لمناسبة مرور سنتين على “معركة طوفان الأقصى”، نظمت حركة حماس ندوة سياسية حوارية تحت عنوان “في ظل الطوفان”، في مخيم الجليل في بعلبك، بحضور: النائب ملحم الحجيري ورئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي وممثلين عن حزب الله وحركة أمل وأحزاب وقوى فلسطينية وجرحى بيجر.
الحجيري
كانت مداخلة للنائب ملحم الحجيري، رأى فيها أن الانتصار اليوم هو انتصار كامل للمقاومة ولمحور المقاومة، وهو انتصار لمحور فلسطين، فعندما تسقط كل ادعاءات الكيان الصهيوني عن مسألة أهدافه وعدم تحقيقها، فإذًا هو نصر للمقاومة، والذي انهزم في هذه الحرب هو التردي العربي والردة العربية، بعدم نصرة أهلهم في غزة.
وقال: “المقاومة في لبنان قامت بواجبها، وفي اليمن قاموا بواجبهم، والتحية للجمهورية الإسلامية في إيران الداعم الأساسي لمحور المقاومة ومحور فلسطين”، موجهًا التحية لكل شهداء هذه الأمة، من الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله، إلى الشهيد إسماعيل هنية إلى الشهيد أبو إبراهيم السنوار والشهداء كلهم.
اللقيس
من جهته، ألقى الباحث والمحلل السياسي الدكتور بلال اللقيس كلمة عن “ما بعد الطوفان وتحدي النشأة الثانية”، قال فيها: “قبل عشرين أو ثلاثين عامًا كان النقاش عند الكيان الصهيوني أن نقوم بتطويع الإقليم، فتطوّع فلسطين، أي اذا قاموا بتطويع الإقليم فتطوع فلسطين لاحقَا، معتقدًا أنه إذا أجرى تغييرات بنيوية لن يتمكّن الشعب الفلسطيني من الإكمال أو الاستمرار. لكن يبدو، في العامين الأخيرين، ونتيجة فشله في تطويع الإقليم الذي سار بمسار آخر، فعاد ولجأ إلى الخطة القديمة المتجددة أنه يطوّع الداخل الفلسطيني، وعمليًا ينهي جبهة المقاومة؛ لأن جبهة المقاومة قلبها فلسطين، فإذا ذهب القلب لا يمكن لها أن تحيا وتستمر، وهذه المقاربات الكلية التي يتطلع لها “الإسرائيلي” لكنه فشل”.
وأضاف: “لذلك هو اليوم أمام معضلة، وقد ظهر إرباكه خلال المواجهة، ويعيش ترددًا في العمل، فكان بين الفينة والفينة يضرب اليمن وإيران وسورية ولبنان، وماذا يعني هذا، أن يعيش التردد ويتنقل بين الخارج والداخل علّه يحدث ولو خرقًا واحدًا في أي من الساحات ليسجلها انتصارًا استراتيجيًا أو سياسيًا لكنه لم ينجح بعد عامين في أي ساحة من الساحات.
مرّة
بدوره، تحدث المسؤول الجماهيري لحركة حماس في لبنان “رأفت مرّة” عن أهداف ونتائج الطوفان، وعدد الشروط المطلوبة من الفلسطينيين أبرزها: التمسك بالوحدة الفلسطينية الداخلية فهي مهمة، والتمسك بمشروع المقاومة فهو مشروع مثمر وموجع للكيان الصهيوني ويؤدي الى نتائج كبيرة. إلى جانب ذلك، المحافظة على الهوية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية المتعلقة بالأرض والتحرير والعودة والقدس والهوية الفلسطينية. وحماية نتائج عملية طوفان الأقصى والدفاع عنها ومواجهة كل من يستهدف هذه العملية.
كما أكد أنه يجب التحرك من أجل إغاثة أهل قطاع غزة بكل ما نستطيع من دعم اقتصادي ومالي، وبناء وإعادة إعمار، وإغاثة طبية واجتماعية وإنسانية، بالإضافة إلى الاستعداد لمواجهة الاحتلال بكل الوسائل، فالمعركة لم تنته.
وطلب الحذر من الحرب الأمنية المتواصلة، مشيرًا إلى أنه يجب ألا تتوقف المساعي الأمنية من أجل جلب وإحضار مجرمي الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية. ودعا إلى استمرار التحركات النقابية العالمية الشعبية والنقابية العمال والأطباء من أجل محاصرة الكيان وتضييق الخناق عليه.
في ختام الندوة، جرى تكريم جرحى البيجر، ووضع العلم الفلسطيني على أكتافهم.