أكّد السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ، وجود رغبة لبنانية بالإصلاح والتغيير، وأنّ لبنان “قادرٌ على تخطّي المصاعب”، مشددا على أنّ بلاده “تواصل دعمها لتشكيل حكومة في لبنان”، معتبراً، أنّ “من المهم أن يتمكّن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من إحراز التقدّم في هذا الملف لمواجهة التحدّيات”.
وفي حديث صحافي لفت رامبلنغ الى أنّ “العقوبات الاميركية الجديدة عليها، غايتها وقف نشاطاتها في المنطقة”، مشيراً الى “عدم التزام إيران قرارات دولية تُلزمها بوقف هذه النشاطات”، ومؤكّداً، أنّ “بلاده لا تزال تعتبر الجناح العسكري لحزب
الله إرهابياً على رغم مشاركة الحزب في الحرب على داعش”. ودعا الى تطبيق سياسة النأي بالنفس في لبنان بالأقوال والأفعال”. وشدد رامبلنغ على اننا “لا زلنا نشعر بالقلق من بعض نشاطات حزب الله، وهذا جزء منه يعود الى مواصلة الحزب تطوير ترسانته العسكرية، حسب ما صرّح به الأمين العام للحزب منذ أيام، وفي جزء آخر بسبب نشاطات الحزب في المنطقة”.
ولفت رامبلنغ الى ان “هناك بعض التحدّيات السياسية والاقتصادية، وهي بسبب ما يحصل في المنطقة من جهة، ومن جهة ثانية بسبب بعض المعوقات الداخلية التي تتعلق بالخطط للمواجهة. وأعتقد، انّه إذا عملت الوزارات في الحكومة الجديدة على مواجهة هذه التحدّيات، فإنّ ذلك كفيل بالتأكيد بترسيخ الاستقرار. ونحن ملتزمون الوقوف الى جانب لبنان ودعمه في تحقيق استقراره”، مشددا على انه “لدينا علاقة تاريخية مع لبنان تمتد لسنوات طويلة. ولكن في السنوات العشر الأخيرة تمكّن البلدان من ترسيخ علاقات تعاون قوية، وسيستمر دعمنا للجيش اللبناني، ونحن ملتزمون تماماً بهذا الأمر، كما نوفّر الدعم على المستوى التعليمي وأيضاً على مستوى الخدمات”.
وشدد على ان “مسألة اللاجئين مهمة جداً بالنسبة الى لبنان والمملكة المتحدة وكل اوروبا. ومن شبه المستحيل تصوّر نقل نسبة السوريين الذين يبلغ عددهم مليوناً ونصف مليون شخص في دولة يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة واحتسابه على حجم أوروبا. ولا يمكن تصوّر معادلة كهذه، وهذا يعطينا لمحة الى حجم الضغط الذي يعانيه لبنان، والذي تمكّن بكل شجاعة وقوة تحمّل هذا العبء الكبير”، مضيفا: “نحن نرى أنّ مستقبل السوريين سيكون بعودتهم الى سوريا، ويجب علينا الحرص ان تكون عودتهم مستدامة. ونحن حريصون أيضاً أن تتم عودة اللاجئين في أمان الى مناطقهم. وأعتقد انّ أكبر عائق أمام تحقيق هذا الموضوع وعودة اللاجئين، هو مناخ الخوف الذي يخشاه السوريون، من أنّه سيتم قتلهم وقتل أفراد عائلاتهم، ويخشون أن يتم الإستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم ويتم اجبارهم على الإنخراط في الجيش لمقاتلة إخوانهم السوريين”.