تشكل الجبهة الجنوبية حالة من الارباك للكيان الصهيوني لما تشكله من خطر لاعتبار ان القوات السورية والايرانية بالاضافة الى حزب الله اصبحت على حدود الجولان السوري المحتل، لكن بحسب ما يعتبره خبراء أمنيون إسرائيليون، فإن التهديد الأكثر واقعية اليوم على الكيان الصهيوني يأتي من الحدود الشمالية.
وفي سياق متصل قال اللواء إحتياط إيتان دنغوت: إن “حزب الله هو التهديد الاكثر واقعية على “إسرائيل” اليوم، معتبراً اياه منظمة متزنة وذكية جداً”.
وأضاف: أن حزب الله بنى لنفسه درعاً مدنياً ودفاعياَ في جنوب لبنان، بهدف ضرب “إسرائيل”، ولديه منظمومة صواريخ متطورة لمديات مختلفة، وهو لديه القوة العسكرية الأقوى الموجودة على حدود فلسطين المحتلة ويرغب في إستهدافها.
وتابع دنغوت: “في السنوات الـ12 الأخيرة تطورت منظومة الصواريخ لدى حزب الله بشكل واضح، حيث أطلق في حرب لبنان الثانية على “إسرائيل” حوالى 4000 صاروخ أدت الى مقتل 44 مواطنا و12 جنديا، اليوم يوجد لديه أكثر من 130 ألف صاروخ. إضافة لذلك المدى الأقصى للصواريخ كان يبلغ حينها 40 كيلومترا، أما اليوم فهو يغطي معظم الأراضي “الإسرائيلية”، وعوضاً عن صواريخ ليست دقيقة، صواريخ حزب الله اليوم لديها قدرة دقة تصل إلى عدة أمتار”.
وقال دنغوت: إن “حزب الله تعلم من أخطائه ويتقدم مرحلة تلو الأخرى. هو يعرف ما هي نقطة ضعفه في مواجهة “إسرائيل”، لقد بدأ بحرب عصابات ضد جنود الجيش “الإسرائيلي” عندما كان في لبنان، وبعد انسحابه تمركز حزب الله في جنوب لبنان. وعمل على تطوير القدرات العسكرية مثل الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة”.
وأشار الى ان حزب الله ينشئ منظومة أنفاق. ويبحث عن وسائل قتالية تخلق صور لنتصار جوهرية، ولا يوجد صورة أقوى من علم حزب الله يرفرف على إحدى مستوطنات السياج، ولو حتى لساعات معدودة فقط. ليس عبثاً طورت حماس منظومة أنفاقها بشكل مكثف في السنوات الأخيرة. “هاتان المنظمتان تعملان معاً بشكل ملاصق في هذه المواضيع”.
وبالخصوص قال اللواء إحتياط عوزي ديان: إن “الجمهور في إسرائيل يصدق كل ما يقوله (السيد) نصر الله. فهو (السيد نصر الله) يفهم نفسية الشعب في إسرائيل، وهو مطّلع على السياسة “الإسرائيلية” ويعرف كيف يميز بطريقة معمقة على وجه خاص تيارات العمق في المجتمع “الإسرائيلي”. اكثر من ذلك، لديه إدراك عميق جداً في وسائل الإعلام الغربية وهو يعرف كيف يشغلها، مثل خطاب بيت العنكبوت،الذي احتل مكانة في النقاش “الإسرائيلي”.
وأضاف ديان: أن “تهديد حزب الله لا يقتصر على الصواريخ التي تغطي كل دولة “إسرائيل”، لافتاً إلى أن حزب الله يملك اليوم صواريخ بر-بحر لا تُعتبر في العالم كسلاح إستراتيجي، لكن في ما يتعلق “بإسرائيل” هي سلاح إستراتيجي جداً. هو سلاح يساعده في مهاجمة حقول الغاز “الإسرائيلية”.
وذكر رئيس معهد السياسات الإستراتيجية، اللواء إحتياط عاموس جلعاد: أن”إسرائيل تقوِّي في الشمال السياج فوق الأرض، لأن من هناك تسلل مقاتلو حزب الله إلى أراضينا في حرب لبنان الثانية. لم نجد حتى الآن أنفاقاً في الشمال، لكن ممنوع علينا أن نفكر للحظة بأنها ليست موجودة، ويجب اخبار الرأي العام بذلك. تقديراتنا يجب أن ترتكز على الواقع الذي نراه في الميدان، إلى جانب تهديدات يمكن الإفتراض أنها تحصل. لذلك وجود علاقة وطيدة بين حزب الله وحماس هو أمر معروف، وجزء بارز من أساليبهما مشخّص، ولذلك يجب الأخذ بالحسبان أن هناك أنفاقاً من لبنان باتجاه “إسرائيل”. أمر آخر يجب علينا أن نخشى منه هو أن يكون لدى حزب الله سلاح كيميائي”.
وختم جلعاد كلامه بالقول: إن “السنوات الست الأخيرة التي قاتل فيها حزب الله في سوريا والتي كان بإمكان “إسرائيل” استغلالها لمهاجمة مخازن الصواريخ في لبنان، تبددت”.