أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى انه في السياسة هناك “فن المعقول”، لذلك نضطر احيانا للذهاب الى مبدأ التسوية، وكلمتي حول “التحجيم الذاتي” اثارت سخط المناصرين، إلا أنه حتى الساعة لم يقدم لنا اي عرض حكومي جدّي، ونحن نطالب بـ3 وزراء دروز وعند بدء الحديث الجدّي نناقش التفاصيل، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية، ونحن نريد وزارة وازنة. وأردف، “نحن نتكلم مع أنفسنا في الملفّ الحكومي، وهناك النائب وائل ابو فاعور على تواصل دائم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”. وكشف أنه طالب ايضا بتمثيل القوات واعطى بعض الملاحظات على المطالب، واذا قبلوا بمنصب نائب رئيس الحكومة “الوهمي” بلا صلاحيات فمبروك عليهم.
“ازمة مالية عالمية”
وطرح النائب السابق جنبلاط في حديث الى “النشرة”، سؤاله المعهود اليوم “الى أين”؟ معتبرا ان الاطالة في تشكيل الحكومة يكلّف الخزينة مبالغ طائلة، والاقتصاد العالمي متجّه الى ازمة ماليّة تشبه الى حدّ ما أزمة عام 2008. وعلق على مؤتمر “سيدر” قائلا “انه مؤتمر كناية عن قروض، وقد نفخ الى 19 مليار دولار، ولكن الان ان كان 9 او 19 مليار دولار شرط الاصلاح فهذا هو الاهم، مع التذكير انه بعد مؤتمر “باريس 3” لم يجرِ اي اصلاح بإستثناء واحد في مؤسسات الدولة ايام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وزارة الاعلام في عهد غازي العريضي واخر في مؤسسة الميدل ايست. مشددا على ان “اقرار قانون الفساد في الجلسة التشريعيّة لوحده لا ينفع”. وأبدى رأيًا مغايرًا لرأي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري حول استقرار الليرة والاقتصاد، معتبرا انه قد يكون مخطئًا في هذا الموضوع، طارحا مثالا على ذلك تركيا والارجنتين والازمات الماليّة التي تعرّضا لها.
“جنبلاط والعهد”
رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي أكّد ان لا مشكلة في السياسة مع احد، وحين وصف العهد بـ”الفاشل” لم يقصد فقط عون بل الفريق المحيط به، مشيرا الى ان الاشتراكي مشارك في الوزارة ايضا. واعتبر ان البلد وصل الى أفق مسدود بسبب الاستهتار بالمؤسسات، ونحن اليوم نعيش على فتات المؤسسات التي اسسها الرئيس الراحل فؤاد شهاب الى جانب انهيار مؤسسات أخرى. وجدّد التأكيد على انه “ليس ضد عون”، موضحا ان رئيس الجمهوريّة اول من نادى بالاصلاح، الّذي يجب ان يبدأ بملف الكهرباء، كما اننا لا نستطيع قطع الامل بالعهد.
وردًّا على سؤال عن الجلسة التشريعية أجاب جنبلاط “منيح بعد في المجلس النيابي”، آملا ان يكون التشريع على قدر التطلعات، لافتا الى ان الامل الوحيد اليوم هو بالاحتكام الى المؤسسات ومحاربة الفساد بعد تشكيل الحكومة، مؤكدا ان الخلافات تاريخية وليست جديدة في لبنان الا انها لم تعرقل تشكيل الحكومة.
استشارة السعوديّة
رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي نفى التدخّل السعودي في الشؤون اللبنانية، وقال، “نحن نستشيرها ضمن الممكن لتشكيل حكومة متوازنة”. واعتبر ان “نظام سياسة النأي بالنفس الذي اعتمدته حكومة نجيب ميقاتي لم يكن سيّئا الا انه لم يطبق من قبل العديد من الافرقاء وليس فريقا واحدا، ولفت الى انه عند “اختلاف الامم يجب ان نحفظ رأسنا”.
وعن ملف اقالة رئيسة دائرة الإمتحانات في وزارة التربية هيلدا خوري من موقعها من قبل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة، اوضح ممازحا ان “مروان رفيق عمره والحريري صديقه الا انهما ادخلانا في عنق الزجاجة”. وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر لفت الى اللجنة المشكلة برئاسة اللواء عباس ابراهيم التي تناقش الامور السطحيّة وستبقى كذلك، ومهمته تقتضي فقط تثبيت المصالحة.
“لا حل قريب للاسكان”
جنبلاط الّذي عبّر عن ارتياحه بعض الشيء بعد ترشح نجله تيمور مكانه في المجلس النيابي، أكّد ان ما يزعجه ويرهقه حتى الساعة هو الامن الاجتماعي والوظيفي ونظام المجتمع الريعي في لبنان. لافتا الى ان تيمور سلك في المجال السياسي “وماشي حالو”.
من ناحية ثانية اوضح ان ملف قروض الاسكان هي لذوي الدخل المحدود وليس للرأسماليين، مشيدا بمناقبية المدير العام لمؤسسة الاسكان روني لحود، مشكّكًا بنفس الوقت بايجاد حل قريب لازمة الاسكان. ودعا الى عدم المراهنة على موضوع تنقيب الغاز وترك الامور الى حين استخراجه، لاننا بذلك نرتكب جريمة بحق الاجيال المقبلة، وطالب بتشكيل صندوق سيادي للاجيال مستقبلا لانهاء الدين العام.
ولدى سؤاله عن احتمال توجهه الى صفوف المعارضة، اجاب “يا ريت نستطيع الانضمام الى معارضة كما معارضة كمال جنبلاط، راحت تلك الايام”.
وكشف عن دراسة اعدّها الحزب الاشتراكي حول الكهرباء والجامعة اللبنانية، ولكن لا يوجد هناك من يسمع. ويستخف جنبلاط بطرح “المؤتمر التأسيسي” لان اتفاق الطائف احتاج الى توافق دولي. ونحن اليوم همّنا الماء والكهرباء التي لا يمكن حلّها بالسفن، وهناك عرض كهرباء جدّي من “سيمنز” اضافة الى عرض فرنسي آخر من “جنرال الكتريك”، ونحن نضيع الوقت اذا هربنا من محاربة الفساد واصلاح الادارة العامة.
وعن العلاقة مع حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه برّ قال انها جيدة مع الأوّل، وهناك اتفاق بتنظيم الخلاف بينهما، وعن الثاني أجاب “يا ريت في منو 2 في هذا البلد”.
“العلاقة مع سوريا”
جنبلاط وفي معرض حديثه رأى ان من حق الحريري اتخاذ الموقف المناسب من العلاقات مع سوريا وله الحريةفي ذلك، متحفظا على كلمة “التطبيع” معها لان العلاقة بين البلدين هي علاقة تنسيق، مشيرا الى أن التنسيق الامني بين البلدين جارٍ منذ احداث طرابلس وبعدها احداث صيدا، مؤكدا ان لا مفر منه لانه حين يكون هناك مصلحة للبلد نفكر بموضوعية. وتابع قائلا “اذا كنا مع الحريري في الحكومة ننسّق مع سوريا وقت الحاجة”. وشدد على ان علاقته مع سوريا محسومة طالما هناك نبض فيه.
واعتبر ان النظام السوري موجود الان، وقد نعود الى أيام اصعب من ايام الوصاية السورية، والنظام قائم نتيجة التدخل الروسي-الايراني.
وفي سياق الحديث عن سوريا رأى جنبلاط أن ليس هناك من أمل “لحياة التسوية في إدلب مع الاتراك”. ولفت الى أنّ المعارضة السورية لا سيما العلمانية منها قد خُذلت بالمساعدات، وغيرها، وتحدّث كيف سلّحت الولايات المتّحدة الأميركية قسما من هذه المعارضة التي لم يكن من الواجب تسليحها، طارحًا تساؤلا حول معرفة كيفية انتشار “داعش” بهذه السرعة في سوريا والعراق الأمر الّذي أدّى الى نسيان او تناسي مطالب الشعب السوري وتحوّل المعركة ضد “داعش”.