في مقابلة خص بها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون العدو الصهيوني بأنها تهدد منطقة الشرق الأوسط وتسعى إلى تفتيتها على أساس طائفي وديني محكوم عليه بالفشل، محذراً في الوقت نفسه من مغبة تداعيات القرار الأمريكي بشأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) على لبنان.
وقال عون، في المقابلة التي نشرتها “لوفيغارو” الاثنين: “في الوقت الراهن، تهددنا إسرائيل وتنتهك سيادتنا وتواصل سلب حقوق الفلسطينيين”.
كما وصف الرئيس اللبناني قرار دونالد ترامب تعليق الدعم الأمريكي لـ(الأونروا) بـ”الهدية المسمومة”، التي من شأنها أن تبقي اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي في البلدان التي يعيشون فيها، ولا سيما في لبنان، حيث يوجد 500 ألف فلسطيني يعتمدون على (الأونروا).
عون: قرار دونالد ترامب تعليق الدعم الأمريكي لـ(الأونروا) “هدية مسمومة” من شأنها أن تبقي اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي في البلدان التي يعيشون فيها
وحذر عون من مغبة أن ذلك سيجعل العبء الديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي والأمني على لبنان لا يطاق، في ظل وجود أيضا أكثر من مليون نازح سوري تدفقوا إلى الأراضي اللبنانية منذ عام 2011، حيث أن واحداً من كل ثلاثة مقيمين في لبنان حالياً، هو إما نازحا أو لاجئا، الأمر الذي ينذر بتحويل ديموغرافية البلد، وفق الرئيس اللبناني.
ولتجنب هذا الوضع، دعا ميشال عون فرنسا والدول الأوروبية إلى دعم لبنان في مسألة العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين إلى المناطق المستقرة في بلدهم. ثم زيادة مساهمتها في ميزانية (الأونروا)، بالإضافة إلى انخراطها في مشاريع الاستثمار التي تم تقديمها في مؤتمر “سيدر” لدعم اقتصاد لبنان.
وحول موضوع حزب الله الذي أخذ حيزاً من المقابلة، اعتبر الرئيس اللبناني أن “حزب الله يمثل أكثر من ثلث الشعب اللبناني، وأن بعض الرأي العام الأجنبي مصمم على جعله عدوًا”.
ميشال عون اعتبر أيضا أن البعض يلوم حاليا على حزب الله تورطه في الحرب ضد تنظيمي (داعش) والنصره في سوريا. لكن الحقائق موجودة: “الإرهابيون الجهاديون هاجموا أرضنا، ودافع عنها حزب الله. فهو لا يلعب أي دور عسكري داخل لبنان ولا يتدخل على الحدود مع فلسطين المحتلة . كما أنه مرتبط الآن بقضية الشرق الأوسط وحل الصراع في سوريا”.