نقلت القناة 12 “الإسرائيلية”، مساء يوم الأربعاء، عن ثلاثة وزراء في حكومة الاحتلال اعترافهم بأن الحرب المتواصلة على غزّة تستند إلى تصورات نظرية، لكنّها تفتقر إلى تحقيق نتائج ملموسة ميدانيًا. وأكد الوزراء ضرورة اتّخاذ خطوات جديدة عسكرية أو التوجّه إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب.
وأشارت القناة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما يزال متمسكًا بخطة “مرحلية” تُشبه تلك التي طرحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على الرغم من تصاعد الأصوات الداخلية المطالبة بإنهاء العمليات.
وأثار الكمين الذي نفذته كتائب القسام، مؤخرًا في خان يونس، وأدى إلى مقتل سبعة جنود “إسرائيليين”، بينهم ضابط، ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية والعسكرية، دفعت مسؤولين في الائتلاف الحاكم وحزب “الليكود” للدعوة إلى وقف الحرب وعدم الانجرار خلف مواقف وزيري “الأمن القومي” إيتمار بن غفير و”المالية” بتسلئيل سموتريتش، والداعيين لمواصلتها.
وأكد مسؤول في “الليكود” أن نتنياهو لن يعارض أي اتفاق يُطرح بشأن غزّة، فيما وصف مقتل الجنود السبعة أنه شكّل “يومًا بالغ الصعوبة”، وفقًا لتعبير نتنياهو نفسه خلال مشاوراته الأخيرة.
من جانبها، أعربت هيئة عائلات الأسرى “الإسرائيليين” في غزّة عن خيبة أملها، متسائلة: “كيف يبدأ الأسبوع في ما سُمي إنجازًا إستراتيجيًا في الحرب مع إيران، وينتهي بخسارة موجعة في غزّة؟”.
وقالت الهيئة إنّ الحرب في غزّة استنفدت أغراضها، وتدار من دون هدف واضح أو خطة حقيقية، وحان الوقت للتحلي بالشجاعة وإنهاء القتال وإعادة المختطفين.
وأمس الأربعاء، بثت كتائب القسام مشاهد مصورة لكمين مركب نفّذه مقاتلوها قرب مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس. استهدف الكمين ناقلتي جند مدرعتين من طراز “بوما”، ما أدى إلى مقتل سبعة جنود “إسرائيليين”، بينهم ضابط، وإصابة آخرين، وفقًا لاعتراف جيش الاحتلال.
المشاهد التي وُصفت بـ”الصادمة” داخل الأوساط العسكرية “الإسرائيلية”، أظهرت أحد مقاتلي القسام وهو ينتعل شبشبًا ويتقدّم بثبات داخل منطقة مزدحمة بالجنود والآليات العسكرية، ليعتلي ناقلة جند ويلقي داخلها عبوة ناسفة من نوع “شواظ”، فأصابت قمرة القيادة بشكل مباشر، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها كلية.
هذا؛ وبينما دوّت أصوات الرصاص الكثيف في المكان، خرج المقاومان من مسافة لا تتجاوز أمتارًا قليلة من المدرعتين، وأعاد أحدهما تنفيذ الهجوم ضدّ الناقلة الثانية، قبل أن ينسحب من المكان من دون أي غطاء ناري.