تحليل صهيوني: نتنياهو تحوّل إلى ممثل ثانوي لم يقرّر شيئًَا

رأى الكاتب الصهيوني البارز في موقع “ذا ماركر” روتم شتاركمن أن “إسرائيل” تحت قيادة بنيامين نتنياهو تحوّلت فعليًا في الأسابيع الأخيرة إلى “دولة” تابعة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن “الانفلات “الإسرائيلي” في قطر قبل نحو شهر كان القشة التي قصمت ظهر البعير، ومنذ ذلك الحين تولّى دونالد ترامب زمام الأمور بنفسه، وأنهى حرب غزّة بالقوّة”.

بحسب الكاتب، الشعارات الكبرى عن بداية عهد “السلام” و”النظام العالمي الجديد” التي خرجت من فم نتنياهو في الأيام الأخيرة، “لا يمكنها أن تخفي الحقيقة الواضحة، فقد جُرَّ إلى مسارٍ مخالف تمامًا للإستراتيجية التي قادها على مدى العامين الماضيين، مسارٍ فُرض عليه من فوق رأسه، وقبل أن نحقق “الانتصار الكامل الوهمي””.

الكاتب أشار إلى أنه سبق ذلك اعتذار أمام رئيس وزراء قطر، ومنع إعلان “السيادة” على الأراضي الذي كان نتنياهو يخطط له كنوع من الانتقام من السلطة الفلسطينية بعد اعتراف دول بعينها بدولة فلسطينية، بالإضافة إلى تعليمات ترامب بوقف القصف في قطاع غزّة”، مضيفًا “جاء ترامب أمس (الاثنين) إلى هنا ليتأكد بنفسه من أن “النهاية” هي حقًا نهائية”.

ولفت إلى أن نتنياهو لم يكن لا المخرج ولا كاتب السيناريو ولا البطل في العرض الكبير الذي قدمه ترامب في الشرق الأوسط، ولم يكن حتّى السياسي الماكر الذي يسيّر الأمور من الخلف كما يدّعي أنصاره، بل كان مجرد ممثل ثانوي لا يقرر شيئًا”، واعتبر أن “نتنياهو يُساق أحيانًا على يد بن غفير وسموتريتش ودرعي فيخطب بخطاب اسبارطة، والآن يُساق على يد ترامب. هكذا ينجح في البقاء في الحكم”.

ووفق الكاتب، قُتل نحو ألفي “إسرائيلي” خلال فترة ولاية نتنياهو، ورغم ذلك لم يتحمّل أي مسؤولية. وإذا لم يكن مسؤولًا عن الأحداث التي أفضت إلى ذلك، فما الذي يجيز له أن يُنسب إليه الفضل في إنهاء الحرب وإعادة الأسرى؟

كذلك قال “ترامب فرض على نتنياهو كلّ هذا، والآن صار لديه رئيس حكومة ضعيف ومطيع. لذلك أدخله أيضًا في الموسم القادم من برنامج الواقع للشرق الأوسط. من أجل ذلك يحتاج ترامب أن يكون نتنياهو نظيفًا من التهم الجنائية. لذلك لم يتردّد ترامب في أن يطلب من “الرئيس” (رئيس الكيان) يتسحاق هرتسوغ العفو لنتنياهو مرة أخرى على وقع تصفيق حار من ائتلاف الهلاك. يُرجَّح أن نتنياهو كان على علم بذلك سلفًا. ليس من قبيل الصدفة أن ترامب صغّر، كما هو معتاد في أوساط نتنياهو، من شأن التهم”.

وتوقّع الكاتب أن “تُقدَّم الانتخابات وأن يكون ترامب الحملة الدعائية الرئيسية لنتنياهو”، وختم “سيتخلّص نتنياهو من سموتريتش وبن غفير ويتحدث عن “السلام”. سيكذب، كعادته. مثل الكذبة التي حاول أمس تغطيتها عبر وسيطه بشأن قراره عدم السفر للقمة في شرم الشيخ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *