رغم انتهاء المُهلة المحدّدة لسحب السلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح المقرر إقامتها في مؤتمر سوتشي حول سوريا، أعلنت يوم أمس الأحد فصائل ما يسمى بـ”الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة تركياً أنها سحبت سلاحها الثقيل من الضواحي الغربية لمدينة حلب، في حين بقيت “جبهة النّصرة” الإرهابية في مواقعها بغرب حلب مع سلاحها الثقيل. هي خطوة متأخّرة أتت من قبل الجبهة الوطنية التي كانت مجبرةً عليها، فغالبية الفصائل المنتشرة في ادلب وغربها وشمال اللاذقية رافضةٌ لاتفاق سوتشي، الأمر الذي يوحي ببدء عملٍ عسكري سوري على مواقعها قد يكون محدوداً في المنطقة المنزوعة السلاح فقط.
صباح يوم أمس الأحد وبعد نحو أسبوع على انتهاء المهلة المحددة لسحب السلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح، بدأت “الجبهة الوطنية” المشكلة من تحالف ميليشيات حركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام وثوار الشام بسحب سلاحها الثقيل وآلياتها المدرعة من أجزاء ريف حلب الغربي المشمولة بالمنطقة المذكورة نحو داخل محافظة ادلب، بحسب ما أكده مصدرٌ سوري مطلع على الوضع الميداني هناك لموقع “العهد” الإخباري، مضيفًا أنّ “مسلحي تلك الميليشيات لا يزالون متمركزين في مواقعهم، إلا أنّ أسلحتهم الثقيلة ومدرعاتهم المصفحة قد تم سحبها نحو ادلب، في حين لم تُسجّل أي حالة سحب للآليات الثقيلة التابعة لـ”جبهة النصرة” وباقي الفصائل المشكلة لما يسمى بـ”هيئة تحرير الشام” حيث لا يزال إرهابيوها السوريون منهم والأجانب يتمركزون بكامل سلاحهم الثقيل وعتادهم المصفّح في مناطق غرب حلب وتحديداً في الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية لحلب امتداداً من منطقة الليرمون وأطراف حي جمعية الزهراء لمناطق غرب حلب وجنوبها الغربي حيث منطقة الراشدين 5″.
يُفسّرُ مصدرٌ حكومي سوري لموقع “العهد” هذا السحب المتأخر لسلاح الجبهة الوطنية من مناطق ريف حلب الغربي بأنه استثمارٌ للوقت من قبل القوى الإرهابية المسلحة بإيحاءٍ تركي، إذ لا يمكن أن يكون تباطؤ الفصائل المسلحة هناك بسحب سلاحها من دون علم التركي فهو الراعي الوحيد للجماعات الإرهابية وداعمهم الأكبر، إلا أنّ الحليف الروسي لم يسمح بإعادة اللعب على الزمن. وتمّ سحب السلاح الثقيل للجبهة، مؤكداً أنّ “بقاء سلاح هيئة تحرير الشام قد يعيد التصعيد العسكري للمنطقة، حيث يؤثر وجودهم على استقرار الوضع في حلب، وبالتالي إن بقي إرهابيو النصرة مع أسلحتهم الثقيلة في المنطقة المنزوعة السلاح ستضطر وحدات الجيش السوري لشن عملية عسكرية على مواقعهم، فعلى ما يبدو أن العمل العسكري قادم لا محالة، ولكن ليس بشكله الذي كان عليه قبل اتفاق سوتشي، بمعنى أن الجيش كان يحضر لمعركة كبيرة وواسعة على كل مواقع الإرهابيين في ادلب، أما الآن فهي معركة نوعية استئصالية للقوى الإرهابية الرافضة لاتفاق سوتشي لأنهم يرفضون العملية السلمية”، حسب المصدر.
وأشار المصدر السابق الى أن “استعادة ادلب أمرٌ محسومٌ بالنسبة للدولة السورية وقد أكد الرئيس الأسد عليها مراراً وتكراراً، حيث إنّ اتفاق سوتشي بادرة للمصالحة وحقن الدماء وإذا لم ينجح فسيكون هناك حسمٌ عسكري لأن ادلب أرض جغرافية سورية ولا يمكن للدولة أن تسمح للقوى الإرهابية أو غيرها أن تظل محتفظة بها، والدولة ستسعى جاهدةً لحقن الدّماء والحفاظ على أرواح السوريين”.