بات موضوع ارتداء ملابس جلدية حقيقية، غير مصنوعة من جلود الحيوانات، ممكناً، وذلك بفضل الشركة الناشئة “مودرن ميدو”، والتي استطاعت صنع مادة “تشبه الجلد من الناحية البيولوجية”، إلّا أنها لا تكلف حياة ولا بقرة واحدة.
فتحت علامة تجارية تحمل اسم “زوا”، عملت الشركة على إنتاج “منتج جلود حيوية” يُصنع خلال عملية تُستخدم فيها خلايا الخميرة لإنتاج الكولاجين، الذي هو البروتين الموجود في جلود الحيوان والمكون الأساسي في الجلد. ثم يُجمع الكولاجين هذا ليُصبح مادة ليفية، ثم يدبغ، تماماً مثل الجلد الحيواني الحقيقي. ولكن، الشركة المصنعة للجلد الحيوي لا تطمح لاستبدال الجلد الحيواني التقليدي بمنتجاتها، وإنما تطمح “لخلق مادة جديدة تماماً، لا تجرد كوكبنا من موارده الطبيعية”، بحسب قول المؤسس المشارك للشركة، آندراس فورغاكس.
يكشف فورغاكس إنه كان “مهووساً وفضولياً” في صغره، حيث كان يعشق الاطلاع على معلومات متعلقة بالعلوم، والتكنولوجيا، والفنون، والقضايا البيئية، حتى قام في العام 2007، مع والده بتأسيس شركة تستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لصنع نسيج بشري للأبحاث الطبية. ولكن، بعد عيشه فترة من حياته في الصين، لاحظ فورغاكس التكاليف البيئية التي يسببها النمو الاقتصادي السريع، وفي ذات الوقت، كانت قد تواصلت معه أيضاً شركات سلع جلدية لاستكشاف ما إذا كانت التقنيات التي يعمل بها قادرة على زراعة الجلود أيضاً. وهكذا بدأت فكرة شركته الجديدة، “مودرن ميدو”.
منذ تأسيسها في العام 2011، جمعت شركة “مودرن ميدو” حوالي 54 مليون دولاراً من مستثمرين في سنغافورة وهونغ كونغ. وباتت اليوم تتخذ من نيو جيرسي الأميركية مقراً لها، حيث يعمل حوالي 80 موظفاً بدوام كامل. كما يشرح فورغاكس أن منتجات “زوا” الجلدية أفضل من البدائل الجلدية الأخرى، لأنها تُصنع مواد مصنوعة من الكولاجين، أي ذات “كتل البناء الطبيعة” التي تشكل الجلد الحيواني التقليدي.