تتعالى الأصوات داخل الاتحاد الأوروبي للمطالبة بتحرك يفضي لاتخاذ موقف موحد في ما يتعلق بتصدير الأسلحة إلى السعودية على خلفية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
وتعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الجمعة مجددًا بوقف كل صادرات السلاح الألمانية للسعودية، لحين تقديم تفسير لمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من الشهر الجاري.
وقالت ميركل في براغ -خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التشيكي أندريس بابيس- إن من الضروري توضيح خلفية الحادثة التي وصفتها بالمروعة، وأضافت أنه إذا لم يحدث هذا فلن تسلم برلين أي أسلحة للرياض، مشيرة إلى أنها عبرت عن هذا الموقف خلال اتصال هاتفي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وأضافت المستشارة الألمانية “سنبحث هذا الموضع داخل الاتحاد الأوروبي لنقرر ما ستكون عليه خطواتنا المقبلة”.
وفي برلين، قالت أورليكا ديمر نائبة الناطق باسم الحكومة الألمانية إن الإجراءات الأوروبية الموحدة ضد السعودية في اتساع.
وأضافت أن الجميع يراقب الوضع، وينتظر مدى استعداد الحكومة السعودية للكشف عن إيضاحات شفافة حول ما جرى لخاشقجي، مشيرة إلى تصريح لوزير الاقتصاد الألماني أكد فيه أنه من الطبيعي أن تكون تلك الإجراءات المحتملة بشأن تصدير الأسلحة للرياض ضمن موقف أوروبي موحد.
وفي النمسا، التي تتولّى حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي وتقود تحركا لوقف كافة صادرات الأسلحة من الاتحاد الأوروبي للسعودية، اعتبرت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايزل أن الحرب في اليمن والأزمة مع قطر يجب أن تؤديا لتحرك مشترك من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أنه إذا أوقف الاتحاد الأوروبي بكامله تسليم الأسلحة للسعودية، فإن هذا سيساعد في إنهاء تلك الصراعات.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أمس عن قلقه البالغ إزاء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكندي جاستن ترودو في أوتاوا إن السلطات السعودية لم تكن شفافة في توضيح مقتل خاشقجي، وبناء على ذلك ألغت هولندا كل أنشطتها الحكومية المشتركة مع السعودية.
في المقابل، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوات عدد من الدول الأوروبية -من بينها ألمانيا- وقف مبيعات السلاح للسعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واصفا هذه الدعوات “بالغوغائية”.
وأضاف ماكرون -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلوفاكي أندري كيسكا في براتيسلافا- أنه لا توجد صلة بين وقف مبيعات السلاح ومقتل جمال خاشقجي، وأن هذه الدعوات لها صلة مع ما يحدث في اليمن، وليس بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكان ماكرون قال في وقت سابق، تعليقا على الدعوات لوقف تصدير الأسلحة للسعودية، إن المملكة ليست زبونا كبيرا لبلاده.
يذكر أن البرلمان الأوروبي أصدر أمس الأول الخميس قرارًا غير ملزمٍ يدعو إلى تحقيق دولي مستقل في ملابسات مقتل جمال خاشقجي على يد فريق أمني سعودي يعتقد أنه نفذ الجريمة بناء على أوامر عليا.