أكد مجلس تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” الإميركية في مقالة تحت عنوان : “اوقفوا العذاب في اليمن”، ان حكام السعودية “بلا رحمة” ويجب عدم الوثوق بهم أو تصديق كلامهم.
وأشارت الصحيفة إلى ان الوقت حان للاعتراف بهذه الحقائق في ظل حرب “وحشية” تشنها الرياض على اليمن، مضيفة ان “الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهم من الأطراف الداعمة للسعودية “يتوجب عليهم المطالبة بوقف فوري للمذبحة”.
وتابعت الصحيفة ان “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كشف وجهه الحقيقي من خلال الأكاذيب التي لفقها حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، على الرغم من ان “السفاحين التابعين له هم الذين قاموا بخنق و تقطيع جسد خاشقجي”.
الصحيفة تحدثت الطفلة اليمنية أمل حسين البالغة من العمر سبعة اعوام، والتي توفيت جراء الجوع والمجاعة في البلاد، و لفتت إلى تصريح وزير الحرب الاميركي جايمس ماتيس الاسبوع الفائت الذي حث فيه “كافة الأطراف” على وقف القتال محددا مهلة 30 يوماً للبدء بمحادثات سلام تقودها الامم المتحدة.
كما اشارت إلى “دعوة وجهها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لحركة “أنصار الله إلى وقف إطلاق الصواريخ على السعودية، مقابل وقف القصف من قبل السعودية وحلفائها على المناطق السكنية باليمن”.
الصحيفة رأت ان هذه المطالب قد جاءت متأخرة، وقالت :”كان على الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان يصدر تحذيرا واضحا للرياض بان بلاده ستوقف الدعم العسكري في حال “استمر السعوديون قصفهم غير المسؤول و العشوائي على اليمن”.
وقالت الصحيفة إنه “في ظل غياب اي تحذير واضح، فان السعوديين يبدوا انهم تلقوا هذه المطالب وكانها اشارة لتحقيق ما يمكنهم من المكاسب الآن”، و اشارت إلى ان القوى العدوان السعودي قامت باستهداف مطار صنعاء وبدأوا هجوماً على ميناء الحديدة، الذي يعد بوابة أساسية للطعام و المؤن. وأكدت ان حركة “انصار الله” تصدت لهذا الهجوم، ما يجعل هزيمة مجاهدي الحركة أمرا بعيد المنالبالنسبة للرياض، وشددت على ان “الوضع الميداني الحالي مستمر منذ بدء الحرب عام 2014”.
ووصفت الصحيفة العدوان على اليمن “بحرب استنزاف وحشية”، وقالت ان السعودية حاولت اجبار “انصار الله” على الرضوخ من خلال “غارات القصف العقابية” والحصار وحجب الرواتب وغيرها من الاجراءات العقابية، ما دفع باليمن نحو الإنهيار و المجاعة بنسب كارثية”، موضحة ان 10,000 يمني على الأقل قتلوا، فيما يواجه حوالي نصف سكان البلاد المجاعة”.
الصحيفة قالت ان “ترامب حريص على حماية صفقات بيع السلاح والحفاظ على علاقاته الجيدة مع ابن سلمان، اكثر مما هو حريص على كبح تجاوزات و اكاذيب ابن سلمان”، وشددت على ان استمرار “حمام الدم” في اليمن لا يخدم المصالح الاميركية أو السعودية بل العكس.
واشارت إلى ما قالته “منظمة العفو الدولية” ان الولايات المتحدة تخاطر بجعل نفسها طرفاً “مساعداً” على ارتكاب جرائم حرب.
الصحيفة قالت الخطوة لمواجهة الحرب يجب ان تكون المطالبة “بوقف فوري للقصف”، والبدء بمفاوضات وإطلاق عملية إغاثة دولية واسعة بقيادة الولايات المتحدة. وشددت على انه “في حال رفض ابن سلمان، يجب وقف كل مبيعات السلاح إلى السعودية”.
تحالف قوي جمهوري ديمقراطي في الكونغرس مؤيد لوقف الدعم الاميركي للحرب على اليمن
وفي سياق متصل، أكد عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي السيناتور كريس مورفي لمجلة “فورين بوليس” ان مقتل الصحافي جمال خاشقجي هو بمثابة “الحدث المزلزل”، وقال ان العديد من اعضاء الكونغرس وقفوا الى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنهم الآن بدأوا يغيرون آرائهم.
وتحدث مورفي حول علاقة الحرب على اليمن وقضية خاشقجي، قائلا إن “السعوديين يزعمون دائما انهم لا يضربون اهدافا مدنية بشكل متعمد باليمن”، مضيفا ان “الاميركيين وثقوا بابن سلمان و بالسعوديين، إلا ان السعوديين يطلقون الاكاذيب منذ اسبوعين حول ما حصل لخاشقجي”، واوضح ان ذلك “دفع اعضاء الكونغرس إلى طرح تساؤلات حول ما اذا كان السعوديون يقولون الحقيقة حيال ما يحصل في اليمن”.
وأضاف مورفي ان هناك “بصمة اميركية” على كل حالة وفاة بين المدنيين في اليمن” ، مشيرا إلى ان اميركا تبيع القنابل للسعودية وتساعدها كذلك بتحديد الاهداف، علاوة على تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود وتوفير “غطاء معنوي”. وشدد السيناتور الاميركي على ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كاملة ازاء “الكابوس الانساني” في اليمن.
ورأى مورفي ان الرياض لن تغير سلوكها في اليمن ‘لا في حال جاءت الأوامر اميركية، مؤكدا ان الولايات المتحدة تتحمل مسوؤلية كبيرة حيال ما يحصل في اليمن.
و اضاف ان السعودية تستهدف الأهداف المدنية في اليمن بشكل متعمد، وتتجاهل اللائحة الاميركية التي تحدد الأماكن التي يجب ان لا تتعرض للقصف، معربا عن قلقه ازاء وجود علاقات مالية بين عائلة ترامب والاسرة المالكة في السعودية. وقال إن عدد الاهداف المدنية التي تستهدف في اليمن يتزايد يوما بعد يوم.
وشدد “Murphy” على ان وزيري الحرب والخارجية الاميركيين يجب ان لا يكتفيان فقط بإصدار البيانات، بل عليهما القيام بعمل جاد من أجل التوصل إلى وقف لاطلاق النار في اليمن، وتابع ان عدم إمكانية اجراء حوار مع الايرانيين لا يساعد، إذ ان إيران تبعل دورا هاما في المنطقة. وقال ان “رفض ادارة ترامب اجراء اي حوار مع ايران” يجعل من الصعب حل “المشاكل الكبيرة بالشرق الاوسط”.
و رداً على سؤال حول تأثير زيادة عدد الديمقراطيين في الكونغرس على العلاقات الاميركية السعودية، قال السيناتور الاميركي انه “في حال سيطر الديمقراطيون على الكونغرس، يمكن حينها اجراء نقاش و تصويت على مبيعات السلاح الى السعودية”. واثنى على اهمية السيطرة على مجلس النواب إذا كان المراد كبح الرئيس الاميركي في مجال بيع القنابل التي تستخدمها السعودية “لقتل الناس في اليمن”.
وأكد مورفي ضرورة وجود ائتلاف قوي في مجلس النواب من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لوقف الدعم الاميركي للحرب على اليمن، بغض النظر عما سيحصل بعد الانتخابات النصفية الاميركية. وقال ان الحرب في اليمن والازمة الانسانية هناك ازدادت سوء، كذلك الامر بالنسبة لاستهداف المدنيين و “السلوك السعودي”.
وشدد السيناتور الاميركي على ان اميركا تمتلك نفوذا كبير جداً في موضوع الحرب على اليمن، مؤكدا ان السعوديين لا يمكنهم القيام بحملة قصف جوي من دون الولايات المتحدة.
واردف ان “الغطاء المعنوي” الذي توفره اميركا لا يقل اهمية عن الدعم اللوجستي الذي تقدمه للسعودية، وانه سيكون اصعب بكثير للرياض ان تقف بوجه الانتقادات الدولية في حال انسحبت الولايات المتحدة “بسبب جرائم الحرب التي ترتكب على الارجح”.