أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الجمعة، عن الاستعداد لبدء مفاوضات، سرية أو علنية، مع إسرائيل، بوساطة دولية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الرئيس الفلسطيني في العاصمة الفرنسية باريس، عقب لقاء جمعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
وقال عباس: «نحن مستعدون لمفاوضات سرية أو علنية مع إسرائيل، بوساطة الرباعية الدولية مع دول أخرى»، في إشارة إلى اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف: «الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات إطلاقا»، مشيرا إلى أن «(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هو من يعطلها».
ومنذ نيسان/ أبريل 2014 والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة، بعد رفض تل أبيب وقف الاستيطان، وتراجعها عن الإفراج عن معتقلين، وتنكرها لحل الدولتين، إحداهما فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وفي خصوص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أفاد عباس بأن هناك اهتماما أوروبيا ونقاشات لدعم الوكالة الأممية، عقب قطع الولايات المتحدة التمويل عنها.
وسبق المؤتمر الصحافي لقاء جمع عباس وماكرون، تناول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير لدى واشنطن، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
ووفق الوكالة، تطرق الاجتماع إلى تصاعد وتيرة الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الخميس، تلبية لدعوة من الرئيس ماكرون.
ومن المرتقب أن يغادر عباس فرنسا، اليوم السبت، متوجها إلى ايرلندا، ثم إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت متأخر من مساء أول من أمس الخميس، إن توقعات الجيش والأجهزة الأمنية تشير الى نسب مرتفعة باتجاه تصعيد ميداني كبير عقب خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في الأمم المتحدة المقرر في 27 أيلول/ سبتمبر الحالي.
وأشار إيزنكوت في جلسة تقييم أمنية التي تم تسريب وقائعها لوسائل الإعلام في إسرائيل، إلى أن فرص المواجهات العنيفة في الضفة الغربية بعد خطاب أبو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، هي فرص مرتفعة، محذرا من أن المواجهات ستكون عنيفة في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وقال ايزكونت إن توقعات اشتعال الأوضاع زادت إلى نسب 60 و80 ٪ في الأسابيع الأخيرة في ظل استمرار التدهور في الواقع السياسي وعدم وجود أي فرصة او آفاق، إلى جانب أن الإجراءات الأمريكية لم تبق للفلسطينيين أي خيارات.
وأضاف أنه من المتوقع أن يعطي خطاب الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل حافزا قويا لتدهور الاوضاع، مشيرا إلى أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون أسوأ بكثير من الأوضاع التي القى فيها الرئيس الفلسطيني خطابه في الأمم المتحدة عام 2015 الذي انطلقت من بعده موجة عمليات الطعن بالسكاكين، فيما الوضع الحالي أخطر حيث يتم دفع أبو مازن إلى الزاوية.
وأشار رئيس أركان الاحتلال الى ان العلاقات المهتزة بين الرئيس الفلسطيني والبيت الأبيض ومحاولات الدول العربية لإنهاء الأزمة في قطاع غزة من خلال تجاوزه وتوقف عملية المصالحة مع حماس واعتلال صحة الرئيس الفلسطيني وشعوره بأنه لم يحصل على أي شيء في مقابل التنسيق الأمني مع إسرائيل، قد يقوده الى تفجير الاوضاع وفق التقديرات الأمنية الإسرائيلية.
وحذر من أنه في حال اندلاع مواجهة قوية فهي ستكون الأعنف، لأن لدى الرئيس الفلسطيني القدرة على تحريك الأمور في الضفة الغربية، هذا إلى جانب أن قطاع غزة فيه مواجهات عنيفة، مما ينذر بتدهور كبير وسريع».
وأخيرا توقع رئيس أركان جيش الاحتلال أن يقوم أبو مازن خلال خطابه بإعطاء مفاتيح ومقاليد الحكم لإسرائيل ودول العالم، ويعلن تفكيك السلطة الفلسطينية.
الى ذلك استشهد أمس فلسطيني وأصيب نحو 150 آخرين، وذلك ضمن فعاليات مسيرة «العودة» المتواصلة منذ نهاية آذار /مارس الماضيعلى حدود غزة التي شهدت تصعيدا كبيرا في الجمعة الـ 26 التي تحمل عنوان «كسر الحصار».
كما وقعت عشرات الإصابات في المواجهات التي عمّت مدن وقرى الضفة الغربية