يوسي ميلمان – صحيفة “معاريف”
أثناء إلقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت القاعة شبه فارغة، خلافًا لما حصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال إلقائه كلمته، فالقاعة كانت مليئة بالحضور. لقد حلّ نتنياهو اللغز الذي يسمح له “بجذب الانتباه”. فأقواله موجّهة بالأساس الى الجمهور الاسرائيلي، ويعمل
مساعدوه بكدّ خلف الكواليس كي يسمحوا له بأن يلقي خطابه دومًا في ساعات الذروة لمشاهدة القنوات الإخبارية في “اسرائيل”.
يفعل رئيس الوزراء هذا منذ سنين، من خلال ألاعيب يعرض فيها بيانات، صورًا وجداول، لكن نتنياهو يعرف أيضًا أنه فضلًا عن الانطباع الأولي، لأقواله تأثيرٌ قليلٌ ، هي لا تحدث أفعالًا مثلما يرغب. فرسائل رئيس الوزراء تكرر المرة تلو الأخرى هوسه: إيران، إيران ومرة أخرى إيران.
كان يمكن لنتنياهو أن يكون سخيًّا وأن يمتدح في خطابه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكنه لم يفعل هذا، وذلك على ما يبدو كي يحظى بمفرده بكامل “الحظوة”.
أثناء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة لحضور الجلسة العامة وقعت ثلاثة أحداث على الأقلّ، واحد مفاجئ، الثاني هزلي والثالث محرج، وهي جديرة بالاشارة على نحو خاصّ. المفاجئ كان اثناء المؤتمر الصحفي المشترك بعد لقاء نتنياهو بترامب. فقد قال الرئيس الأمريكي إنه يؤيد حلّ الدولتين وهكذا أعاد المسألة الفلسطينية الى جدول الأعمال العالمي. نتنياهو فوجئ وأُحرج.
حدث آخر أكثر هزلية، وقع عندما صرّح وزير الاتصالات أيوب قره الذي يصعب عليه التحكّم بلسانه، بأنه شارك في لقاءات سرية عقدها نتنياهو مع زعماء عرب. وكشفت مراسلة “صوت الجيش الاسرائيلي” اليئيل شاحر، النقاب عن أن واحدا من أولئك الزعماء كان نائب رئيس اندونيسيا التي لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع “اسرائيل”. يمكن التقدير بأن رئيس الوزراء التقى بالخفاء مع قادة آخرين من الدول العربية والاسلامية.
الحدث الثالث المُحرج حصل خلال احتفال استقبال السبت الذي أجراه رئيس الوزراء وعقيلته لأعضاء الوفد “الاسرائيلي” والضيوف، حين أطلقت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف والوزير قره تصريحات “تزلّف” لنتنياهو وزوجته.