أطلق أربعة أصدقاء الشركة الأولى لـ”الجوابات” في مصر، حيث يقوم الموظفون فيها بتدوين الخطابات نيابة عن أصحابها بعد الحصول على معلومات كافية منهم حول المرسل إليه وطبيعة مشاعرهم نحوه، ويكتبونها على نوع خاص من الورق ويختمونها بالشمع الأحمر، ويربطونها بالحبل لتشبه تلك الخطابات التي كان يتم تبادلها قديماً. وتقوم فكرة الشركة على أساس، أنه “مهما تلقى الشخص من رسائل إلكترونية مفعمة بالمحبة والمشاعر الحقيقية يظل الخطاب الورقي محتفظًا ببهائه ومكانته الخاصة، ورغم حنين الكثير من أبناء جيل الإنترنت والسوشيال ميديا إلى فكرة الخطابات إلا إنهم يتوقفون طويلاً أمام الورقة عاجزين عن كتابة خطاب لشخص يحبونه بسبب رهبة كتابة الخطابات، أو لأنهم يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم بهذا الوضوح أو ربما لأنهم لا يملكون الوقت ليفعلوا هذا”. يقول محمد فوزي، الطالب فى الفرقة الخامسة بكلية طب أسنان المنصورة، وصاحب فكرة الشركة: “فكرنا نعمل الشركة عشان فى ناس مش عارفة تعبر عن مشاعرها فإحنا بنعبر لهم وعشان الجوابات حاجة جميلة مهما مر الزمن ما بتفقدش معناها”. وأضاف “خطرت لي فكرة الشركة منذ سنة و3 شهور تقريباً، واستلهمتها من وحي مسلسل “game of thrones” “صراع العروش”، حيث كانوا يوصلون الخطابات بواسطة الغربان المدربة لتحمل الرسائل، ومن وحي فيلم الخيال العلمى والرومانسية “Her” الذى أنتج عام 2013 ودارت أحداثه فى حقبة زمنية غير محددة ساد فيها التطور التكنولوجي إلى حد وقوع البشر في غرام نظم التشغيل، ومن وحي الرسائل التي كان يكتبها لنا صديقنا الخطاط والتي كانت تسعدنا جداً”. وتعمل الشركة فى 4 مناطق هي المنصورة ودمياط وطنطا والمحلة، وتقوم فكرتها على إعادة إحياء الخطابات العتيقة بالورق البني والختم بالشمع الأحمر، وتمنح العملاء 3 خيارات، الأول بحسب محمد هو “نطلب من العملاء حتى لو كانوا لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم، أن يعبروا قدر الإمكان عما يريدو أن يقولونه، ونسألهم مجموعة أسئلة لنتمكن من خلالها كتابة الرسالة والتعبير عما يريدونه”. أما الخيار الثاني، فهو أن يكتبوا نص الرسالة ويرسلونها لنا كما هى ليكتبها الخطاط ونرسلها دون أي تدخل منا، أما الخيار الثالث هو أن نرسل له الورقة ليكتب بنفسه الرسالة ونأخذها مرة أخرى لنضعها داخل الظرف، ونختمها بالشمع أو نختمها فى حضوره لضمان الخصوصية، وفي كل الأحوال لا يقرأ محتوى الرسائل سوى الخطاط الذي يكتبها، بحسب محمد. وحول أسعار الخدمات التي تقدمها الشركة، فهي توفر ورقة الكتابة والظرف بـ 25 جنيها، وفي حالة الكتابة بالحبر الطبيعي تدفع 10 جنيهات أما الإضافات الأخرى كلف الخطاب بحبل طوله متر فتكلف 5 جنيهات والوردة تكلف 10 جنيهات أما الطابع البريدى فسعره 2.5 جنيه، والتوصيل يكلف 10 جنيهات داخل المنصورة. وتحتاج الشركة 3 أيام عمل لإنجاز الخطاب، ولكن إذا كان الطلب عاجل لمناسبة خاصة كعيد الزواج أو عيد الميلاد “نضغط أنفسنا لتوصيله فى الموعد المناسب”، بحسب محمد، و”حتى الآن وصلنا 4 طلبات من أصل 50 رغم افتتاح الشركة من يومين فقط”. وتنوعت الطلبات التى تلقوها وقاموا بتوصيلها بين من يريد مصالحة خطيبته أو من تريد مفاجأة زوجها في عيد زواجهما ومن تريد الاعتذار لصديقة لأنها ضايقتها، لكن الطلب الأبرز الذي لا ينسونه كان الأول، ويروى “محمد”: “كان طلب أرسله لنا أب أراد توصيل خطاب لابنته وكنا نتمنى لو صورنا هذه اللحظة بكل ما فيها من مشاعر”.
أقرأ التالي
23/09/2024
رسائل تهديد تصل الى هواتف المستوطنين: قولوا وداعًا لأحبّائكم
15/09/2024
العدوّ يُعلّق: صاروخ اليمن بعيد المدى وهو أطول ما عايشناه حتى الآن
12/09/2024
رئيس “الشاباك” السابق: لو كنتُ فلسطينيًا لحاربتُ ضدّ من ينهب أرضي
10/09/2024
سفيرة سعودية تحضر فعالية بواشنطن بمشاركة صهاينة
شاهد أيضاً
إغلاق