أكَّدت صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” أنَّ جنود الاحتياط الذين أصيبوا بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة خلال الحرب يجدون صعوبة في العودة إلى سوق العمل، وكثيرون منهم يفشلون في الثبات في وظيفة واحدة، فيتنقلون بين وظائف مختلفة أو يبقون عاطلين عن العمل، وذلك بحسب دراسة جديدة أجرتها جمعية “نتال” على مئات من جنود الاحتياط الذين توجهوا إليها طلبًا للمساعدة.
وأشارت الدراسة إلى أنَّ انتهاء الحرب يدفع إلى السطح تداعياتها طويلة الأمد على العديد من “الإسرائيليين”، بينهم الجنود وأفراد الاحتياط، الذين تغيرت حياتهم جذريًا بسببها.
ووفق الصحيفة، تُظهر دراسة أجرتها الجمعية على عيّنة من 626 جندي احتياط تلقوا منها المساعدة، أن نحو نصفهم لم يعودوا بعد إلى سوق العمل أو يواجهون صعوبات جوهرية في الاندماج فيه مجددًا، حتى بعد فترة طويلة من المرافقة و”الدعم” النفسي. كما تُظهر الدراسة أن من بين أصحاب التعليم الأكاديمي الذين توجهوا إلى الجمعية، لا يزال 30% منهم يجدون صعوبة في العودة إلى العمل أو إلى مقاعد الدراسة.
واعتبرت الصحيفة أنَّ نتائج دراسة جمعية “نتال” لا يُفترض أن تفاجئ أحدًا، إذ إنها تضاف إلى سلسلة من التقارير والمعطيات الصادرة عن جهات رسمية وغير رسمية. فعلى سبيل المثال، أشار تقرير سوق العمل في “إسرائيل” لعام 2024، الذي نشرته وزارة العمل، إلى أن “الرجال الإسرائيليين” الشباب من غير المتدينين المتشددين، في الفئة العمرية بين 25 و40 عامًا، شهدوا انخفاضًا بنسبة 3.3% في معدل التشغيل لديهم بحلول نهاية عام 2024، مقارنةً بالفئة العمرية بين 41 و66 عامًا. ووفقًا للتقرير، “قد يكون السبب في ذلك هو خدمة الاحتياط الطويلة التي قطعت تسلسلهم المهني”.
وفي أيار/مايو الماضي، نُشرت دراسة أعدّها “المركز الوطني للصدمة والمرونة” في جامعة “تل أبيب”، تابعت على مدى خمس سنوات جنودًا من سلاح المشاة (الذين جُنّدوا للخدمة النظامية عام 2019). وقد وجدت الدراسة أن 12% ممن شاركوا في الحرب أبلغوا عن أعراض حادة تعني فعليًا عدم أهليتهم للاستمرار في الخدمة العسكرية. ووفقًا للباحثين، فإن نسبة مشابهة من الجنود أفادوا بأنهم يعانون صعوبات وضغوطًا وأعراضًا نفسية لا تصل إلى العتبة السريرية لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، لكنها تؤثر على جوانب متعددة من حياتهم وعلى حافزهم للعودة إلى الخدمة العسكرية.



