أميركا تواصل الحشد في الكاريبي.. وانتقادات لمعارضتها القانون الدولي

في ظلِّ إعلان البيت الأبيض عن “عمليات عسكرية مستقبلية محتملة ضدّ فنزويلا وكولومبيا”، وصلت المدمّرة الصاروخية “يو إس إس غريفلي”، الأحد الماضي، إلى ميناء ترينيداد وتوباغو “لإجراء تدريبات مشتركة” مع الجيش المحلّي، وذلك بالتزامن مع تحريك حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد فورد” ومجموعتها القتالية قبالة السواحل الفنزويلية.

وقد ندّدت الحكومة الفنزويلية بهذه التحركات، ووصفتها بأنها “استفزاز عدائي… وتهديد خطير للسلام في منطقة الكاريبي”، محذّرة من أن واشنطن تحضّر لـ”هجوم ضدّ فنزويلا تحت راية كاذبة”.

ومنذ الثاني من أيلول/سبتمبر الماضي، شنّت القوات الأميركية 10 غارات على قوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ، بزعم نقلها مخدّرات، ما أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 43 شخصًا.

أما كولومبيا، فقد أعلن السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، في برنامج “واجه الأمّة” على شبكة “سي بي إس”، أن ترامب يعتزم إحاطة الكونغرس في شأن “عمليات عسكرية مستقبلية محتملة ضدّ فنزويلا وكولومبيا”، وذلك بعد أن فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات غير مسبوقة على الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وزوجته وابنه.

وتتّسع أزمة قانونية عميقة داخل واشنطن حول شرعية العمليات العسكرية التي تنفّذها الإدارة الأميركية ضدّ القوارب في البحر الكاريبي، والتي راح ضحيتها مواطنون فنزويليون وكولومبيون.

وقد علّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، في معرض حديثه عن الوجود العسكري الأميركي المتزايد قرب فنزويلا، بأن كل هذه الإجراءات يجب أن تتم وفقًا للقانون الدولي.

وقال بيسكوف للصحافيين، ردًا على سؤال حول ما ستفعله موسكو في حال شنت الولايات المتحدة عملية عسكرية في فنزويلا: “على أي حال، ننطلق من مبدأ أن كل ما يحدث حول فنزويلا يجب أن يتم وفقًا لروح ونص القانون الدولي”.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد في وقت سابق من الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مع السفير الفنزويلي لدى روسيا، خيسوس رافائيل سالازار فيلاسكيز، تضامن روسيا مع السلطة والشعب الفنزويلي في مواجهة التهديدات الخارجية المتزايدة ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية.

من جانبها، اعتبرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنَّ التحركات الأميركية في فنزويلا تتعارض مع مبادئ القانون الدولي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس الثلاثاء، “نواجه اليوم مسارًا أحاديًا متصاعدًا على الساحة الدولية”، مبينًا أنَّ “أهم قاعدة في القانون الدولي هي حظر استخدام القوة واحترام سيادة الدول، غير أن هذه القواعد يجري انتهاكها بحق دول أميركا اللاتينية بذريعة مكافحة تهريب المخدرات”.

وأضاف “نحن نعتبر هذه التحركات العسكرية الأميركية خطرًا يهدد السلم والأمن الإقليميين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *