مسؤول سابق في “الشاباك”: القوّة الحقيقية لحماس لا تزال موجودة

انتقد “الباحث الكبير” في معهد “مسغاف” للأمن القومي والمسؤول السابق في “الشاباك” موشيه فوزايلوف في مقابلة مع صحيفة “معاريف الإسرائيلية” بشدة أداء الحكومة الإسرائيلية والمستوى الأمني بعد عشرين شهرًا من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ورسم صورة قاتمة للوضع القتالي في غزّة، مؤكدًا أن حماس لا تزال تحتفظ بتفوق إستراتيجي، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بها على الأرض.

وقال فوزايلوف: “يجب قول الحقيقة: مرّ عشرون شهرًا منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، والتفوق الإستراتيجي الذي حققته حماس في الضربة الافتتاحية لا يزال في يدها”، مضيفًا أن “العامل الحاسم الذي يمنح حماس الريادة في الساحة هو قضية الأسرى، فاختطاف 250 “إسرائيليًا”، هو الحدث الذي أشعل الحرب، ولا يزال يحدد قواعد اللعبة”.

ورأى أنه طالما أن “هناك 20 أسيرًا محتجزًا في غزّة بيد منظمة تفهم بعمق قانون “فدية الأسرى” في “إسرائيل” ستبقى القوّة الحقيقية في يدها”.

وذكر أن “استعداد “إسرائيل” لتجميد معركة كاملة من أجل إعادة أسير واحد يخلق لحماس وثيقة تأمين وجودية، كما حدث مع حالة جلعاد شاليط”.

وبحسب كلامه، فإن “الدرس من قضية جلعاد شاليط لم يتم استيعابه في “إسرائيل”، فالشعب يعجز عن تقبل الخسارة، والقيادة بدلًا من أن تقود، تنجر مع التيار، بينما الفشل ليس أخلاقيًا بل هو إستراتيجي: طالما أننا غير قادرين على التضحية لا يمكننا الحسم، فحماس تعرف النفس “الإسرائيلية”، وتبني حساباتها على الفجوة بين قدراتنا العسكرية والضعف العاطفي الذي يمنعنا من تفعيلها بالكامل”.

لا يتوانى فوزايلوف عن توجيه النقد للقيادة الحالية أيضًا بقوله: “مع ذلك، من الصعب تجاهل الإحساس بأن القيادة السياسية والأمنية –من رئيس الحكومة مرورًا برئيس الأركان ونائب رئيس الشاباك– تبحث بالفعل عن مخرج، بينما حماس، بالمقابل، ليست على حافة الهزيمة، وعلى العكس، هي واثقة من قدرتها على البقاء. وهي محقة: “إسرائيل” تحاول تبرير الانسحاب من خلال إنجازات في لبنان أو في الحرب السرية ضدّ إيران، لكنّها لا تحقق تقدمًا حقيقيًا نحو الحسم في الجنوب”.

وأنهى كلامه بتحذير وإيمان بأن هناك نافذة فرصة للتغيير: “فالمؤشرات تشير إلى أن صناع القرار يعلقون آمالهم على حدث خارجي، ربما حتّى رئيس أميركي يفرض حلًا، لكن المشكلة لن تختفي، بل ستتأجل فقط، وساعة الرمل في هذه الأيام والساعات تعود لتدور مرة أخرى، ونأمل أن نتمكّن من استغلال الوقت لإعادة جميع أسرانا والاستعداد للمواجهة القادمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *