وجّه ضباط ومقاتلون صهاينة خرجوا نهاية الأسبوع في استراحة من مناطق انتشارهم داخل قطاع غزة انتقاداتٍ لاختيار النقاط التي سيتموضع فيها جيش الاحتلال في عمق الأراضي الفلسطينية، بالقرب ممّا يُعرف بـ”الخط الأصفر”، وهو خط حدودي وهمي يفصل بين المنطقة التي يسيطر عليها الجيش “الإسرائيلي” وتلك المسموح للسكان الفلسطينيين بالحركة فيها على طول القطاع.
ينقل المراسل العسكري في موقع والا أمير بحبوط عن أحد الضباط قوله “هناك عدة مواقع ينتشر فيها الجيش “الإسرائيلي” لتأمين الخط، بعضها يبدو وكأنه اختير بالصدفة، وبعضها يتمتع بقدرة دفاعية عالية. فمثلًا، هناك مواقع تقع في أماكن مرتفعة تتيح المراقبة والسيطرة بالنيران، لكن في المقابل توجد مواقع أخرى منخفضة قريبة من مبانٍ فلسطينية خارجة عن سيطرتنا، يمكن منها الوصول بسهولة إلى القوات أو إطلاق النار عليها أو جمع معلومات استخبارية عنها”.
ضابط آخر أشار إلى أنه “كان من الأفضل التراجع في بعض المناطق داخل الأراضي الفلسطينية بضع خطوات لاختيار مواقع أكثر أمانًا تتيح للقوات الدفاع عن نفسها بشكل أفضل. لا يمكن الآن تفجير المباني لإعادة تشكيل المجال في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية “الإسرائيلية”. الجميع متردّدون الآن بشأن إدخال الجرافات إلى هذا الخط، فقد أُجّل كلّ شيء إلى ما بعد عودة الأسرى. الوضع حسّاس للغاية”، وتوقّع أن “يتمّ إدخال المزيد من وسائل التحصين مثل مكعبات الخرسانة، وجدران إسمنتية، ومنشآت مقاومة للرصاص”.
كذلك صرّح جنود احتياط لموقع “والا” بأن بعض المنازل تقع مقابل مواقع الجيش “الإسرائيلي”، ويمكن أن تُستخدم كنقاط للقنص، كما توجد في بعض المواقع مبانٍ أعلى من مواقع تمركز القوات، ما يتيح مراقبتها بسهولة”.
في المقابل، رفض جيش الاحتلال بشدة الادّعاءات بأن اختيار المواقع تمّ على عجل، مؤكدًا أن مناقشاتٍ كثيرة جرت قبل تحديد مواقع الانتشار، وذلك وفقًا لـ”الخط الأصفر” الذي أقرّه المستوى السياسي.
هذا وتحدثت مصادر في جيش الاحتلال أنه من المحتمل إجراء تعديلات ميدانية في المناطق الخاضعة للسيطرة العملياتية “الإسرائيلية”، وفقًا لما يسمح به الاتفاق.