///////////////////////
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مسألة الحكومة اليوم هي الشغل الشاغل للبنانيين، ودعا إلى إنجاز تشكيل الحكومة في أسرع وقت، لأن في ذلك حاجة حقيقية للبلد، موضحاً ان لدينا نعمة كبرى هي الاستقرار الأمني الذي لا تنعم بها الكثير من الدول في المحيط وفي العالم، مؤكداً بأن لبنان لم يتأثر بآتون نيران الأزمات في المنطقة وهذا جو نموذجي لننطلق في معالجة شؤوننا وتشكيل حكومتنا.
وخلال كلمة له في حفل تخريج الطلاب الثانوي في مدارس المصطفى (ص)، دعا الشيخ قاسم إلى أن تشكل الحكومة التي تستوعب الجميع بالطريقة المناسبة، قائلاً إنه “حتى ولو كان هناك خلافات سياسية فلا مشكلة في ذلك، تستطيع الحكومة أن تجمع، والخلافات يمكن أن تناقش وفي النهاية أصل تشكيل الحكومة مطلوب”.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله على أن الحكومة هي التي تنقذ البلد من المزيد من التدهور وهي التي تعالج الأزمات الخطرة اجتماعياً وإقتصادياً.
ورأى الشيخ قاسم أنه “من الصعب أن يؤدي الاستنساب إلى تشكيل الحكومة، وقد أثبتت الأشهر الثلاثة الماضية بأن اختلاف المعايير لا ينتج حكومة”، واعتبر أن الحل الأفضل لكسب الوقت يكون باعتماد معيار واحد هو نتائج الانتخابات النيابية، موضحاً أنه كما كان التمثيل النسبي معبّراً في الانتخابات النيابية عن القرار الشعبي، فكذلك الاختيار النسبي في الحكومة لممثلي الشعب بحسب نسبتهم في المجلس النيابي سيؤدي أيضًا إلى حكومة متوازنة تمثل الحالة الشعبية بشكل دقيق، مؤكداً على أن زمن تشكيل الحكومة قد يطول لأسابيع وأشهر بغير هذا المسار النسبي، وفي نهاية المطاف سيكون الحل هو باعتماد نسبية التمثيل، داعياً المعنيين “ليحسموا من الآن هذا الخيار فهذا أفضل من أن يحسموه متأخرين بعد أسابيع أو أشهر فنكون قد خسرنا الوقت في تشكيل الحكومة”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن “الطريق المتاح والممكن لتشكيل الحكومة هو نسبية التمثيل الحكومي انسجاما مع نسبية التمثيل النيابي”، مشدّداً على أن “غير هذا الطريق لا يبدو أنه صالح ولا يبدو أنه سيصل إلى نتيجة”.
وعن تشريع المجلس النيابي، أعلن الشيخ قاسم أن حزب الله يؤيد تشريع المجلس النيابي، فهو مؤسسة قائمة بذاتها، وعلى كل مؤسسة أن تقوم بدورها، وإذا كان هناك مؤسسة غير منجزة لا يعني ذلك بأن نعطل المؤسسات كلها تحت عنوان “إما أن تعمل جميعا وإما أن تعطل جميعا”.
واعتبر أن على المجلس النيابي مسؤوليات وواجبات اتجاه الناس ويجب أن يشرع القوانين من أجل مصلحة المواطنين، مؤكداً تأييد تشريع المجلس النيابي دون أي عائق بصرف النظر عن ظروف المؤسسات الأخرى”.
ودعا الشيخ قاسم إلى “نقاش هادئ حول علاقة لبنان بسوريا بعيدا عن المحاور الإقليمية والدولية وعلى قاعدة مصلحة لبنان الأكيدة، ولمن يقول انه يلتزم بالدستور نقول له أن الدستور اللبناني في صلبه يتحدث عن علاقات مميزة بين لبنان وسوريا، النص الدستوري يقول إن لبنان هو عربي الانتماء والهوية تربطه علاقات أخوية صادقة بجميع الدول العربية، وتقوم بينه وبين سوريا علاقات مميزة”، إذا الدستور يلزمنا أن تكون علاقاتنا مع سوريا علاقات مميزة”.
ولفت الى انه “توجد اليوم اختلافات سياسية في البلد بعضنا يؤيد بعض الدول العربية في منهجها، وبعضنا الآخر لا يؤيد بعض الدول العربية كدول الخليج مثلا، ولكن هل منع الاختلاف من أن تكون الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية على علاقة مع كل الدول العربية؟ فكما اختلفنا في الداخل وبقيت العلاقات مع كل الدول العربية، فلتكن العلاقة أيضا مع سوريا لأنها دولة من الدول العربية وأيضا لأن علاقتنا يجب أن تكون مميزة معها بحكم الدستور”.
وقال الشيخ قاسم: “كلكم يعلم أن الأردن كان يدير عملية المواجهة في سوريا من منطقة جنوب سوريا درعا وجوارها، ويوجد غرفة عمليات كانت غرفة العلميات موجودة في الأردن واسمها “الموك”، كانت تصدر التكفيريين والمسلحين والأسلحة، وكانت تقاتل ضد سوريا، ولكن في أول يوم تم فيه تحرير درعا وجوارها وجدنا جاهزية في الاستعدادات بين الأردن وسوريا من أجل فتح معبر نصيب ومن أجل أن تكون هناك علاقات اقتصادية وأن تمر الشاحنات بين الأردن وسوريا”، وأضاف: “لقد كانا يتقاتلان، وكان الأردن في موقع العداء مع سوريا، ولكن لحظة أن تم الاتفاق عقدت جلسات سرية وفتح معبر نصيب، وساءل لماذا لا يكون من حق لبنان أن يستفيد من معبر نصيب على قاعدة أن تدخل الشاحنات اللبنانية المحملة بالمزروعات والصناعات والأمور المختلفة إلى البلدان الأخرى، معتبراً ان هذا شيء حيوي للاقتصاد”.
وسأل نائب الامين العام لحزب الله المعنيين: “ما هو عذركم أيها المسؤولون الذين تمانعون العلاقة مع سوريا على المستوى الاقتصادي؟ إذا كان من يعادي سوريا فتح معها، فكيف نحن؟ ونحن مختلفون على المعاداة، بل هناك من يقول أنه ينأى بنفسه! كيف تنأى بنفسك ثم تزج نفسك في الخلافات السياسية القائمة بين الدول المختلفة؟ لا يوجد مشكلة بين لبنان وسوريا، المشكلة بين بعض الدول الخليجية وسوريا، والمشكلة بين أمريكا وسوريا، المشكلة من محور إسرائيل مع سوريا، أما لبنان فليس لديه مشكلة مع سوريا حتى يعقِّد الأمور عليه”.
وختم الشيخ قاسم قائلاً: “الحمد لله خسائر أمريكا في العالم كبيرة جدا، ولكن هذه الخسائر سبب للهستيرية الأمريكية لا يعرفون من يضربون، حتى الاتحاد الأوروبي دخل معها بمشكلة، حتى تركيا دخلت معها بمشكلة، وروسيا أيضا ، أمريكا دخلت في مشاكل عديدة مع عدد من الدول من أجل السيطرة ومحاولة الكسب الاقتصادي والفكري والسياسي والاجتماعي، من هنا أقول لكم: عليكم أن تصبروا أمام الهستيريا، والعاقل من يصبر ويأخذ الثمار بعدها، كما صبرنا في حروب أمريكا علينا من بوابة “إسرائيل”، وانتصرنا على “إسرائيل” وهزمنا مشروع أمريكا، وكما صبرنا على مؤامرة العدوان على سوريا وهزمنا التكفيريين والمشروع الخطر في سوريا على كل المنطقة وكان من الممكن أن يقلب المعادلة، كذلك إذا صبرنا قليلا ستكون هناك انتصارات أكبر وأكبر إن شاء الله تعالى”.