كشفت وسائل إعلام سويسرية تفاصيل “التحالف السريّ بين تل أبيب والرياض”، مشيرة إلى أن السعودية تدرس شراء أسلحةٍ وعتادٍ من كيان العدو، وفي مُقدّمتها منظومة الدفاع “القبّة الحديديّة”، لاستخدامها في عدوانها الوحشي على اليمن.
ولفتت صحيفة “باسلر تسيتونغ” السويسريّة إلى انّ “السعوديّة والكيان الصهيوني يُقيمان تحالفًا سريًا من أجل منع التمدّد الإيرانيّ في الشرق الأوسط”، ونقلت عن مصادر رفيعة في الرياض، أنّ السعودية تدرس بجديّةٍ شراء منظومات أسلحة من “تل أبيب”، مُضيفةً أنّه على الرغم من عدم وجود علاقاتٍ رسميّةٍ بينهما، فإن الجانبين يقيمان تعاونًا مُكثفًا في المجال العسكريّ، بهدف وقف ما اسمته “المخطّط الإيرانيّ”.
وأكدت الصحيفة أنّ “السعوديّة معنيةٌ جدًا في شراء أسلحةٍ صهيونية، خاصة منظومات دفاع عن الدبابات، بالإضافة إلى منظومة “القبّة الحديديّة”.
وكشفت المصادر للصحيفة ان سلسلة من اللقاءات جمعت عسكريين صهاينة وسعوديين لتعزيز التعاون بينهما، مشيرة إلى أنّه في الفترة الأخيرة اجتمع قادة سابقون في المخابرات السعوديّة مع نظرائهم من كيان العدو وناقشوا سويّة السياسة الأمريكيّة في المنطقة”.
وكانت مصادر صهيونية قد كشفت عن مساع أمريكية إلى تشكيل حلفٍ غير رسميٍّ بين عدّة “دول عربيّةٍ مُعتدلةٍ” في المنطقة إضافة لكيان العدو، وذلك بهدف مواجهة ما يسمى بـ”محور الشر الذي يضُم إيران وسوريا وحزب الله.
من جهته، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيوني أليكس فيشمان، إنّه في المرحلة الأولى لا يتحدّث الأمريكيون عن حلفٍ دفاعيٍّ إقليميٍّ في الشرق الأوسط على شاكلة حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، بل إنهم يؤكدون على إنشاء تعاونٍ بين هذه الدول في مجال تبادل المعلومات الأمنية والتقديرات واللقاءات”.
وأكّد فيشمان أن “أمورًا تجري وراء الستار بين الرياض وتل أبيب” مُرجحًا “انتقالها قريبا إلى العلن”، مُوضحًا أنّ التعاون السعوديّ الصهيوني حسّاس للغاية، لكنّ الإدارة الأميركيّة تعرف جيدًا أنّ أيّ تعاونٍ بين تل أبيب ومجموعة من الدول العربيّة يكون مرتكزًا على السعوديّة، يُبهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنّ الأخير يُؤمن بأنّ هذا التعاون يحمل في طيّاته أهميةً أمنيّةً لـ “تل أبيب”، على حد قوله.
ورأى فيشمان أنّ “الإدارة الأمريكيّة لا تُعوّل على مصر التي تصفها بـ”نصف الدولة”، لكنّها بموازاة ذلك تسعى إلى ضم كلٍ من قطر والبحرين إلى الحلف غير الرسمي، الذي قرر الأميركيون تشكيله أولاً وأخيرًا لمواجهة التهديد الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ “الدول التي خطط الأميركيون لإدخالها في هذا الحلف، يجمعها منع تهريب الوسائل القتاليّة من طهران إلى دمشق، ومن دمشق إلى عمان، ومن ليبيا إلى مصر وسيناء، ومن السودان إلى سيناء والقطاع، ومن إيران إلى اليمن، والى سيناء وغزّة”.
وفي سياق متصل، كشف المُستشرِق الصهيوني د. إيدي كوهين، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، النقاب عن أنّ العلاقات بين الرياض وتل أبيب ازدادت زخمًا مع طرح المُبادرة السعوديّة في العام 2002، لافتًا إلى أنّ لقاءات غير رسميّةٍ تتّم بين الطرفين وأنّ العلاقات تحسّنت وتطورّت جدًا في العام 2015، وأنّه تمّ عقد لقاءاتٍ رسميّةٍ بين ممثلين من الرياض وتل أبيب.
وشدّد المُستشرِق في مقالة نشرتها صحيفة “يسرائيل هايوم”، على أنّ المُحرّك الرئيس لتطوّر العلاقات بين الطرفين هو مُعارضتهما التامّة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافتًا إلى أنّه نُشر في الماضي عن زيارةٍ قام بها رئيس الموساد الأسبق مئير داغان إلى السعوديّة.
وختم قائلاً إنّه في “السنتين الأخيرتين وصلت العلاقات بين السعوديّة وكيان العدو إلى الذروة بعد التقرير الذي أكّد عقد اجتماعٍ بين نتنياهو ووليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان”.