يلجأ المصريون إلى ساحة التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم السياسية، بعد أن أغلق نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المجال العام، فلا سبيل لتنظيم تظاهرات أو وقفات احتجاجية أو خوض انتخابات حتى داخل الجامعات بعد استخدام سياسة الاستبعاد والتضييق على المعارضين.
ومن آن لآخر تتحول مواقع التواصل الى ساحة حرب بين معارضي النظام، خاصة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومؤيديه، من خلال إطلاق هاشتاغات تنتقد الأوضاع الحالية في البلاد أو تمتدحها.
وكان آخرها الوسمان المتضادان اللذان انتشرا الأربعاء الماضي بقوة على قائمة الأكثر تداولا، وهما «إحكي عن مرسي» و«السيسي أجمل حدوتة مصرية».
وأشارت بيانات كشفها أحد المواقع المتخصصة في تحليل منصات التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، إلى أن وسم «إحكي عن مرسي» تفوق على «السيسي أجمل حدوتة مصرية»، حيث وصل عدد تغريدات الأول إلى 22 ألفا، في حين حصد الثاني حوالى 21.6 ألف تغريدة.
وشارك الآلاف من مستخدمي موقعي «الفيسبوك» و«تويتر»، على هاشتاغ «إحكي عن مرسي» الذي أطلقه مناصرو الأخير.
وغرد الصحافي المصري وائل قنديل على «تويتر» وكتب:» سلام على الرئيس محمد مرسي ومن معه، من الصامدين في وجه الأوغاد والسفاحين».
وتداول بعض الناشطين كلمات من خطابات للرئيس الأسبق، وقارنوا بين خطاباته وخطابات السيسي، إذ قالوا: «نحن لسنا دعاة حرب لكننا لن نسمح بتهديد أمننا القومي، كلمات قالها الرئيس محمد مرسي من عزيمة وإصرار، وعن حروف نُطقت بحب الوطن، ولم يقل أمن المواطن الإسرائيلي، أو استقرار إسرائيل، كما قال السيسي».
وقد احتفل مؤيدو مرسي بتصدر «هاشتاغ» «إحكي عن مرسي»، واعتبروه دليلا على شعبيته رغم مرور خمس سنوات على سجنه.
وقالت المغردة شمس «الهاشتاغ متصدر على الرغم من مرور خمس سنوات على اختطاف الرئيس، فهذا يدل على أننا ثابتون على الحق والحمد لله وسنظل، وأن كثيرا من الناس عادوا إلى الطريق الصحيح».
حرب «الهاشتاغات» تشتعل بين مؤيدي النظام ومعارضيه
وكتبت آسيا : «سلام على رجل ذاب عمره بين جدران زنزانته وما ذابت ولا هانت عزيمته، متصدرا بالرغم من مرور 5 سنوات على اختطاف الرئيس وهذا يدل على أننا ثابتون على الحق والحمدلله وسنظل، وأن ناس كتير استيقظت ورجعت للطريق الصحيح». في المقابل اعتبر مؤيدو السيسي أن الأخير «منقذ للبلاد»، حيث غرد أحمد زعقان قائلًا «سيذكر التاريخ أنه في الوقت الذي كان يتم فيه انتهاك الدول واغتصاب النساء، حافظ الجيش المصري على أرضه وعرضه رغم أنف الخونة تحت مسمى الحرية».
وعلق زكريا: «السيسي رجل دولة وليس تاجر دين.. أعاد بناء مصر في وقت قليل وأعاد مكانتها.. المغيبون من يعتقدون أن المصريين ليسوا مع السيسي هم أنفسهم من كانوا يعتقدون أننا كنا نريد مرسي.. السيسي هدية ربنا لمصر».
واستغل عدد من مؤيدي السيسي الهشتاغ، للدعوة لتعديل الدستور المصري ليسمح للسيسي بالبقاء في الحكم بعد انتهاء الدورة الحالية والأخيرة له بنص الدستور.
وكتب حمدان محمود سليمان: « لا يمكن أن نظل صامتين حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي شكرا ويغادر قصر الرئاسة، الشعب هو من يضع الدستور، ومن يختار نوابه، ولا بد من تعديل الدستور لاستمرار السيسي في الحكم».
كذلك أكد معوض أحمد:»ما قيمة الناس إلا في مبادئهم، يُعلي ويبني دولة القانون، ويهدم ويقضي على دولة الأشخاص.. قضيته الكُبرى بناء الإنسان، وبناء دولة حديثة تتصدر مصاف الدول الكُبرى.. هي مسألة وقت وكلٌ سيأتي في حينه «.
وانطلق هذا الصراع الإلكتروني بعد ساعات من تحذير أطلقه السيسي بشأن خطورة مواقع التواصل الاجتماعي، خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية في مدينة شرم الشيخ.
وقال خلال جلسة «مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها»، «إن أي اختراع قد يكون أداة للبناء أو أداة للتدمير، لذلك يجب تجهيز المجتمعات لاستيعاب التطور المتوقع حدوثه في شبكات التواصل الاجتماعي حتى لا نتعرض لمشكلات مثلما حدث».
وتابع: «الدول المتقدمة تستطيع أن تتعايش مع شبكات التواصل الاجتماعي دون خطورة، وذكرت في محاضرة في 2010 وقت أن كنت مدير الاستخبارات أن التطور الحادث في وسائل الاتصال سيؤدي إلى خطر كبير في مصر والمنطقة العربية، وحدث بالفعل، حيث تم تصوير انطباع عن شكل وحالة الدولة وأهمية التغيير من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي»، في إشارة لثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011.
وتمثل المدة الرئاسية الحالية التي انطلقت في مارس/ آذار الماضي، المدة الثانية والأخيرة للسيسي، حيث يمنعه الدستور من الترشح لأكثر من مدتين رئاسيتين كل منها 4 سنوات.