“يديعوت أحرونوت”: الجهد العسكري في غزّة استنفد وحماس لم تنكسر

قال “المختص بالشؤون العربية” آفي يسسخروف في صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” إن المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” سمح أمس بعد الظهر بنشر خبر مقتل الجندي في الجيش العريف يانيف ميخلوفيتش وإصابة ثمانية جنود آخرين، في حادث وقع في حيّ الشجاعية جنوب مدينة غزّة.

ولفت إلى أن الحديث يدور عن عملية تنفذها الفرقة 98 في حيّ سبق أن عملت فيه قوات الجيش عدة مرات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مضيفًا: “من المحتمل أن تكون هذه هي المرة الخامسة، وربما السادسة، التي يحاول فيها الجيش مجددًا “ضرب البنى التحتية لحماس” في الحي الغزّي، غير البعيد عن “كيبوتس “ناحل عوز”””.

وتابع: “كذلك في خان يونس، حيث قُتل الأسبوع الماضي سبعة جنود من سلاح الهندسة في عملية نفذتها الفرقة 36، سبق للجيش أن عمل هناك عدة مرات منذ بداية الحرب، وفي كلّ مرة نسمع مجددًا التصريحات التي تقول إن “حماس على وشك الانهيار، وستُهزم”، بل إن هناك من ذهب أبعد من ذلك وقال إنها “ستستسلم””، مردفًا: “هذا يتكرّر أيضًا في الأيام الأخيرة، فقد صرّح ضابط رفيع في القيادة الجنوبية، كان له دور بارز في المعارك في 7 تشرين الأول/أكتوبر، في محادثات مع صحفيين، قائلًا إن “الجيش لا يراوح مكانه في غزّة، والقوات تواصل تفكيك حماس من خلال إحباط قادة وإدخال مساعدات لا تصل إلى حماس””.

وأكد أن “هذا الضابط نفسه سمح لنفسه حتّى أن يوبّخ رئيس الأركان إيال زمير على قوله إن الجيش وصل إلى مرحلة استنفاد لعملية “عربات جدعون”، وتباهى بـ”إنجاز” كبير مفترض للجيش – توزيع 150 مليون وجبة غذائية – قائلًا إنها تخلق “شرخًا بين حماس والسكان المحليين”، لكن هذا التصريح يبدو غير واضح، إذ إن “إسرائيل” تتولى ما امتنعت عنه لسنوات، أي أن هذا الضابط، ربما أراد أن يثني على ما حصل، لكنّه في الحقيقة قدّم انتقادًا غير مباشر”.

وأشار إلى أن “حماس تعرضت بالفعل إلى ضربة، ونعم، تُكتشف وتُضرب المزيد من البنى التحتية لحماس في المناطق التي يعمل فيها الجيش، لكن في كلّ منطقة لا يعمل فيها الجيش – وهناك الكثير منها في القطاع حاليًّا – تواصل حماس إعادة بناء قدراتها العسكرية”.

ورأى أن “التغيير المأمول الذي ربما كانت “إسرائيل” تنتظره من عملية “عربات جدعون”، لا يزال بعيد المنال، فحماس لم تنكسر، بل إن سكان غزّة لا يهرعون بعد للخروج ضدّها، وهناك بعض الأصوات على الشبكات، وربما عشيرة أو عشيرتان تجرأتا على تحدي حماس، لكن لدى حماس هدف جديد وواضح، وهو البقاء، وهذا ما تنجح فيه”.

يسسخروف تابع أنه “ربما ينبغي لكبار ضباط منتدى هيئة الأركان العامة أن يقولوا الحقيقة القاسية والمؤلمة: الجهد العسكري في قطاع غزّة قد وصل إلى حد الاستنفاد، حتّى بعد أن قام الجيش “الإسرائيلي” بتسوية صف آخر من المنازل، أو تدمير حيّ آخر، وضرب الآلاف من عناصر حماس، و”حتّى” حرم حماس من المساعدات الإنسانية، لا تزال حماس واقفة على قدميها، وهي ليست منظّمة ولا مدربة كما في السابق، لكن هذا يكفي لكيلا يتغير الواقع في القطاع”.

وقال إن “ضباط الجيش “الإسرائيلي” الكبار في قيادة المنطقة الجنوبية قد يرغبون في الظهور كمن سينقذ “إسرائيل” من حماس، ولكن للأسف، بعد عام وتسعة أشهر من المحاولات المتكرّرة، حان الوقت لفهم أنه من دون حل سياسي نهائي، هذه الحرب لن تنتهي أبدًا”.

وأردف: “قُتل 20 جنديًا من الجيش “الإسرائيلي” في شهر حزيران/يونيو فقط في غزّة، في حين لم يُفرج عن أي من الأسرى. من أجل تغيير الواقع في غزّة جذريًا، ستضطر “إسرائيل” إلى المساعدة في إقامة حكم بديل، وهذه هي الطريقة الحقيقية الوحيدة لإبعاد حماس من القطاع وضمان ما قاله بنيامين نتنياهو أمس: “لن يكون هناك حماس، لن يكون هناك حماسستان” وفق زعمه”.

وختم: “يجب أن تنتهي الحرب في غزّة لأنها لا تحقق أي تغيير سياسي حتّى بعد عام وتسعة أشهر. والعمل العسكري – سواء حرب أو عملية – هو فقط وسيلة لتحقيق الهدف السياسي، وهو ليس الهدف بحد ذاته، ففي حالة غزّة، ستحتاج “إسرائيل” للعمل مع الدول العربية المعتدلة، والولايات المتحدة، وحتّى السلطة الفلسطينية، من أجل إنهاء حكم حماس في القطاع وتجنب الانغماس في مستنقع غزّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *