000، وما أحدثَتْهُ مِنْ تغييراتٍ مهمةٍ في شكلِ وأدواتِ الصراعِ معَ العدوِّ”.
واستطرد النخالة:” وفي غزةَ التي تواجهُ يوميًّا، وتدفعُ بأبنائِها شهداءَ على حدودِ الوطنِ… المقاومةُ تكبرُ وتتصاعدُ، وتفرضُ معادلاتٍ جديدةً، رغمَ الجهودِ الإقليميةِ والدوليةِ التي لمْ تتوقفْ منْ أجلِ احتوائِها، وترويضِها، وإفراغِها منْ أهدافِها”.
وقال إن “مسيراتُ العودةِ انطلقَتْ منْ أجلِ كسرِ الحصارِ عنْ شعبِنا، وكذلكَ منْ أجلِ التأكيدِ على حقِّنا في فلسطينَ كلِّ فلسطينَ، وأنَّ هذِهِ المسيراتِ التي ابتدعَها شعبُنا وسيلةً إضافيةً منْ وسائلِهِ في المقاومةِ، ليسَتْ بديلاً عنِ المقاومةِ المسلحةِ… ومنَ المفروضِ ألاّ تتوقفَ، أوْ تضعفَ، مقابلَ تقديمِ بعضِ المساعداتِ، وبعضِ التحسيناتِ في إمدادِ الكهرباءِ.. ويجبُ أنْ يكونَ نضالُنا وجهادُنا غيرَ مرتبطٍ بأيةِ مساعدةٍ إنسانيةٍ”.
وأكد أنَّ استمرارَ هذهِ المسيراتِ وديمومَتَها سيحققُ في قادمِ الأيامِ ما هوَ أكثرُ بكثيرٍ، وإنَّ رفعَ الحصارِ يجبُ أنْ يكونَ الحدَّ الأدنى منْ هدفِ هذهِ المسيراتِ.