رأى الكاتب تريتا بارسي في مقالة نشرها موقع “مديل إيست آي” ان الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة الاهواز الايرانية يختلف عن اي هجوما سابق وقع في ايران، معتبرا ان “الهجوم قد يشعل مواجهة إقليمية واسعة مع السعودية والولايات المتحدة، مشيراً إلى ان الهدف الأساسي لهذا الهجوم هو إشعال مثل هذا مواجهة.
وأضاف الكاتب ان الهجوم الإرهابي جاء وسط تهديدات اطلقتها السعودية والإمارات ضد ايران، لافتاً إلى ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية قبل عام عندما هدد بنقل معركته إلى الداخل الإيراني”.
كما اشار إلى ما قاله مستشار حكومة ابو ظبي عبدالخالق عبدالله في تغريدة على صفحته على “تويتر” إن “الهجوم لم يكن ارهابياً وان نقل المعركة الى داخل ايران هو خيار معلن”، مضيفا ان التغريدة هذه تضمت كلاماً حول مزيد من الهجمات الإرهابية في المستقبل.
وقال الكاتب : “إذا كان الهجوم الارهابي في الاهواز بعد جزءا من التصعيد السعودي والاماراتي ضد ايران، فان الهدف هو جر إيران إلى الرد واستخدام هذا الرد لإشعال حرب أكبر وأجبار الولايات المتحدة على التدخل، نظرا لعدم قدرة الرياض وأبو ظبي على خوض مواجهة عسكرية مع ايران وحدهما”.
واضاف ان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تلعب دور المتفرج في هذا المخطط مشروع، مشيرا إلى ان “الولايات المتحدة تدفع بحلفائها (السعودية والإمارات وكيان العدو الصهيوني) باتجاه حرب مع ايران”.
وأشار الكاتب إلى ان العمل الإرهابي في الاهواز جاء بعد يوم واحد فقط من قيام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بتوجيه تهديدات الى ايران”، مضيفا ان هذا النمط من التصريحات والاجراءات تنسجم مع مذكرة كتبها مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون خلال آب/اغسطس عام 2017، قبل ان ينضم الى ادارة ترامب”.
الكاتب لفت إلى ان المذكرة تتحدث بالتفاصيل حول تنسيق بين واشنطن وكيان العدو والرياض، تمهيدا للإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي مع ايران وتبني سياسة اكثر عدائية تجاه طهران.
واوضح الكاتب ان المذكرة تشير بالتفصيل إلى تقديم “الدعم لعرب خوزستان” القاطنين في مدينة الأهواز الإيرانية، وتابع ان إدارة ترامب تتبع ما جاء في مذكرة بولتون في سياستها تجاه ايرانن ما يطرح شبهات مشروعة حول إدراة ترمب للمشروع.
تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية عبر دعم المجموعات المنشقة هو من الوهم
بدورها، أشارت مجلة “بوليتيكو” في تقرير لها إلى ان مسؤولون أميركيون سابقون وجهوا رسالة حذروا فيها من ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يخاطر في الدخول في حرب محتملة مع إيران.
وأوضح التقرير ان الرسالة صدرت عن مجموعة تسمي نفسها “الائتلاف الوطني لمنع السلاح النووي الايراني”، مشيراً إلى انها صدرت في وقت يستعد ترامب لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، متوقعا ان الموضوع الايراني سيكون من المواضيع الساخنة خلال الجلسات.
وقال التقرير ان “ممارسة الضغوط وفرض عقوبات أحادية الجانب من دون خيارات دبلوماسية قابلة للتطبيق قد تؤدي إلى نزاع إقليمي أكثر خطورة و دماراً مع ايران”، وتابع ان الرسالة تضمنت توقيع أكثر من 50 شخصية، من بينهم المدير السابق لاجهزة الاستخبارات القومية الاميركية جايمس كلابر و وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايتو وزير الخزان الأميركي الاسبق بول اونيل.
واضاف التقرير ان الموقعين شددوا على ضرورة التعاون مع الحلفاء وقوى اخرى في السياسة المتبعة حيال ايران، مؤكدين ضرورة ان تشمل هذه السياسة الضغوط والدبلوماسية. واردف ان الموقعين اكدوا إمكانية “الإطاحة بالنظام في الجمهورية الاسلامية عبر دعم المجموعات المنشقة وتدابير اخرى، ما يعكس تمنيات غير واقعية وتفسير خاطىء للمعلومات الاستخبارتية حول ايران”.
وتابع التقرير ان الموقعين على الرسالة شددوا على ان النظام في ايران سيبقى قوياً ومسلحا بشكل جيد، كما سيبقى موحدا ضد التهديدات الخارجية، مضيفا ان الموقعين حذروا من ان “الغزو الاميركي للعراق يؤكد على عدم قدرة أميركا على التقدير الدقيق تجاه تأثير تدابير الولايات المتحدة على الأمد البعيد”.
استقرار السعودية يزداد هشاشة
من جهة اخرى، كتب “Bruce Riedel” مقالة نشرها موقع “Al-Monitor”، حذر فيها من ان “استقرار الأوضاع في السعودية يزداد هشاشة، في وقت تصبح ما ساماها “كفاءة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان” موضع “شك أكثر فاكثر”.
وقال الكاتب ان “ابن سلمان يملك سجلا حافلا باتخاذ قرارات داخلية متهورة”، ما “سيضع مستقبل السعودية موضع تساؤل”، مشيرا إلى “إزاحة كل من الامير مقرن والامير محمد بن نايف، اغضبت الكثيرين من العائلة الحاكمة.
وذكّر الكاتب ان “احمد بن عبد العزيز الأخ غير الشقيق للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، حمل ولي العهد مسؤولية الحرب في اليمن، حين تكلم مع عدد من المحتجين في لندن قبل اسابيع”، و تابع ان الأمير احمد قال في العلن ما قاله العديد خلف الابوب المغلقة حول الحرب على اليمن.
الكاتب اضاف ان “الحصار على اليمن هو استراتيجية ابن سلمان المتبعة”، مشيرا إلى ان ولي العهد السعودي يستحق ان يحاسب على ما تسبب به هذا الحصار من معاناة إنسانية للمدنيين في اليمن، كما يتحمل مسؤولية “الهجوم العالمي معادي للسعودية”.
وتابع الكاتب ان الحصار المفروض على قطر يعد خطوة فاشلة لابن سلمان، مضيفا ان “مجلس التعاون الخليجي قد وصل إلى حافة الإنهيار”، وقال ان اعتقال عدد من الشخصيات السعودية المعروفة واحتجازهم بفندق “Ritz-Carlton” أدى الى نقل رؤوس الأموال إلى خارج البلاد وخفض الاستثمار الاجنبي”.، مشيرا إلى تراجع الثقة بكيفية إدارة ابن سلمان للامور الاقتصادية.
الكاتب قال ان “ابن سلمان يخشى على امنه الشخصي ويمضي الكثير من الليالي على متن يخته في جدة”، وتابع “في حال وفاة الملك سلمان بشكل مفاجىء، فان عملية نقل الحكم قد لا تكون سلسة وقد تشهد البلاد احداث عنف”.
وشدد الكاتب على ضرورة ان تتخوف القيادة الاميركية على استقرار في السعودية، ووصف دعم إدارة ترامب لمحمد بن سلمان بـ”النهج الخطير و الاحمق”.