“واشنطن بوست”: اليمينيون والجمهوريون في أمريكا يشنون حملة تشهير ضد خاشقجي

لماذا يقوم المحافظون بحملة تشهير ضد جمال خاشقجي والدفاع عن دونالد ترامب؟
يجيب كل من روبرت كوستا كارون وديمرجيان، إن المعلقين المحافظين والمتطرفين يقوم بحملة همس وتشكيك ضد الصحافي خاشقجي والتي تهدف لحماية الرئيس دونالد ترامب من النقد، وطريقة تعامله مع قضية الصحافي الذي قتل على يد فرقة موت أرسلت من السعودية، ودعم مواقف ترامب وتجنب فرض عقوبات على السعودية.

وقال الكاتبان إن كادرا من الجمهوريين في مجلس النواب قاموا في الأيام الاخيرة وبالتعاون مع حلفاء للرئيس بتبادل المقالات التي كتبها متطرفون ومعلقون من اليمين المتطرف، تهدف لتغذية الشك بخاشقجي والتركيز على علاقته بالإخوان المسلمين. وأثاروا الشكوك حول عمله قبل عقود كصحافي مرفق في أفغانستان وتغطيته لأسامة بن لادن.

ونقل الكاتبان عن أربعة من نواب الحزب الجمهوري لهم علاقة بالنقاشات، قولهم إن عمليات الطعن في شخص خاشقجي والتي يخشى الكثير من النواب التعبير عنها علنا بدأت تظهر في الإعلام المحافظ وتأتي ضمن محاولات لحماية الرئيس ترامب الذي يحاول حماية العلاقات الأمريكية- السعودية، وتجنب مواجهة السعوديين في قضايا حقوق الإنسان.

كادر من الجمهوريين في مجلس النواب قاموا في الأيام الاخيرة وبالتعاون مع حلفاء للرئيس بتبادل المقالات التي كتبها متطرفون ومعلقون من اليمين المتطرف، تهدف لتغذية الشك بخاشقجي والتركيز على علاقته بالإخوان المسلمين.

وجاءت تصريحات ترامب بشأن الصحافي وسط توتر بين حلفائه والإعلام. ففي يوم الخميس أثنى ترامب في مناسبة انتخابية بمونتانا على النائب غريغ جيانفورت نائب الولاية الجمهوري، لاعتدائه على صحافي العام الماضي. وقال: “أي شخص يقوم بضرب جسدي هو من النوع الذي أحبه وهو الرجل الذي أدعمه”، وبعد ساعات قام معلقون على قناة يمينية بإصدار التلميحات حول عمل خاشقجي في الماضي.

وقال المذيع المعروف في شبكة “فوكس نيوز” هاريس فولكنر: “كان خاشقجي مرتبطا بالإخوان المسلمين” مضيفا: “أقول هذا الكلام لأنه جزء من الكلام الذي يتم تداوله”. وقطع فولكنر حديث ضيف شكك في كلامه ووصفه “بالتكهنات”.

وبرزت الرسالة في الحملات الإنتخابية، ففي فرجينيا تحدث الجمهوري كوري ستيوارت الذي ينافس تيم كين، لراديو محلي: “لم يكن خاشقجي رجلا طيبا”. وفي الوقت الذي كان فيه خاشقجي متعاطفا مع الإسلاميين في شبابه كما يقول الخبراء، قبل أن يتحرك باتجاه الرؤية الليبرالية ودعم الحرية والديمقراطية، إلا أن علاقته في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي مع أسامة بن لادن كانت كصحافي يغطي الحرب في أفغانستان وليس كعضو في حركته.

وكان خاشقجي قد ترك بلده العام الماضي وحصل على إقامة في الولايات المتحدة وعاش في فرجينيا وكتب لصحيفة “واشنطن بوست”.

نجل الرئيس ترامب شارك في حملة التشهير، ونشر تغريدة جاء فيها: “كان خاشقجي يتجول في أفغانستان مع أسامة بن لادن”.

لكن حملة التشهير زادت، وشارك فيها نجل الرئيس دونالد ترامب “جي أر”، الذي شارك متابعيه على تويتر بتغريدة احتوت على سطر يقول: “كان خاشقجي يتجول في أفغانستان مع أسامة بن لادن”. وفي يوم الثلاثاء احتوت نشرة أخبار الموقع اليميني “سي أر- تي في” والتي أنشأها المذيع الشهير مارك ليفين على وصف لخاشقجي بأنه “صديق قديم للإرهابيين”. وزعم دون دليل أن ترامب يتعرض لحملة إعلامية للنيل منه والتشهير به. وحصل الخبر على 12.000 مشاهدة.

وفي تقرير بمجلة اليمين المتطرف “فرونت بيج” صورت خاشقجي “بالمهتم بمصلحته والمتلاعب المعتذر عن الإرهاب الإسلامي وليس الشهيد الأسطوري المعارض والذي اختفى، وقضى الإعلام معظم الأسبوع الماضي بالحديث عنه”. وحمل التقرير رسما كاريكاتيريا لبن لادن وخاشقجي.

وتأتي الحملة اليمينية الأمريكية في وقت يقوم فيه مؤيدو النظام السعودي بحملة تشويه على موقع “تويتر”، وذلك بالحديث عن صلات خاشقجي بالإخوان المسلمين الجماعة التي تم التسامح معها في الماضي ولكنها أصبحت الآن محظورة وإرهابية.
وكتب ويليام كريستول الناقد المحافظ للرئيس: “الرئيس يريد اتخاذ موقف ليّن ولهذا يحاول الداعمون له البحث عن مبرر له” و”واحد من الطرق هي مهاجمة الرجل الذي قتل”.
وقالت الصحيفة إن عددا من مساعدي إدارة ترامب يعون الحملة وما يتم تداوله في الكونغرس، إلا أنهم التزموا الحذر من ناحية عدم شجبها، وفعلوا القليل لدحض ما يقال.

ورفض النواب الجمهوريون الكشف عن الأسماء المتورطة في حملة التشهير، إلا أن فريد هيات، المعلق في “واشنطن بوست” انتقد المزاعم الخاطئة والمشوهة عن خاشقجي. وقال: “كشخص عرفت جمال وقرأت مقالاته فقد كان ملتزما بقيم حرية التعبير والنقاش المفتوح. وخرج للمنفى من أجل دعم هذه القيم وربما فقد حياته الآن لدفاعه المستميت عنها”.

وأضاف أنه لا يستغرب قيام ذباب الكتروني سعودي بمحاولة حرف الانتباه عن الجريمة وتشويه جمال “وليس من المستغرب رؤية بعض الأمريكيين وهم ينضمون إليهم، وفي كلا الحالتين لا يمكن قبوله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *