كتب بيتر ساليسبوري، وهو مستشار حول اليمن بمنظمة الازمات الدولية مقالة نشرت على موقع “لوبي لوغ” اشار فيها الى رسالة مكتوبة ارسلتها دولة الامارات الى مجلس الامن في الرابع والعشرين من ايلول/ سبتمبر الماضي، اعلنت فيها انها تنوي تجديد الحملة من اجل السيطرة على مدينة الحديدة.
ووصف الكاتب “الانهيار السريع” لمساعي تحقيق السلم بانها “مخيبة للآمال”، معتبراً ان المأساة تبدوا حتمية في حال عدم تدخل الدول الاعضاء في مجلس الامن، “وخاصة الولايات المتحدة”، وفق تعبير الكاتب.
كما قال الكاتب ان دولة الامارات كانت مستعدة لهذا السيناريو، وانه وفي ظل تراجع امكانية اجراء محادثات السلام، قامت القوات المدعومة من الامارات بتحسين موقعها على الارض خلال فترة الهدنة من اجل شن هجوم على الطريق الذي يربط الحديدة بصنعاء ومراكز مدنية اخرى.. واضاف بان استراتيجية السعودية والامارات ترمي على ما يبدو الى محاصرة انصار الله في الحديدة ومن ثم “تشديد الخناق”، غير انه حذر من ان ذلك سيمنع المساعدات عن ملايين اليمنيين، مشيراً بنفس الوقت الى ان العديد منهم على حافة المجاعة والى ان المساعدات الغذائية والسلع الاساسية تأتي عبر ميناء الحديدة.
الكاتب تابع بأن السعوديين والاماراتيين امضوا الاسابيع الاخيرة وهم يحشدون الدعم في واشنطن، وبأن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو قد ابلغ الكونغرس بتاريخ الثاني عشر من ايلول/ سبتمبر الجاري أن دول الخليج التي تشن الحرب على اليمن تحرص على الحد من وقوع ضحايا مدنيين، وكذلك الحد من الاضرار بالبنية التحتية في اليمن.. الا انه نبه من ان ذلك جاء بعد اسبوعين فقط من وقوع حادثين اثنين، حيث أدى القصف السعودي الى مقتل عشرات المدنيين، مشيرا الى ان ذلك يفيد بأن القوات الجوية السعودية لا تحرص على حد من وقوع ضحايا مدنيين.
وحذّر الكاتب من ان معركة الحديدة سيكون لها اثمان بهاظة، ومن ان المدنيين في الحديدة البالغ عددهم 600,000 سيكونوا عالقين في القتال، كما حذر من ان سكان الحديدة سيكونوا معرضين اكثر فاكثر للامراض المنتشرة مثل وباء الكوليرا.. وأردف بان الولايات المتحدة ومن خلال القول ان السعودية والامارات تعملان على الحد من الاضرار البشرية والمادية انما وجهت الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ، والتي مفادها ان السعودية وحلفائها سيستمرون بالتصرف بحصانة بينما “يتقدمون” في الحديدة.
ووصف الكاتب اي معركة قد تحصل في الحديدة بالكارثية، مؤكدا على ان مجموعة الازمات الدولية لا تزال ترى ان الحل الانسب يتمثل بتسوية عبر الوساطة، كما شدد على ضرورة كبح السعودية وحلفائها، وقال ان اميركا هي في الموقع الافضل للعب هذا الدور، غير انه اعتبر ان بومبيو تخلى عن الاوراق التي منحه اياها الكونغرس، وذلك بعد ما بلغ الكونغرس بأن قوى العدوان على اليمن تحرص على الحد من الخسائر البشرية والمادية.
الكاتب أشار الى ان عضو الكونغرس، رو خانا، قد اعرب عن استعداده لقيادة مساع من اجل فرض تصويت على التورط الاميركي في الحرب على اليمن، وقال ان حصول الحزب الديمقراطي على اغلبية مقاعد مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية بشهر تشرين الثاني نوفمبر القادم،قد يعزز امكانية قيام الكونغرس بتبني قوانين صارمة لجهة التورط الاميركي بالحرب على اليمن.
كما حذر من ان السعودية والامارات وفي حال عدم توخي الحذر، قد تجدان ان تحالفهما مع الولايات المتحدة وكذلك حملتهما في اليمن قد يصبحان تحت قيود مشددة مفروضة من قبل الكونغرس (في حال فوز الديمقراطيين بالانتخابات). كذلك اردف بانه و في حال تم الهجوم على الحديدة،فان الولايات المتحدة ستكون احدى الاطراف المسؤولة بسبب فشلها بمنع حدوث كارثة انسانية.