اسبانيا: مطالبة الملك خوان كارلوس بالمثول أمام البرلمان بسبب مصافحته لبن سلمان

قللت مصادر من القصر الملكي الإسباني من مصافحة باليد بين الملك الوالد خوان كارلوس وولي عهد السعودية محمد سلمان، واعتبرتها دون قيمة مؤسساتية، وذلك للرد على الانتقادات التي تعرضت لها الملكية بسبب هذا التحية.

وفي محاولة لتبييض صورة الأمير محمد بن سلمان بعد جريمة خاشقجي، نشرت وزارة الخارجية السعودية في موقعها على شبكة الإنترنت صورة المصافحة بين الملك الوالد خوان كارلوس، والأمير سلمان بن عبد العزيز. لكن الصورة تسبب في احتجاجات وانتقادات في اسبانيا.

وكانت جرائد وأحزاب سياسية قد انتقدت بشدة المصافحة بين الملك الوالد خوان كارلوس ومحمد بن سلمان في الإمارات العربية، واعتبرت تلك المصافحة عارا بسبب تورط الأمير السعودي في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي.

ونقلت جريدة “الموندو” في عددها اليوم، عن مصادر تابعة للقصر الملكي في مدريد قولها: “المصافحة بين خوان كارلوس وولي عهد السعودية محمد بن سلمان في أبو ظبي كانت بروتوكولية محضة دون أي اجتماع سابق أو لاحق وبدون قيمة مؤسساتية”. مضيفة أن المصافحة وقعت في المكان المخصص للضيوف لمشاهدة سباق السيارات، حيث اعتاد الملك الوالد خوان كارلوس حضور هذا السباق سنويا.

ويحاول القصر الملكي الإسباني أخذ مسافة من لقاء الملك الوالد مع ولي عهد السعودية في أبو ظبي لا سيما في ظل الصورة السلبية لمحمد بن سلمان في العالم بسبب تورطه المفترض في اغتيال جمال خاشقجي. وانتقدت مقالات إعلامية المصافحة، وكتبت جريدة “كونفدنسيال” أن الملك الوالد هو أو شخصية غربية لها وزنها تلتقي بمحمد بن سلمان بعد الاتهامات بشأن تورطه المفترض في مقتل خاشقجي.

في هذا الصدد، انتقد حزب سيودادانوس المصافحة، مشيرا الى أن العالم ينتظر نتائج التحقيق في جريمة اغتيال خاشقجي بينما الملك الوالد يسلم على أحد المسؤولين الذين قد يكون ضالعا في الجريمة.

وكان رد فعل حزب بوديموس قويا للغاية، واعتبرت الناطقة الثانية باسمه في الكونغرس الإسباني إيون بيلارا مصافحة الملك الوالد لولي عهد السعودية مساً بصورة اسبانيا في العالم، وطالب هذا الحزب من خوان كارلوس المثول أمام البرلمان لشرح الأسباب التي جعلته يصافح شخصا يعتقد في تورطه في جريمة قتل. وفضلت حكومة مدريد الصمت واعتبرت أن التوضيح من اختصاص القصر، وهو ما حدث بشكل جزئي لأن الديوان الملكي أعطى تصريحات لمختلف وسائل الإعلام ومنها جريدة “الموندو”. ويبدو أن هذه التصريحات لم تنجح في احتواء تداعيات ما أصبح يعرف في اسبانيا بـ”صورة العار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *