وسط تعزيزات عسكرية اسرائيلية: حماس تؤكد على سلمية مسيرات العودة و”رفض حرف بوصلتها”

أكد مسؤولون فلسطينيون أن الوفد الأمني المصري الذي عاد إلى غزة بشكل مفاجئ ، ضمن تحركاته لإعادة الهدوء وبحث ملف المصالحة، أكد أن زيارة رئيس الجهاز اللواء عباس كامل، لكل من رام الله وغزة وتل أبيب، لا تزال قائمة، وأن ما حدث كان تأجيل لموعدها فقط.

وجاء ذلك خلال اللقاءات والاتصالات التي أجراها الوفد الأمني المصري، خلال زيارته الثانية لغزة مساء الخميس، بعد أن غادر القطاع الأربعاء الماضي، بعد إعلان تأجيل زيارة رئيس الجهاز.

وقال طاهر النونو القيادي في حماس، والذي شارك في الاجتماع الذي عقده الوفد الأمني المصري الخميس الماضي، بقيادة الحركة، أن اللقاء ناقش العديد من القضايا وأبرزها استكمال ترتيبات زيارة وزير المخابرات المصري اللواء عباس كامل، ومناقشة العلاقة الثنائية وسبل تعزيزها، ومناقشة جهود تثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار مع الاحتلال، وتلبية متطلبات الشعب الفلسطيني المتمثلة في رفع الحصار.

وأكد النونو خلال مقابلة مع “فضائية الأقصى” التابعة لحماس، أن زيارة وزير المخابرات المصري لازالت قائمة، لافتا إلى أن تأجيلها جاء لـ “مواعيد مستجدة وطارئة للوزير وترتيبات فنية”، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية زيارة الوفد المصري إلى قطاع غزة، وقال أيضا إنها “تحمل دلالات مهمة”.

كانت دولة العدو قد دفعت أمس الخميس بتعزيزات عسكرية كبيرة على امتداد الحدود مع قطاع غزة، بعد قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بتصعيد الرد على أي حوادث عنيفة من قطاع غزة.

كان مسؤولون إسرائيليون هددوا مؤخرا بتصعيد عسكري ضد قطاع غزة على خلفية احتجاجات مسيرات العودة المستمرة منذ 30 آذار/مارس الماضي، واطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة إلى داخل إسرائيل.

وردا على هذه التهديدات ،وجهت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة “حماس” رسالة تحذير إلى إسرائيل بشأن تهديداتها بشن هجوم جديد على قطاع غزة.

وكان وفد أمني مصري رفيع زار قطاع غزة مساء الخميس بشكل مفاجئ، والتقى بقيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، بتكليف من رئيس الجهاز، بهدف العمل على إعادة الهدوء، بما يسهم في سرعة انجاز المصالحة الفلسطينية، قبل أن يغادر الوفد غزة متجها إلى مدينة رام الله، حيث عقد هناك اجتماعا بقيادة حركة فتح.

وضم الوفد المصري وكيل جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع، ورئيس ملف فلسطين في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، ومسؤولين آخرين.

ومن المتوقع أن يقوم رئيس المخابرات المصرية بزيارته المقررة، عند استتباب الهدوء مجددا وبشكل كامل في قطاع غزة، وفق التحركات التي يقوم بها الوفد المصري الذي وصل الخميس.

وقال النونو أيضا إن الجهود الرامية لتثبيت الهدوء وكسر الحصار وتحسين الأوضاع المعيشية لشعبنا دون دفع ثمن سياسي مستمرة، مؤكدا أن الوفد المصري لم يطلب إيقاف المسيرات.

تابع وهو يتحدث عما دار في اللقاء مع الوفد المصري أنه “بحث الجهود المصرية من أجل دعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه وحمايته من أي جنون أو مغامرات إسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة”، مؤكدا دعم الجهود المصرية وحرص حماس على إنجاحها لإنهاء الحصار الإسرائيلي وتثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال.

وأضاف “هناك إجماع فصائلي وتوافق لدى الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، على استمرار مسيرات العودة مع التأكيد على تمسكها بشعبيتها وسلميتها دون حرف لبوصلتها عبر وسائل لم تكن ضمن تخطيطها”.

وفي السباق أكد خالد البطش منسق الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أنه أجرى اتصالا بالوفد الأمني المصري، ثمن خلاله الجهود المصرية المبذولة.

وحسب بيان صدر عن البطش، فقد أكد أن الوفد الأمني المصري أكد له على استمرارية جهوده الهادفة لوقف التصعيد على غزة، وأن زيارة وزير المخابرات اللواء عباس كامل “لا تزال قائمة”، وأن هذه الزيارة أجلت ولم تلغ، وأن الوفد سيعود للقطاع الأسبوع المقبل.

ويتردد أن الوفد الذي التقى حركة حماس، طلب تخفيف حدة الفعاليات على الحدود، لمنع وصول الأمر لحد اندلاع مواجهة عسكرية، حيث يحمل لذلك مقترحات حول تهدئة الميدان، وعودة الأمور لما كانت عليه قبل 30 آذار/ مارس الماضي، الذي شهد انطلاق فعاليات “مسيرة العودة”، تشمل فك الحصار المفروض على غزة، وجلب مشاريع اغاثة عاجلة، تساهم فيها جهات دولية، وهي المرحلة الأولى من مراحل اتفاق جرى بحثه قبل أكثر من شهرين، ويهدف إلى التوصل إلى تهدئة شاملة.

وكان هذا الوفد الأمني المصري، غادر الخميس قطاع غزة، بعد أن عمل على منع تصعيد الأوضاع الميدانية، عقب اندلاع موجة تصعيد، قامت خلالها إسرائيل بشن 20 غارة على قطاع غزة، ردا على صاروخ أصاب مدينة بئر السبع، نفت فصائل المقاومة في غزة التي تتزعمها حركة حماس في بيان رسمي مسئوليتها عن إطلاقه، وقالت إنه جاء في إطار تخريب الجهد المصري.

وجاءت عودة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة، في ظروف بالغة الحساسية، حيث يخيم الهدوء الحذر على الأجواء، وتبادل الطرفان إسرائيل وفصائل المقاومة التهديد بالرد بشكل أكبر على أي هجمات قد تحصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *