نسبت الكاتبة الصحافية الفرنسية كريستين أوكرانت إلى مصادر قولها إن ثمة ما يشي بأن بن سلمان عرض صفقة على الصحافي جمال خاشقجي.
وذكرت أوكرانت صاحبة كتاب “أمير السعودية الغامض.. محمد بن سلمان وسرابات الحكم المطلق”، في مقابلة لها مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن بعض مصادرها داخل السعودية قالوا لها إن ثمة معلومات غير رسمية تفيد بأن بن سلمان عرض الأمان مقابل العودة إلى البلاد على خاشقجي على الطريقة البدوية، قائلا “عد إلى البلاد وأضمن لك الأمان ورغد العيش”، غير أن الصحافي السعودي رفض هذا العرض.
واعتقد خاشقجي، بحسب أوكرانت، أن وجوده في حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأحد مستشاريه المقربين في إسطنبول يكفي لتوفير الحماية الضرورية له من أن يمسه سوء.
أوكرانت: خاشقجي اعتقد أن وجوده في حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأحد مستشاريه المقربين في إسطنبول يكفي لتوفير الحماية الضرورية له من أن يمسه محمد بن سلمان سوء
وأشارت إلى أن بن سلمان ركز في قبضته على شكل من الشخصنة للحكم المطلق لم يُر له مثيل في هذا البلد من قبل، موضحة أن إقدامه على شن حرب دموية على اليمن فور تسلمه وزارة الدفاع وإعلانه على الفور تسلمه لزعامة القطاع الاقتصادي والمالي بطرح جزء من شركة أرامكو في الأسواق المالية العالمية لتمويل رؤيته “2030”.
ومن جانبها رأت صحيفة (لوفيغارو) أن كل جهود بن سلمان في بناء صورة المصلح قد نسفتها قضية خاشقجي، مما جعلها تطرح سؤالا على أوكرانت إن كانت تعتقد أن بن سلمان سيتمكن من تجاوز هذه المحنة سياسيا.
وشددت الكاتبة في معرض ردها على هذا السؤال، على أنه لا أحد في مأمن من أن ينقلب عليه في هذا الجزء من العالم، مشيرة إلى أن السياسة، كما يفهمها الغربيون، غائبة عن الرياض.
غير أن الكاتبة أبرزت أن ولي العهد السعودي أقدم على العديد من الأفعال التي قلّم من خلالها أظافر كل من يمكنهم أن يقفوا في وجهه، فسجن التقدميين وناشطات حقوق المرأة وعلماء الدين والأمراء، ممسكا بذلك تلابيب السلطة بيد من حديد، على حد تعبيرها.
ويذكر أن الصحافي السعودي اختفت آثاره عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وطالبت عدد من الدول والمنظمات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله القنصلية بإسطنبول، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اختفاء خاشقجي.