خطبة جمعة للراحل الشيخ سعيد شعبان بعنوان أمة الشهادة 10-3-1995م.الموافق8/10/1415هـ.

الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد الله الذي جعلنا على يقين من أمرنا وديننا وجعلنا على بصيرة في ما ندعو إليه.

نسأله جل وعلا أن يستعملنا في خدمة دينه وتبليغ دعوة رسوله حتى نكون من العاملين بما أمر والصلاة والسلام على رسول الله الذي ختم الله تعالى به الرسل وختم بالقرآن الرسالات وحفظ بالقرآن جميع الأديان وصدق الله تعالى الرسل حين كذبهم الناس وآمنت هذه الأمة بكل الرسل حين كفر أهل الكتاب بكثير من الرسل والأنبياء

نسألك اللهم أن تجعلنا من الأمناء على هذا الدين وأن تجعلنا حجة على سائر الشعوب والأمم بما نحمل من الحق والإسلام أما بعد يا عباد الله

إن العداء الذي يكنه الكثير من اليهود والنصارى للمسلمين سببه الحسد لا لأنهم لا يعرفون الحق ولكنهم قوم كرهوا الحق الذي عرفوه أخبرهم الله تعالى بالتوراة والانجيل عن هذه الرسالة الإسلامية وعن الرسول الأُمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم وعلى الرغم من ذلك فقد كان اليهود أول كافر برسالة الإسلام كما كانوا أول كافر برسالة عيسى عليه السلام مع أن الله تعالى بعثه رحمة لهم ورحمة بهم :” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ” فكما بشرهم موسى برسول الله بشرهم عيسى وكلاهما رسولان أرسلهما الله لبني إسرائيل فموسى بعث ليخلص بني إسرائيل من فرعون فلما قست قلوبهم وأحبوا الدينا وآثاروها على الآخرة بعث الله تعالى كلمته عيسى عليه السلام من أجل أن يعلمه التوراة والانجيل ومن أجل أن يعلمهم حسن الخلق ومن أجل أن يعلمهم كيف يأخذون الحياة على أنها شطران شطر للإيمان لا بد وأن يعملوا بموجبه وشطر لكسب الدنيا في حدود ما شرع الله تعالى الذي أحل الطيبات وحرم الخبائث وجاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لتعترف بعيسى عليه السلام وتقر برسالته وتؤكد على طهر أمه وأنها كانت البتول الطاهرة وكانت المصطفاة من بين نساء العالمين ولو لم يعترف القرآن بالمسيح عليه السلام رسولاً يؤكد صدق رسالته وطهر أمه وعفافها لبقيت الدعاية اليهودية ضد المسيح حتى طمست معالم الحق في شخصية هذا النبي وهو من أولي العزم من الرسل.

لولا أن الإسلام طهر البتول مريم وطهر ابنها عيسى عما يقوله اليهود الذي يعتبرون المسيح دجالا وثمرة من ثمارات الزنى، لولا القرآن ورحمة الله العظيمة لضاع المسيح وضاعت رسالته ولو تُرك الأمر للنصارى يؤلهون المسيح عليه السلام لضاع الحق ايضاً وضلّ الناس سواء السبيل جاء القرآن الكريم ليضع الحق في نصابه ليقول بأن المسيح هو رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وجاء ليؤكد صدقه وتكذيب اليهود ولكن يعجب الإنسان كيف يتفق اليهود والنصارى ويشكلون معسكراً واحداً ضد المسلمين مع أن اليهود يكرهون المسيح يكرهون النصارى والمسلمون يحبون المسيح وأمه ويجدون في بعض القسيسين والرهبان أناسا عرفوا الحق فاتبعوه كيف يمكن أن تفسر حب اليهود للنصارى أو حب النصارى لليهود وكان الحق أن يحب النصارى المسلمين لأنهم انصفوا المسيح عليه السلام ووضعوه حيث وضعه الله تعالى في المكان اللائق فكيف تحب أمريكا إسرائيل ولماذا يحب نصارى الشرق ونصارى أوروبا اليهود شيء عجيب ولكن القرآن الكريم أكد هذه الولاية في ما بينهم لأن الله تعالى قال في حق اليهود والنصارى :” وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ “

إنه الحسد كما يفسره القرآن إنه الحسد أن تلقى أمة بالحق وهم يريدون أن يبقوا على الضلال تمسك اليهود بضلالهم وكفرهم وتمسك النصارى بضلالهم وكفرهم، كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرسالة الخاتمة وكفرهم بالوحدانية التي جعلوها ثالوثاً مركباً من الأب والابن والروح القدس فالابن مخلوق وهو عيسى بن مريم عليه السلام وروح القدس وهو جبريل أمين وحي الله لأنبياء الله فجعله الله رسوله إلى أنبيائه الله وجبريل والمسيح ثلاثة في واحد والله تعالى يقول لهم :” وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ ” يعجب الإنسان كيف تتبنى أمريكا إسرائيل وتكون أمان إسرائيل وضمان إسرائيل وضمان تفوق إسرائيل على العرب وعلى المسلمين وأن ذلك من الواجبات الأمريكية والاستراتيجية السياسية والعسكرية الأمريكية ، بهذه الصراحة يتحدث الأمريكان والأوربيون والروس ويعتبرون أن هذه الاستراتيجية في مواجهة الاستراتيجية الإسلامية التي تحاول أن تعيد أو أن تستعيد مكانتها في حياة الأمم فنحن الأمة الشاهدة على الأمم نشهد بكفر اليهود وبصدق موسى ونشهد بضلال النصارى وصدق المسيح ونشهد على من بدلوا دينهم من المسلمين عندما نشهد بصدق محمد صلى الله عليه وسلم نحن نعرف أن كثيرين من المسلمين تحولوا إلى الصف الصهيوني فسالموا اليهود حينما حاربوا الإسلام هؤلاء الذين وحدوا كلمتهم مع اليهود والأمريكان ضد الإسلام هم فريق من المسلمين غضب الله عليهم وأخرجهم من رحمته حينما تولوا من غضب الله تعالى عليهم وعندما لم يستجيبوا لدعوة الحق قال فيهم :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” كلف الله من يتولاهم ومن يناصرهم ويسالمهم ويؤاخيهم ويتعاون معهم على أنه يهودي ونصراني :” وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فترى الذين في قلوبهم مرض” أصحاب النفاق أصحاب القلوب المريضة الشاكة بالحق التي لا تعرفه والتي ضلت عنه: ” فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ “

يأتي كرستوفر إلى المنطقة من أجل أن يطبق بقية حكام العرب للدخول في الصلح مع اليهود وكرستوفر مظهره امريكي وحقيقته يهودية ومن فاوض كريستوفر كانه يفاوض رابين رابين وكرستوفر بعضهم أولياء بعض بنص كتاب الله تعالى فلا فرق بينهم لأن ضمان أمن إسرائيل من واجبات السياسية الأمريكية والاستراتيجية العسكرية الأمريكية.

ومن هنا نقول يجب أن نتعامل مع كريستوفر على أنه يهودي وأن نتحاشى أن نعطيه شيئاً مما حرم الله إعطاءه لا شك في أن كرستوفر يلقى في مصر ترحاباً وإن كان هذه المرة ترحاباً مشكوكاً فيه بعض الشك بعد أن ضمنت أمريكا معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إلا عن إسرائيل، فإسرائيل مباح لها أن تتزود بالأسلحة النووية والتقليدية وغير التقليدية، وفي المقابل على كل مسلمين على إيران على سوريا على مصر على باكستان على كل بلد عربي أن يتجرد من السلاح بحجة أن إسرائيل تخاف من جيرانها تخاف في يوم من الأيام ان تطلق سوريا أو إيران أو مصر صاروخاً على تل أبيب يدمر عاصمة الكفر الصهيوني لذلك يجب أن يتجرد العراق من الأسلحة النووية والجرثومية لا خوفاً على سوريا من العراق أو خوفاً على مصر من العراق بل خوفاً على إسرائيل من السلاح العربي والمسلم.

والحمد الله الذي بين لنا من هم اعداؤنا حتى تقوم الحجة على كل من يعاونهم ويفاوضهم يبقى الإسلام هو القوة التي يمكن أن تعدل كل المواقف فيما لو توحد المسلمون على الله

لقد رأينا ثبات بعض الدول ضد السلام مع إسرائيل بدل كثير من المعادلات يتحدث رئيس دولة عربية في حفلة الافطار التي اقيمت للعلماء في بلده فيقول كلاماً نطالبه بالثبات عليه وبالاستمرار فيه يقول : بــأننا امة التوحيد لا تعبد إلا الله ولا نؤمن إلا بالقرآن جامع للكلمة فهو حبل الله الذي يجب أن نعتصم به وأن قدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الإسلام حضنا على الجهاد والتوحد لاعلاء كلمة الله يقول هذا الكلام ثم يقوله مردفاً نحن يمكن أن نكون أقوى أمة في العالم إذا ما توحدنا على الله وأقمنا كتاب الله حكما بيننا نحن نعتبر كل فرقة طائفية أو حزبية أو مذهبية أو قومية نعتبر أي تفرق أو عصبية هي مقتل المسلمين وهي القاضية على وجودهم لذلك يجب أن نعود لأصالتنا التي صاغنا الله عليها صياغة واحدة

هذا الكلام لا شك أنه الكلام الذي يقوله كل مسلم يؤمن بصحة هذا الكلام وعلى كل مسلم يؤمن بهذا الكلام أن يسعى لتحقيق الوحدة على الله بين جميع العرب وجميع المسلمين ومقتل إسرائيل هي وحدة المسلمين وثبات بعض دولنا حتى الآن في مواجهة الاستسلام للإرادة الأمريكية والصهيونية فإن ذلك مؤشر على أن الخير سيبقى في هذه الأمة ولو في مكان من أرض هذه الأمة وفي قلوب بعض الناس لذلك نحن نعلن أن مثل هذا الموقف هو موقفنا ونحن في لبنان هذا البلد الذي ما زالت فيه المقاومة مستمرة ضد اليهود ورغم حصار إسرائيل البري والجوي للبنان فإن هذا البلد بوجود المقاومة الإسلامية ووجود المقاومة الفلسطينية ووجود الله قبل كل شيء ووجود المقاومة الرافضة للصلح مع اليهود نقول هذا البلد استطاع أن يثبت أن اليهود ليسوا بقوة قاهرة كما يظن البعض لبنان أصغر بلد عربي ما أن ظهرت فيه المقاومة حتى أبدت الأمة استبسالا وفي لبنان كثير من المتآمرين على المقاومة ولكن الله سبحانه وتعال حمى هذه المقاومة بما ألهم بعض المسؤولين أن الدفاع عن الأوطان حق سواء كانت أوطان مؤمنين أو وطن كافرين فالكافر من حقه أن يحافظ على بلده والمؤمن من واجبه أن يحافظ على أمن بلده وأولاده ومستقبل أجياله من حق كل إنسان أن يدافع عن وجوده ولكن على أن يكون وجوده أصيلاً لا كوجود إسرائيل التي أوجدت لها دولة على أرض غير أرضها فليس من حق المحتل أن يحافظ على الأرض التي احتلها بالقهر والجبر والقوة بل إن من واجب الأمة التي احتلت أرضها أن تخرج اليهود من أرضها وهذا ما يردده الكثيرون من المسؤولين في هذا البلد وهذا يحمي استمرار المقاومة التي يجب أن تستمر

كما على الرئيس عرفات أن يعترف بالمقاومة الإسلامية حماس وبالجهاد الإسلامي وأن يعترف بكل المعارضين للوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين حتى يعترف الآخرون بوجوده على رأس هذه الدويلة التي اخترعتها ….. إسرائيل، وعلى نصارى لبنان أن لا يخافوا على أنفسهم ما داموا جزءً من هذه الأمة ونقول للبطريرك صفير بأن دعوتك النصارى إلى أن لا يبيعوا ممتلكاتهم وأراضيهم لغير النصارى دعوة طائفية بغيضة مقيتة فبإمكان المسيحي أن يشتري في أي مكان في لبنان وعلى المسلم أن يكون باستطاعته أن يشتري في أي مكان في لبنان فلبنان بلد كل اللبنانيين مسلمين ونصارى ولا يجوز أن يفعل كما فعل أحد رؤساء الجمهورية الشمالين السابق الذي كان يحرم على المسلمين أن يشتروا أراضي في مناطق قد حددها ، ذلك تعصب طائفي ممقوت فالنصارى يعيشون بين المسلمون في كل البلاد في كل المدن اللبنانية دون أن يستشعر المسلم حساسية بوجودهم ما داموا يعيشون كمواطنين فتخويف النصارى من المسلمين عملية صهيونية ولا يليق بالكاردينال أن يتبنّى مثل هذه الأفكار بل عليه أن يقول للنصارى عشتم مع المسلمين دهوراً فلا تخافوا من عدلهم لأن العدل أساس الملك ولا تخشوا ظلمهم فالمسلم لا يظلم أحدا علينا أن نتذكر دائماً أننا إن أردنا أن نكون سادة في الأرض علينا أن نكون مسلمين أولاً فالعرب لم يعزوا في التاريخ إلا بالإسلام فإن أردتم أن تكونوا سادة العالم فكونوا مسلمين فقد كان آباؤكم أميين فسادوا العالم بالعدل كانوا أميين لا يعرف أحدهم كيف يكتب اسمه أو اسم أبيه ولكن بالإسلام خرجوا من الأمية إلى المعرفة والحكمة وأصبحت الدنيا كلها ترحب بهم وتستقبلهم على أنهم الأمة المخلصة لهم من الأكاسرة والفراعنة والجبابرة من أجل هذا كنتم العدول الذين رضيكم أن تحكموا العالم وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً الأمة الوسط الأمة العادلة لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً يجب أن تكونوا أمة العدالة حتى تكونوا شهداء على الناس تشهدون عليهم تشهدون على فاجرهم وكافرهم بالفجور والكفر وتشهدون على المؤمنين بالإيمان والتقوى والاستقامة والعمل الصالح والأمة العادلة هي الأمة السيدة في الأرض فاسألوا الله تعالى أن يجعلكم حيث وضعكم خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله واطمئنوا إلى ان مستقبلكم بيد الله تعالى ومن كان الله وليه فلا خوف عليه فتولوا الله تعالى وأطيعوا أمره والتزموا شريعته وتآخوا في الله وتحابوا فيه وانبذوا الفرقة سواءً كانت فرقة حزبية مقيتة أو طائفية مفرقة أو دنيوية ممزقة ، أتركوا كل هذه العصبيات التي أضعفت العلاقة في ما بينكم اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واسألوا الله أن يجمعنا على حبه وحب عمل صالح يقربنا إليه.

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه باحسان إلى يوم الدين أما بعد” أيها المسلمون يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبشر به سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل والامام العادل هو الحاكم العادل الذي يحكم الرعية بالعدل الذي علمه الله تعالى والامام العادل مفقود من بيننا حتى الآن فاسألوا الله تعالى أن يبعث فينا إماما عادلاً ينصف في العلاقة في ما بيننا وبينكم وشاب نشأ في طاعة الله فهنيئاً لهذا الجيل فكل شبابه قد نشأوا في طاعة الله ومساجد الله مليئة بالشباب الناشئ في طاعة الله وهذه من المبشرات فاستزيدوا من طاعة الله تعالى ونشئوا أولادكم على طاعة الله ورجل معلق قلبه بالمساجد فهنيئاً لمن يؤدي صلواته في المساجد فهنيئاً لكم فقد لبيتم نداء المؤذن وقد تعلقت قلبكم بالمساجد رجل قلبه معلق بالمساجد لا يخرج حتى يعود إذا سمع النداء ورجلان تحابا في الله فإن أردتم أن يظلكم الله بظل العرش فتحابوا في الله لا تتحابوا في القرابة ولا في الصادقة ولا في الزمالة ولا في العروبة لا تتحابوا إلا في الله ثم بعد ذلك أحبوا مواطنيكم بعد أن تتحابوا في الله أحبوا أقاربكم فإن الله يحب من أحب أقاربه ولكن حب في الله لا حب في العصبية ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال أو ذات حسن فقال إني أخاف الله كان كيوسف عليه السلام رجل يبتعد عن الفاحشة ولو أغرته امرأة جميلة إن بعض النساء تغري الرجال وبعض البنات قد هتكن أستارهن وخرجن في الشوارع يغوين الفتيان، الفتى الذي يقول للفتاة إني أخاف الله هذا الذي يظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.

إسألوا الله تعالى أن يجعلكم من هؤلاء الذين ختم الحديث عنهم فقال ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه يعني يعطي لله لا يعطي رياء الناس فهذا الحديث يعلمنا الاخلاص في العمل والاخلاص في العلاقة والاخلاص بيننا وبين الله تعالى حتى تكون كل أعمالنا خالصة لوجهة الكريم

اللهم اجعلنا من السبعة الذين تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك

اللهم اغسل قلوبنا من العصبية واملأ قلوبنا إيماناً بك وحباً لك ولأوليائك

اللهم وحد كلمتنا على التقوى ولا تفرقها على المعصية

اللهم اجعلنا من المستعدين لأداء فرائضك كلها

اللهم وفق من كتبت عليه الحج لأداء فريضته واجعله جامعاً للمال من الحلال ينفقه في سبيلك

اللهم وفقك المجاهدين لما يرضيك عنهم قوّ إيمانهم وثبت اقدامهم واجعلهم يخوضون معارك العز والبطولة التي في فلسطين وفي لبنان وفي الشيشان وفي كل مكان اجعلهم ثابتين على الحق يا رب العالمين حتى تستيقظ كل الأمة فتعود أمة مجاهدة ترفع لواء الحق من أجل إقامة العدل بين الناس

اللهم لا تعلق قلوبنا بالدنيا حتى لا ننساك واجعل الدنيا مطيتنا إلى الآخرة واجعل الدنيا مزرعتنا التي نحفظ فيها الأجر والثواب عندك .

صل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فبه قد خرجنا من الظلمات إلى النور وبه عرفناك ولولا فضلك عليه وعلينا ما آمنا وصدقنا

اللهم اقبل منا كل طاعة وتجاوز عن كل معصية واجعلنا من المنيبين إليك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *