أعلن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار، اليوم الأربعاء (29 تشرين الأول/ديسمبر 2025)، أن المحادثات التي جرت في إسطنبول بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين باكستان وأفغانستان انتهت من دون تحقيق أي “نتائج ملموسة”. ورأى ذلك تراجعًا جديدًا في مسار جهود السلام بين الجارتين؛ عقب المواجهات الدامية التي شهدتها حدودهما المشتركة، في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأوضح ترار، في بيان نقلته وسائل إعلام باكستانية، أن: “الجانب الأفغاني استمر في الانحراف عن القضية الأساسية، متهربا من النقطة الرئيسة التي أُطلقت على أساسها عملية الحوار”، مضيفًا أنَّ: “حركة طالبان الأفغانية لجأت إلى إلقاء اللوم والتهرب من المسؤولية واستخدام الحيل، ما أدى إلى فشل المحادثات في التوصل إلى حل عملي”.
وذكرت وكالة “رويترز”، نقلا عن مصادر أفغانية وباكستانية مطلعة، أن البلدين كانا قد اتفقا على تمديد وقف إطلاق النار الذي توصلا إليه في الدوحة، في 19 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أنهما لم يتمكّنا من إيجاد أرضية مشتركة خلال الجولة الثانية من المحادثات التي استضافتها إسطنبول برعاية تركيا وقطر، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالفشل في التوصل إلى اتفاق نهائي.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني باكستاني قوله إن: “طالبان لم تبدِ استعدادا للالتزام بكبح جماح حركة طالبان الباكستانية”، وهي جماعة مسلحة معادية لإسلام آباد؛ تقول الأخيرة إنها تنشط بحرية داخل الأراضي الأفغانية.
في المقابل، أوضح مصدر أفغاني مطلع على مجريات المفاوضات أن المحادثات: “انتهت بعد سجال متوتر في هذه القضية”، مشيرا إلى أن الجانب الأفغاني أبلغ الوفد الباكستاني بأنه: “لا يملك السيطرة على حركة طالبان الباكستانية”، والتي نفذت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات متكررة ضد مواقع عسكرية باكستانية.
جاءت هذه التطورات بعد سلسلة من الاشتباكات بين البلدين، اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر، عقب غارات جوية نفذها الجيش الباكستاني على العاصمة الأفغانية كابول ومناطق أخرى، استهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية، وردت طالبان الأفغانية حينها بشن هجمات على مواقع عسكرية باكستانية على طول الحدود الممتدة لمسافة 2600 كيلومتر.



