قاسم: محور المقاومة انتصر في أخطر المواجهات

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن أزمات كثيرة عصفت في منطقتنا، وأبرزها أزمتان كبيرتان هما الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وفي كلمة له في حفل تكريم لمجلة “مرايا” في قاعة الجنان، تابع الشيخ قاسم أن أميركا سيطرت على العالم وفق مصالحها ونهب الثروات وأثارت الحروب وصادرت استقلال الدول وأنجزت منظومة ثقافية غربية ضد الثقافات والأديان وخصوصيات البلدان المختلفة في منطقتنا، وخاضت حروبًا ناعمة وحروبًا صلبة ولم تبقِ شيئًا من أحابيل الشيطان إلاَّ واستخدمتها، ولذا نحن كنا أمام مواجهة مع الشيطان الأكبر.

وأردف الشيخ قاسم “أما “إسرائيل” فقد احتلت فلسطين وتوسعت في احتلالها، وطالت دولًا عربية عدة، وطمحت أن تصل جغرافيًا من الفرات إلى النيل، وأن تصل سياسيًا إلى كل بلد في هذا العالم، لكن التحديات والمقاومة وما جرى من جهادٍ عظيم للشعب الفلسطيني ومن معه، أدَّى إلى هذه الحلول التي وصلت إليها حتى الآن”.

وأضاف الشيخ قاسم “أمام هاتين الأزمتين تشكل محور المقاومة من دون أن يغرق في تفاصيل إدارية وتنظيمية، والمسار شكله، والمطالب شكلته، والخصوصيات التي ألمت بمناطقنا هي التي ألَّفت وجمعت وخططت فوجدنا أنفسنا في المحور الواحد”.

وأشار الى أن “هذا المحور واجه تحديًا استثنائيًّا خلال السنوات السبع السابقة وهو الإرهاب التكفيري انطلاقًا من سوريا، معتبرًا أن “الإرهاب التكفيري هو وليد أميركا، بإنشائه في أفغانستان، ومتابعته في كل مراحله، وتمويل خليجي سعودي من اللحظة الأولى إلى الآن، وباستثمار “إسرائيلي” مباشر بالرعاية والمتابعة والمعالجة”.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله “كانوا يريدون من خلال استخدام الإرهاب التكفيري أن يغيروا خارطة المنطقة ضمن رؤية الشرق الأوسط الجديد لتكون ملحقًا هشًا وضعيفًا وتابعًا للهيمنة الأمريكية والصهيونية، وهنا في مقابلة تشكل محور المواجهة مع الإرهاب التكفيري بشكل تدريجي وعملي بحكم تقاطع القناعات والمصالح، وركيزته محور المقاومة”.

وشدد الشيخ قاسم على أن “محور المقاومة انتصر في أخطر مواجهة، لو خسرها لكانت الخسارة مدوِّية، ولكن الانتصار حصل فأنتج ربحًا وإنجازًا عظيمين، كل خططهم وتوقعاتهم فشلت وكانوا يتوقعون أن يسيطروا على سوريا خلال أشهر ثلاثة، مدَّدوها لأشهر ثلاثة أخرى، لكن هذا التمديد لم ينجح ولم تسقط سوريا، بل صمدت ووقفت واستطاعت أن تسجل أمام العالم بأن سوريا المقاومة لا يمكن أن تُهزم بهكذا قائد، وهكذا جيش، وهكذا شعب، وهكذا حلفاء”.

وتابع الشيخ قاسم “استقدموا التكفيريين من ثمانين دولة في العالم، وبدل أن تكون سوريا قاعدة لهم أصبحت مقبرة لهم، وهنا لم ينعكس الفشل على من جاء إلى سوريا في سوريا فقط بل تأثر الاقتصاد السعودي ومُنيَ بانتكاسات خطيرة، وتخلف موقع السعودية في العالم الإسلامي، وراهنت “إسرائيل” على استنزاف المقاومة ومحور المقاومة في سوريا، لكن أحلامهم لم تتحقق، وكانت تريد تعطيل القوة الصاروخية في سوريا ولكن هذا التعطيل ذهب أدراج الرياح، أما أميركا فلم تعد قادرة على أن تمسك قواعد اللعبة على الأرض، ولذا هي تلجأ للتسويف والمماطلة ورفض الحلول السياسية، لأنها لن تحصل على ما تريد في المنطقة حاليًا”.

وقال “هنا نسجل أنه أثناء هذه المعركة وهذا المسار، صمد الشعب الفلسطيني صمودًا عظيمًا بارعًا استطاع من خلاله أن يوقف صفقة القرن، واستطاع من خلاله أن يقول للعالم بأن فلسطين لا بدَّ أن تسير في طريق النصر، كما انتصر محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا، وإن تأجل النصر النهائي لكن مسار المقاومين هو مسار نصر من خلال محورهم”.

وأضاف الشيخ قاسم “كما نسجل لهذا الصمود الأسطوري الذي سطره الشعب اليمني البطل والشجاع، والذي لا بدَّ أن ينتصر كما نرى وكما تسجل الحقائق التاريخية، لأنه في الواقع شعبٌ شجاع ومضح، وما تفعله السعودية هو إجرام بحت لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالمستقبل، ولا بالإسلام ولا بالأخلاق، له علاقة بالإجرام، وعلى كل حال نحن الآن نرى أن التحالف السعودي الصهيوني الذي أصبح معلنًا وواضحًا هو جزءٌ لا يتجزأ من عوامل نصر فلسطين، لأن فلسطين سترتاح من المتلونين الذين كانوا يربكونها إن كانوا معها أم لا، الآن أصبح الفلسطينيون يعرفون من معهم ومن ضدهم، وهذا يساعدهم في المستقبل”.

ولفت الشيخ قاسم الى أنه “لو لم يقاتل حزب الله في سوريا لقاتلنا التكفيريين في كل مناطق لبنان، ولأقاموا إمارات التكفير، وعلى كل حال عرسال وجرودها شاهد على ذلك”.

وشدد نائب الأمين العام لحزب الله على أن “حزب الله أنقذ لبنان من تداعيات الأزمة السورية بسد أبواب المعركة من أن تنتقل إليه”، وحيا شهداء حزب الله وشهداء الجيش اللبناني، وكل الذين قاوموا واستطاعوا أن ينجزوا التحرير الكبير في شرق لبنان في مواجهة التكفيريين.

وأكد أن وجود حزب الله في سوريا يصب في صلب مشروعه المقاوم للاحتلال الصهيوني وأدواته، وهو ليس محل مناقشة مع أحد، وهو بالتنسيق الكامل مع الدولة السورية، وترعاه أهداف مشتركة واحدة، وهو مستمر باستمرار الحاجة إليه وتحقيق الأهداف المرسومة.

وختم الشيخ قاسم بالقول “حريصون على وحدة البلد، وتشكيل حكومة وطنية بأسرع وقت ممكن، ونتعاون من خلال القوانين والنظام العام لينتظم البلد أكثر ونواجه الفساد، وكل ذلك في إطار متلازم مع مقاومة قوية محاطة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، مضيفاً إن “التجارب أثبتت أن مصلحة لبنان أن يكون قويًا، ولا نقبل أن يكون ضعيفًا تحت أي مسمًى من المسميات، أقلعوا عن دروس الوطنية النظرية، وتعلموا دروس الوطنية بالجهاد والشهادة، فلبنان القوي هو الذي يستطيع أن يصمد، ولا تخشوا الضغوطات الخارجية، فهم مضطرون أن يتعاملوا مع لبنان كما يريده اللبنانيون لا كما يريدونه هم، ولا خيار لهم إلاَّ أن يعطلوا، والتعطيل كائنًا ما كان سيكون مؤقتًا، لكنَّ إرادة اللبنانيين ستنتصر، فكما انتصرت في مواقع عدة ستنتصر دائمًا “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *