بعد مضيّ اثني عشر يومًا على بدء العدوان “الإسرائيلي” على إيران، تكشّف فشل الحملة العسكرية في تحقيق أهدافها المعلنة، والتي تمحورت في إسقاط النظام الإيراني وتدمير برنامجه النووي وتقويض قدراته الصاروخية.
وفي أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، بدأت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” بنقد حصيلة العملية. إذ رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” أن: “”إسرائيل” تخلّت عن أهداف حملتها”، مشيرة إلى أنّ الجيش لم يتمكّن من تأكيد تدمير أو تعطيل العناصر التي شكّلت مسوّغًا للعملية.
أما صحيفة “هآرتس”، فقد أقرت بأنّ البرنامج النووي الإيراني ما يزال قائمًا، وقالت إنّ: “إيران ما تزال تملك المعرفة التقنية لتخصيب اليورانيوم، ما يعني أنّ نافذة وقف هذا البرنامج أُغلقت”. وأضافت أنّه: “لا توجد شخصيات يمكن استهدافها لوقف التخصيب”، مشيرة إلى أنّ طهران ربما تمتلك المعدات اللازمة سرًّا.
واستندت الصحيفة إلى معلومات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تفيد بأنّ إيران كانت تمتلك 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، ما يكفي لصناعة قنبلة نووية، مع إمكان نقله وتخزينه في حاويات صغيرة من دون الحاجة إلى بنية تحتية معقّدة.
أما على صعيد القوّة الصاروخية، فقد وُجّهت انتقادات لاذعة داخل كيان الاحتلال تجاه الأداء السياسي والعسكري. وسائل إعلام “إسرائيلية” سخرت من وعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ علّقت بالقول: “عندما نخرج من الملاجئ، ونشهد الدمار الذي سببته الصواريخ الإيرانية، نُدرك أن وعود نتنياهو بتدمير قدرات إيران الصاروخية كانت مجرد شعارات فارغة”.
وأكدت التحليلات أنّ الهجوم “الإسرائيلي” لم ينجح في كبح جماح البرنامج النووي أو تدمير الترسانة الصاروخية الإيرانية، ما يُشير إلى محدودية فعالية العدوان، مقابل استمرار إيران في فرض معادلات ردع جديدة على مستوى الإقليم.