قراءة غربية: “إسرائيل” قد تخرّب خطة ترامب لغزّة

رأى محلّل السياسة الخارجية في موقع “ناشيونال انترست” ألكسندر لانغلوس أن “تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزّة تبقى مبهمة وموضع تساؤل، ما يترك المجال لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بتخريب المحادثات من جديد”، مشيرًا إلى أن “هذا النهج وإلى جانب الرفض الواضح لمطالب “إسرائيل” الأكثر تشددًا، ساعد في قبول حركة حماس ببعض العناصر الأساسية بينما وضعت نتنياهو في الزاوية ومنعته من تخريب الصفقة”.

بحسب الكاتب، ترامب ومن خلال الضغط على نتنياهو وعدم التراجع عندما حاول الأخير الالتفاف على المصالح والمطالب الأميركية المعلنة، ميّز نفسه عن رؤساء سابقين، وخاصة سلفه جو بايدن. نتنياهو اشتهر في الدوائر السياسية الأميركية و”الإسرائيلية” بقدرته على التلاعب، حيث بيّن قدرته على ممارسة الألاعيب السياسية التي سمحت له بتدعيم مصالحه السياسية، حتّى على حساب أمن “إسرائيل”، وذلك منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023.

الكاتب قال “يبدو أن هذه الأيام قد ولّت في اللحظة الراهنة”، مضيفًا “رغبة ترامب بإبرام صفقات سريعة من الواضح أنها لعبت دورًا في ما آلت إليه الأمور. كما اعتبر أن نتنياهو أفرط في سلوكه، حيث اعتمد بشكل مبالغ فيه على ترامب على أساس أن الأخير هو “أعظم صديق لـ”إسرائيل””، بينما حاول تحقيق أهداف قصوى وتوسعية من أجل تهدئة حلفائه من اليمين المتطرّف.

وتحدث في هذا السياق عن مهاجمة “إسرائيل” لإيران بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار لإنهاء “حرب الاثني عشر يومًا” في حزيران/يونيو الماضي.

كما أشار إلى الهجوم “الإسرائيلي” على قطر، فأكد أن نتنياهو تخطّى صديقه (أي ترامب) وبالتالي “أحرق نفسه”.

الكاتب لفت إلى أن الخطة فيها ما يكفي من الغموض الذي يعطي الفرصة لنتنياهو وغيره من المخربين لمنع تطبيقها.

ووفق الكاتب، نتنياهو يواجه تهم فساد لا يمكن أن يعطّلها سوى الائتلاف السياسي اليميني والذي يرفض بشدة أي اتفاق مع حماس أو الحركة الوطنية الفلسطينية عمومًا، وخاصة الاتفاق الذي لا يجيز ضم الأراضي المطلوبة من أجل مشروع “إسرائيل العظمى”، على حدّ تعبيره.

بناء عليه، بيّن الكاتب أن لدى نتنياهو حوافز لاتّخاذ خطوات كبيرة من أجل تقويض أي مرحلة لاحقة في خطة ترامب، معتبرًا أن الباب ما يزال مفتوحًا من أجل ذلك، وليس فقط عبر التحرك في غزّة، لافتًا في هذا السياق إلى التجربة في كلّ من لبنان وإيران منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتوقّع أن يجد المسؤولين الصهاينة وسيلة لتقويض خطة ترامب، إلا إذا كان الأخير مستعدًا للاستثمار السياسي الاستثنائي داخل قاعدته المحافظة من خلال الضغط العلني والخفي على “إسرائيل”.

وبينما قال الكاتب إن إدارة ترامب وجدت طرقًا لفصل صناعة القرار عن “إسرائيل”، نبّه في المقابل إلى أن إدارة ترامب أظهرت استعدادها للإذعان لـ”إسرائيل” خلال هذا الفصل، وسأل في الختام عما إذا كان منع حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام سيجعله يركز على ملف سياسي آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *