آفي أشكنازي: هكذا كان يجب على هرتسوغ ولابيد أن يتصرفا

توقّف المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” آفي أشكنازي عند مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أطلقها في زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة وتلك التي أعلنها على متن الطائرة الرئاسية التابعة لسلاح الجو الأميركي.

بحسب أشكنازي، وصول ترامب إلى “الكنيست” وخطابه هناك.. كان الحدث بلا شك مؤثرًا، لكنّه أيضًا شكّل لحظة فقدت فيها “إسرائيل” طابعها الديمقراطي، وتحوّلت فجأة إلى “دولة” يسودها طابعٌ أشبه بالنظام الملكي.

وقال “الحديث يدور عن وقاحة سياسية من جانب الرئيس الأميركي، بأن يقف فوق منصة “الكنيست” ويتدخل في شؤون “إسرائيل” الداخلية، الدولة ذات السيادة المستقلة، التي تملك نظام حكمٍ وقضاءً خاصًّا بها. كان ذلك تدخّلًا فظًّا، كما لو أنّ “حماةً” تتدخل في حياة زوجين سعيدين”، وأضاف “المشكلة الحقيقية تكمن في شخصين ضعيفين، كان من الواجب عليهما، من باب النزاهة، أن يسلّما مفاتيحهما اليوم ويغادرا الحياة العامة “الإسرائيلية”، فقد فشلا في أداء مهامهما ولم ينجحا في الحفاظ على قيم ومؤسسات “إسرائيل””.

الأول، يتابع أشكنازي، هو رئيس “الدولة” (الكيان) يتسحاق هرتسوغ، والثاني هو رئيس المعارضة يائير لابيد. كان من الواجب أن يتصرفا بحزم: أولًا، كان على هرتسوغ أن يبلغ رئيس “الكنيست” أمير أوحانا أنه إذا لم تُرسل الدعوات لجميع أعضاء الطاقم الرسمي، ومن ضمنهم رئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت والمستشارة القضائية للدولة غالي بهاراف ميارا فلن يحضر هو إلى “الكنيست”. وبالمثل، كان على رئيس المعارضة يائير لابيد أن يتصرف كذلك، ومعه كلّ أعضاء المعارضة.

ويرى أشكنازي أنه الآن بات واضحًا لماذا استحقّ لابيد، وبحق، من فم رئيس الولايات المتحدة لقب “الشاب اللطيف”، لأنه أثبت بالأمس أنه ليس أكثر من وجهٍ لطيف، وبالتأكيد ليس معارضةً حقيقية مقاتلة، ويلفت إلى أن كثيرين رأوا أن الاثنين -لابيد وهرتسوغ- كانا بالأمس مجرد زينةٍ في الحدث المهيب الذي أعلنت فيه “إسرائيل”، بشكلٍ شبه رسمي، أنها باتت ذات نظامٍ ملكي لا ديمقراطي.

وختم “في ما يخص مسألة العفو، فالأمر واضح. دمية نتنياهو يتسحاق هرتسوغ، سيفعل ذلك بكلّ سرور. “الرئيس” الذي طوال فترة ولايته لم يؤدِّ أكثر من دورٍ شكلي فارغ، بلا أيّ تأثير فعلي على المجتمع “الإسرائيلي” أو على الحفاظ على طابع “إسرائيل” كـ”دولةٍ” ديمقراطية ليبرالية تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات. ما الذي يعنيه له توقيع صغير آخر على عفو للملك”، على حدّ تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *