صحيفة يديعوت احرونوت – شمعون شيفر
لم يكن قرار رئيس الأركان الصهيونية، قبل 30 عاما، تعزيز الإنتشار العسكري حول قطاع غزة دراماتيكيا فقط، بل كان دليلا على اتجاه واضح للأوضاع الجاية المتمثلة ببدء العد التنازلي نحو حملة عسكرية واسعة أو بعبارة اخرى احتلال القطاع. إلا ان تصريحات رئيس حركة “حماس” في القطاع يحيى السنوار أمس، الذي اقترح “وقف للنار مقابل وقف الحصار”، أدت إلى ظهور تحد سياسي – أمني غير بسيط امام اصحاب القرار الصهيوني.
تصريحات السنوار تفرض على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان، الرد على الإقتراح واتخاذ قرار إما بالقبول بتسوية مقابل رفع الحصار عن مليونين من سكان غزة أو خوض جولة قتالية اخرى تجبي ثمنا دمويا أليما وباهظا لكل الأطراف.
لا مانع من الحوار مع “حماس”، فخلال الحرب الباردة واصلت الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي الإبقاء على سفارتيهما في موسكو وفي واشنطن، وصيانة خط ساخن بين الزعيمين، بينما كانت صواريخهما النووية جاهزة ومعدة كل للآخر، بنية التدمير. حتى ان ونستون تشرتشل، الذي يراه نتنياهو نموذجا للاقتداء باسلوب قيادته، ألمح حينها أنه كان سيتحدث مع هتلر لو كان سيؤدي ذلك إلى وقف الحرب.
وعلى الرغم من ان “حماس” تتبنى فكرا دينيا متزمتا وستواصل سعيها طرد “إسرائيل” من الارض، التي تؤمن بأنها تعود للشعب الفلسطيني، إلا ان هذا لا يعني أنه لا يمكن محاولة الوصول مع الحركة إلى تسوية، ولو امتد ذلك لخمس سنوات فقط”.
“إسرائيل” تمر في مرحلة مصيرية، خصوصا لجهة تعزيز القوات على حدود غزة تمهيدا لحملة عسكرية، ودعوة السنوار المشكوك بنزعتها التصالحية نحو التسوية. ما يؤكد ان نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية يتحملان مسؤولية ثقيلة لتوجيه الخطى بين الخيارين واتخاذ القرار الى أين الاتجاه، هذه هي خلاصة القيادة: “الاشارة الى الاتجاه، والقيادة نحوه بنجاح”.